حافظت الأسواق العالمية على زخمها في ثالث جلسات الأسبوع، مع تقييم آفاق السياسة النقدية الأمريكية، والتفاؤل باستمرار مباحثات السلام بين روسيا وأوكرانيا بوساطة أمريكية، ورغم توتر الأوضاع الجيوسياسية في جنوب شرق آسيا.

ارتفعت الأسهم الأمريكية للجلسة الرابعة على التوالي، مع استمرار تعافي ثقة المستثمرين تجاه قطاع التكنولوجيا قبل عطلة عيد الشُكر يوم الخميس، إلى جانب تزايد احتمالات خفض الفيدرالي أسعار الفائدة في اجتماع ديسمبر.
وفي أوروبا، ارتفعت الأسواق الرئيسية للجلسة الثالثة على التوالي، بعد أن بددت الموازنة البريطانية الجديدة بعضاً من المخاوف بشأن الوضع المالي للدولة، مما دفع الجنيه الإسترليني والديون السيادية للمملكة المتحدة للارتفاع.
وعلى الصعيد الآسيوي، ارتفعت بورصة طوكيو بدعم من أسهم التكنولوجيا، وحدّ من المكاسب تقارير متداولة حول عزم الحكومة التوسع في الاقتراض لتمويل حزمة تحفيز اقتصادي جديدة، إضافة إلى تلويح رئيسة الوزراء "ساناي تاكايتشي" بتدخل محتمل لضبط سوق الصرف الأجنبي.

وفي الصين، تباينت بورصات البر الرئيسي في ظل استمرار التوترات الدبلوماسية مع اليابان، ووسط تفاؤل المستثمرين بالأداء المالي للشركات في موسم نتائج أعمال الربع الثالث.
في سياق متصل، اتهم الرئيس التايواني "لاي تشينج تي" الصين بأنها تُكثف التدريبات العسكرية بهدف الاستيلاء على الجزيرة بالقوة بحلول 2027، وتعهد بإقرار ميزانية دفاعية تكميلية بنحو 40 مليار دولار أمريكي.
أما عن الذهب، فارتفعت العقود الآجلة للمعدن الأصفر إلى أعلى مستوى في أسبوعين بدعم من آمال التيسير النقدي في أمريكا، والتي دعمت في الوقت ذاته أسعار العملات المشفرة التي عانت مؤخراً تراجع معنويات المستثمرين.
وبالنسبة للنفط، ارتفعت أسعار الذهب الأسود من أدنى مستوى في شهر مع تقييم المتداولين آفاق السوق، وحدّ من المكاسب بيانات أظهرت ارتفاع مخزونات الولايات المتحدة من الخام الأسبوع الماضي خلافاً للتوقعات، في حين كشفت بيانات من شركة "بيكر هيوز" عن انخفاض منصات التنقيب عن النفط في أمريكا لأدنى مستوى منذ 4 سنوات.

اقتصادياً، تراجعت طلبات إعانة البطالة الأولية في الولايات المتحدة خلال الأسبوع المنتهي في 22 نوفمبر، في دلالة على انحسار عمليات التسريح ومرونة سوق العمل.
وسلّط الفيدرالي في تقرير "بيج بوك" الضوء على تباطؤ التوظيف وتراجع الإنفاق الاستهلاكي مع ضعف الطلب على العمالة، لكنه أوضح أن النشاط الاقتصادي يظل مستقراً في المجمل.
وفي تقريره السنوي حول الاستقرار المالي، حذّر البنك المركزي الأوروبي من أن تقييمات أسهم قطاع التكنولوجيا في أمريكا أصبحت "متضخّمة"، مع ضخ المستثمرين رؤوس الأموال في الشركات الكبرى خوفاً من فوات الفرصة.

وحذرت لجنة متخصصة في الكونجرس الأمريكي من أن الصين تسعى لإرساء نظام عالمي بديل تكون هي محوره، وتدعمه دول "معادية للديمقراطية" على حد وصفها.
وفي مشهد عالمي دائم التغير، تتسارع حركة الأنباء عبر الشبكات الرقمية، مما يضع الأسواق أمام سؤال جوهري: هل يتخذ المستثمرون قراراتهم قبل فهم المعلومات؟
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: