أكدت مصادر في قطاع الثروة السمكية بالسعودية أن ثلاثة عوامل على الأقل خفضت الإنتاج السعودي خلال خمس سنوات، حيث كان في حدود 100471 طنا عام 1430 فيما تراجع إلى 90053 طنا في 1434، كما انخفض عدد مراكب الصيد خلال الفترة نفسها من 11971 إلى 10867 مركبا.
لكن وزارة الزراعة اعتبرت نسب اختلاف الإنتاج طفيفة وفي حدود المعقول.
وأوضح رئيس جمعية الصيادين عضو اللجنة الزراعية في غرفة الشرقية جعفر الصفواني لـ»مكة» أن الأسباب الثلاثة الرئيسة التي خفضت الإنتاج تتمثل في:
1 - خروج عدد من مراكب الصيد وهجر الصيادين للمهنة نتيجة لـ:
- تخفيض وزارة العمل الاعتماد على الهنود من 100 % إلى 50 %، وتغطية النسبة المتبقية من جنسيات أخرى.
- كثرة هروب عمال الصيد من الجنسيات الجديدة، خاصة السريلانكية.
- عدم تهيئة الموانئ بشكل جيد لمراكب الصيد مما يقلص عمر المركب من 20 إلى 5 سنوات فقط نتيجة لتعرضه لتلفيات.
2 - التلوث
3 - ردم الشواطئ
تفضيل العمالة الهندية
لفت الصفواني إلى أن الصياد حين يصيد خارج حدود المياه السعودية يصيد خلال 15 يوما ما يصيده بالسواحل القريبة في 25 يوما.
وأشار إلى أن الصيادين يفضلون العمالة الهندية لعدة أسباب، منها:
• تشابه ظروف الصيد في السعودية والهند
• خبرتهم وكفاءتهم
• تحملهم للعمل في درجات حرارة مرتفعة أو منخفضة
وطالب وزارة العمل بأخذ ذلك بالاعتبار، وإجراء دراسة ميدانية على مراكز الإنزال ومناقشة الصيادين في القرارات التي تؤثر على قطاع الصيد باعتبار أن لدى بعضهم خبرات تمتد لنحو نصف قرن، مشيرا إلى صعوبة إلزام الصيادين بنسب سعودة لكون قطاع الصيد غير مرغوب من السعوديين لصعوبة ظروف العمل به والتي تمتد على مدار أيام الأسبوع، باستثناء أيام العواصف.
كما أن الصياد يقضي الجزء الأكبر من حياته على المركب.
10 آلاف طن فاقد الإنتاج
اعتبر خبير في الثروة السمكية بوزارة الزراعة، فضل عدم كشف اسمه، نسبة الانخفاض التي حدثت خلال خمس سنوات، كبيرة.
وقال في اتصال هاتفي لـ»مكة»، إن تراجع الإنتاج 11.5 % يعني نقصا في الثروة السمكية بمقدار 10418 طنا، وهو نقص غير قليل.
وأشار إلى أن السعودية ما زالت تستورد الأسماك نظرا لعدم كفاية المنتج المحلي، وبالتالي فإن أي نقص يعني زيادة في الاستيراد.
وأرجع النقص في الإنتاج بشكل أساسي إلى بيع الصيادين لمراكبهم وخروجها من الخدمة، إما لعدم توفر عمالة ماهرة خبيرة في الصيد لا سيما بعد فرض وزارة العمل عليهم جنسيات محددة، إضافة إلى التلوث الذي حد من كميات الأسماك في السواحل القريبة.
ولفت إلى إلغاء تراخيص بعض المزارع السمكية في الشرقية لوجودها في أماكن حساسة كأن تقع ضمن نطاق منطقة بترولية تابعة لأرامكو أو غير ذلك، كما أغلقت بعض المزارع لنقص الخبراء في الاستزراع السمكي، مما خفض الإنتاج.
الزراعة: انخفاض طفيف
قال وكيل وزارة الزراعة نائب المتحدث الرسمي المكلف الدكتور خالد محمد الفهيد، لـ»مكة» إن الأرقام لا تعكس انخفاضا ملحوظا في حجم الإنتاج من الثروة السمكية، إذ توجد فروق ليست كبيرة بين الإنتاج السنوي الذي يتذبذب بين زيادة ونقصان بشكل طفيف، ما عده تغييرا مقبولا.
وأكد حرص الوزارة على فتح قنوات التواصل مع الصيادين لتوعيتهم وتدريبهم، لافتا إلى تنظيم يوم للصياد أخيرا للمرة الأولى بمنطقة جازان، وسيقام سنويا في باقي مناطق السعودية ذات الميزة النسبية في صيد الأسماك.
تحليل التعليقات: