عندما يوظّف كريغ هاندلي موظفين جددًا، فإنه يأمل في حقيقة الأمر أن يتركوا العمل لاحقًا.
هاندلي، الذي يدير شركة "ليسين تراست" (ListenTrust) وهي مركز اتصالات مقره هيرموسيو في المكسيك ويعمل فيه قرابة 1000 موظف—يقول بصراحة: "في اليوم الأول يخبرونهم بأننا نوظفهم وندربهم… لكي يستقيلوا."
ويضيف هاندلي: "لم يستيقظ أي من موظفيّ في عمر العاشرة ويرتدي سماعة رأس ويتظاهر بأنه يجيب على مكالمات خدمة العملاء. ذلك لم يكن حلم أحد."
ويتابع موضحًا: "حلمي أنا هو بناء مركز اتصالات عالمي المستوى… لكنه ليس حلمهم."

من قبو حماته إلى إدارة شركة ضخمة
هاندلي، البالغ من العمر 46 عامًا، أسس "ليسين تراست" قبل نحو 12 عامًا "في قبو منزل حماته" كما يقول.
ويعترف: "كنت أفقر من معظم هؤلاء الموظفين، لكني صنعت رؤية واضحة لما أريد أن أكون عليه."
وبينما يتولى إدارة الشركة، يبقى هاندلي شغوفًا بالموسيقى أيضًا، فهو كاتب أغانٍ ومنتج موسيقي.
"دريم تراست".. برنامج لمطاردة أحلام الموظفين
لاحقًا أطلق هاندلي برنامجًا بعنوان "دريم تراست" ( Dream Trust ) يساعد الموظفين - معظمهم مكسيكيون ويتحدثون لغتين - على اكتشاف أهدافهم الشخصية والمهنية، ثم يوفر لهم الأدوات اللازمة لتحقيقها.
وتشمل المبادرات دورات تدريبية في كل شيء من تصميم المواقع الإلكترونية إلى سداد الديون.
استوحى هاندلي البرنامج من كتاب"ذا دريم ماندجر" ( The Dream Manager) لماثيو كيلي، ومن جلسات لايف بوك (LifeBook) التحفيزية لجون بوتشر، إضافة إلى تجربته الشخصية في الانطلاق من نقطة الصفر.
يقول هاندلي إنه يشجّع كل موظف لديه على السعي خلف أحلامه. وتخصص شركة "ليسين تراست" ListenTrust نحو 3000 دولار شهريًا لتمويل البرنامج، إضافة إلى مدرّب بدوام كامل يعمل مع الموظفين ويشرف على تنفيذ الخطة يوميًا.
وتتنوع أهداف الأفراد بين فتح حساب بنكي للمرة الأولى وإطلاق مشروع خاص، وصولًا إلى توفير مبلغ لشراء جهاز كمبيوتر لطفل قبل بدء العام الدراسي.
ويقول: "حققنا أكثر من 50 حلمًا بالفعل، من شراء منزل إلى النجاح في تجاوز الإدمان.. وكلها إنجازات ذات معنى كبير."

أحلام كبيرة.. وميزانية أكبر
يخطط هاندلي لزيادة الميزانية مستقبلًا لتمويل مغامرات مدرجة على "قوائم الأمنيات" الخاصة بالموظفين، مثل القفز بالمظلات أو الغوص.
هاندلي نفسه مغامر شرِه: سبح مع أسماك القرش البيضاء في جنوب إفريقيا، وقاد دراجة ثلجية فوق بركان نشط في آيسلندا، وسار في الأدغال الماليزية.
السعادة ترتفع.. والاستقالات تنخفض
يؤكد هاندلي أن البرنامج جعل موظفيه أكثر سعادة، وقلّص معدل دوران الموظفين بشكل كبير من نحو 24% إلى 4% فقط.
ويعلّق قائلاً: نحن ندفع رواتب أفضل من معظم الشركات، لكني لا أريد أن يأتي إلينا الناس من أجل المال فقط. أريدهم أن يكونوا منخرطين فعلاً في الذي نقوم به، وأن يهتموا ببرنامج Dream Trust، وأن تكون لهم أحلام يعملون على تحقيقها."
ويأمل هاندلي أن تتبنى شركات أخرى الفكرة نفسها: "أتمنى أن تنتشر هذه الفكرة كأثرٍ مضاعف. يجب على كل شركة أن تدعم موظفيها في السعي وراء أحلامهم."
المصدر: "سي إن بي سي"
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: