نبض أرقام
05:14 م
توقيت مكة المكرمة

2025/05/23
2025/05/22

5 دروس يجب أن تتعلمها كافة مدن العالم من سنغافورة

2015/07/04 أرقام
تتسم "سنغافورة" – المدينة الدولة- بصغر مساحتها وطقسها الحار وارتفاع عدد سكانها فهي من أكبر مدن العالم من حيث الكثافة السكانية، حيث يعيش نحو 5.5 مليون نسمة على مساحة لا تتجاوز 750 كيلو متر مربع، ومن المتوقع أن يرتفع عدد سكانها الى 6.9 مليون نسمة بحلول عام 2030، ورغم كل تلك الظروف استطاعت أن تحقق نجاحا اقتصاديا باهرا لتصبح من أغنى وأنجح دول العالم، فإجمالي الناتج المحلي السنغافوري يماثل نظراءه في الدول الأوروبية الكبرى.

لكن كيف استطاعت تلك المدينة الصغيرة تحقيق معجزة اقتصادية ومالية؟ تتلخص الإجابة على هذا السؤال في كلمة واحدة وهي "الابتكار"، فالمدينة عادة ما تفكر في حلول غير تقليدية لمواجهة مشاكلها مما ساعدها على أن تكون من أكثر المدن الخضراء والمتقدمة في الوقت نفسه على مستوى العالم.

وحدد موقع "سي ان ان" 5 دروس مستفادة يجب أن تتعلمها جميع مدن العالم من سنغافورة، حيث يعيش نحو 50% من سكان العالم في المدن في الوقت الحالي، ومن المنتظر أن ترتفع النسبة إلى 70% بحلول عام 2050، واستيعاب تلك الدروس جيدا يساعد المدن على توفير حياة أفضل لسكانها.

1- التخطيط طويل المدى:

حرصت السلطات السنغافورية على وضع خطط طويلة المدى وبعيدة النظر لتصميم البنية التحتية للمدينة منذ عام 1971، وهو ما مكنها من استيعاب النمو السريع في عدد سكانها دون مواجهة مشكلة، وتصدر أولويات سنغافورة توفير المساكن والوظائف لسكانها، كما راعت عدم تمركز المراكز التجارية للمدينة في مكان واحد منعا للتكدس والازدحام وتقليص وقت التنقل بالمواصلات.

وراعت السلطات كذلك معايير الحفاظ على البيئة وكانت في صميم تخطيط المدينة، واهتمت بالحفاظ على نظافة الهواء والماء والغطاء النباتي خلال وضع التخطيط العام للبنية التحتية للمدينة.


2- حسن إدارة المخلفات:

بطبيعة الحال يزداد حجم المخلفات مع زيادة الكثافة السكانية، إلا أن سنغافورة حولت "المخلفات" من مشكلة إلى أداة اقتصادية فعالة من خلال اتباع أنظمة متطورة في جمعها، بل والاستفادة منها في زيادة مساحة المدينة.

ومع صغر مساحة المدينة لا تجد سنغافورة مساحات فضاء لتخزين القمامة، لذلك فهي تقوم بحرقها ثم خلطها مع رمال الشواطئ لزيادة مساحة رقعة الأراضي بالمدينة، وهناك مشروع طموح لاستخدام هذه المخلفات في تشييد الأبنية بدلا من زيادة الأراضي.

كما أنها تستخدم وسائل تنقية متطورة للمياه تشمل ترشيح وتنقية مياه الصرف لإعادة استخدامها للشرب مرة أخرى.
 
 


3- الإبداع في توفير الطاقة:

تتسم سنغافورة بطقس حار ورطب نتيجة اقترابها من دائرة الاستواء، ويصل متوسط درجة الحرارة بها إلى 30 درجة مئوية، وزادت الأبنية المرتفعة التي تحجب الهواء وانبعاث عوادم السيارات في تفاقم درجات الحرارة والشعور بالاختناق، لذلك يعتمد السكان على مكيفات الهواء بشكل أساسي، ونتج ذلك عن زيادة حجم الإنفاق على الطاقة بصورة كبيرة، فنحو 60% من الكهرباء المولدة في سنغافورة تذهب لتبريد المباني.

ولذلك يعكف علماء سنغافورة على مشروع خلاق لإزالة الرطوبة من الهواء الخارجي المحيط بالمباني والسماح للهواء البارد الناتج عن تلك العملية بالدخول إلى تلك المباني فيعمل على تبريدها.

كما تضم التصميمات العامة للأبنية الجديدة حاليا أنظمة للتهوية الطبيعية من خلال تعزيز تحريك وتدفق الهواء في المساحات الفضاء.

4- البناء تحت الأرض:

من المعروف أن المدن التي تشهد ارتفاعا في أعداد سكانها تلجأ إلى زيادة ارتفاعات المباني لتوفير الوحدات اللازمة لسكانها، إلا أن سنغافورة لجأت إلى فكرة مبتكرة تختلف عن بقية مدن العالم وهي البناء تحت الأرض وليس فوقها وبدأت بالفعل نقل بعض المؤسسات إلى هذه الأبنية السفلية.

ويعتمد تصميم الأبنية على حفر فتحات في الصخور على عمق مئة متر من سطح الأرض، ومن مميزات البناء تحت الأرض أن بعض الظروف البيئية مثل الحرارة والرطوبة تكون أكثر استقرارا وهو ما تتطلبه العديد من المنشآت الهامة كمصانع الكهرباء ومحطات المياه والمنشآت الصناعية بصفة عامة.


5- احتضان التكنولوجيا:

لا ينكر أحد التطور التكنولوجي الهائل الذي تشهده سنغافورة، فهو يعد في صميم الإدارة الحكومية للمدينة، وينعكس ذلك على الحياة اليومية للسنغافوريين في عدة مجالات مثل نظام النقل السريع الذي تنتهجه المدينة والذي يعد من أكفأ أنظمة النقل والمواصلات على مستوى العالم.


فهي تضع قيودا على ملكية السيارات الخاصة وتعتمد على المباني الذكية منذ أكثر من عقد، ما يساعد على تسييل الحركة المرورية وتسهيل حياة المواطنين بزيادة المساحات المتاحة للحركة، سواء في العمل أو في الأماكن العامة.


ولا تبخل سنغافورة بهذه الخبرة والأفكار الخلاقة، فهي تصدر خبراتها وخبراءها للمساهمة في تخطيط مدن أخرى في آسيا خاصة الهند والصين حيث تشهد حركة التمدن اتساعا متسارعا.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.