تباين أداء الأسواق العالمية في ثالث جلسات الأسبوع، نتيجة حالة الترقب التي سيطرت على معنويات المستثمرين قبل إعلان الفيدرالي عن قراره بشأن أسعار الفائدة.

ارتفعت الأسهم الأمريكية في نهاية تعاملات الأربعاء، مدعومةً بخفض الفيدرالي 25 نقطة أساس في اجتماع السياسة النقدية الأخير لهذا العام، رغم حالة عدم اليقين التي تكتنف المسار المستقبلي لتكاليف الاقتراض، وسط تصاعد المخاطر على جانبي التوظيف والتضخم.
وتوقع أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في تقرير التقديرات الفصلية إجراء خفض واحد فقط للفائدة في 2026، لكن المستثمرين وجدوا في تصريحات رئيس البنك "جيروم باول" عقب الاجتماع أسباباً تدعم احتمالات إجراء المزيد من التخفيضات.
ذكر "باول" أن مخاطر ضعف التوظيف وارتفاع التضخم تصاعدت في آن واحد، وأن الرسوم الجمركية لا تزال تدفع الأسعار للارتفاع، لكن هذه الآثار تبدو مؤقتة على الأرجح، مشيراً إلى أنه لا أحد من صناع السياسة النقدية يتوقع رفع الفائدة، وأن المسار المستقبلي هو إما التثبيت أو الخفض.

وتباينت البورصات القارة العجوز بين الارتفاع والانخفاض بسبب حالة الترقب، على الرغم من إشارة رئيسة البنك المركزي الأوروبي "كريستين لاجارد" إلى احتمال رفع تقديرات نمو اقتصاد منطقة اليورو للمرة الثانية هذا العام.
وفي آسيا، تباينت مؤشرات السوق اليابانية أيضاً مع صعود عوائد الديون قصيرة الأجل، في ظل تنامي توقعات رفع البنك المركزي أسعار الفائدة هذا الشهر، أما في الصين، فتراجعت بورصات البر الرئيسي بفعل المخاوف من الضغوط الانكماشية.
حيث أظهرت بيانات رسمية تسارع معدل تضخم أسعار المستهلكين إلى 0.7% في نوفمبر مسجلاً أعلى مستوى له منذ فبراير 2024، فيما كان من المتوقع ارتفاعه إلى 0.8%، هذا إلى جانب انكماش أسعار المنتجين بنسبة 2.2% على أساس سنوي خلال الشهر ذاته.

وعلى صعيد أسواق الديون، زاد مؤشر "بلومبرج" لعوائد السندات الحكومية طويلة الأجل لأعلى مستوياته في 16 عاماً، مدفوعاً بتوقعات التشديد النقدي في اليابان، واحتمالات رفع المركزي الأوروبي أسعار الفائدة، والتي أدت في الوقت ذاته إلى تزايد الضغوط على الدولار.
وفي يوم حافل بقرارات السياسة النقدية، أبقى بنك كندا أسعار الفائدة الرئيسية دون تغيير بسبب حالة عدم اليقين التجاري حول العالم، كما ثبّت المركزي البرازيلي تكاليف الاقتراض مشيراً إلى أن التضخم المتوقع على المدى القريب يتجاوز المستوى المستهدف.
وفيما يتعلق بأسواق الطاقة، ارتفع النفط عند التسوية عقب تأكيد الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" تقارير صحفية حول احتجاز بلاده إحدى الناقلات قرب سواحل فنزويلا، بعد أن تعرضت أسعار الذهب الأسود إلى ضغوط بسبب بيانات أظهرت ارتفاع مخزونات الولايات المتحدة من البنزين والمقطرات.

وأعلنت أوكرانيا أن طائرة مسيرة روسية استهدفت نظام نقل الغاز في منطقة "أوديسا" الجنوبية، ومن جهتها، نفذت أوكرانيا هجوماً جديداً على ناقلة نفط تابعة لأسطول الظل الروسي كانت تتجه إلى ميناء " نوفوروسيسك" الواقع على البحر الأسود بحسب تقارير.
ودفع تجنب المستثمرين للمخاطرة قبل انتهاء اجتماع الفيدرالي أسعار الذهب والعملات المشفرة للانخفاض، إلا أنها تحولت للارتفاع صباح الخميس بعد استيعاب الأسواق للقرار.
ومع تكثيف كييف هجماتها على شبكة تجارة النفط الروسي، تواجه موسكو سؤالاً مصيرياً: هل يتراجع دور روسيا في النظام العالمي للطاقة بعد الحرب مع أوكرانيا؟
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: