سلطت "بلومبرج" الضوء على عدة عوامل جعلت إندونيسيا واحدة من أسوأ بقاع الطيران في العالم، فقد شهدت سقوط رحلة "إير آسيا" رقم "8501" خلال صباح عاصف في ديسمبر/كانون الأول عام 2014 رغم أن هذه الشركة عرفت بتاريخها المتميز في الخدمة وتوفير السلامة لركابها.
ورغم أن طيار تلك الرحلة المنكوبة كان ذا خبرة فائقة وكانت الطائرة حديثة نسبياً، إلا أن طيارين ومراقبين جويين ومتدربين ومنظمين للرحلات قالوا إن هناك أخطاء عديدة توضح أن إندونيسيا لا تزال بقعة لزيادة حوادث الطائرات بأكثر من 3 أضعاف المتوسط العالمي.
فشل الاتصالات
- يمثل فشل الاتصالات أحد العوامل التي أدت إلى سقوط الطائرة "إير آسيا" التي أقلعت من "سورابايا" – ثاني أكبر مدينة إندونيسية – في 28 ديسمبر/كانون الأول عام 2014، وكان الطيار الإندونيسي ومساعده الفرنسي في تعارض حينها من أجل التحكم في الطائرة بعد محاولات لإصلاح نظام الرادار.
- تسبب العطل في نظام الرادار في وقف عمل الطيار الآلي بحسب التحقيقات النهائية، وصعدت الطائرة إلى ارتفاعات حادة واستقرت ثم هبطت بشكل سريع وسقطت في المحيط.
- أفاد وزير النقل الإندونيسي "إجناسيوس جونان" الذي عين قبل الحادث بشهرين أنها كارثة تذكر بضرورة تطوير نظام الملاحة في البلاد.
- أعلن "جونان" لاحقاً تخصيص مليار دولار لتحسين عوامل الأمان في النقل البري والبحري والجوي.
المبالغة في القدرة الاستيعابية
- عانت الكثير من شبكات الاتصالات في إندونيسيا – من بينها الموجودة في المطارات – من ضعف الاستثمارات وتعمل بأكثر من ثلاثة أضعاف قدرتها الاستيعابية رغم خطط حكومية لتحسين مدارج الهبوط والمنشآت في 15 مطاراً بحلول 2018.
- أفاد "جونان" أن وزارة النقل تحاول تحديث جميع أنظمتها بالتعاون مع شركات ووكالات من بريطانيا والولايات المتحدة.
أنظمة وأجهزة حديثة
- أسهم تحديث أساطيل الطائرات حول العالم في الحد من معدل الحوادث العالمي، وتزايد عدد الرحلات في إندونيسيا، ولكن معدل الحوادث لم يتغير تقريباً حيث سجلت "جاكرتا" 13 حادث سقوط للطائرات في السنوات العشر الماضية.
- تشهد إندونيسيا حوالي 10 آلاف رحلة يومية يراقبها طاقم من 1400 شخص لتتبع مجال جوي يعادل تقريباً حجم أوروبا التي يعمل لديها 17 ألف مراقب جوي مع الأخذ في الاعتبار عدد الدول في القارة العجوز.
المجال الجوي السنغافوري
- هناك جزء من المجال الجوي الإندونيسي لا تهيمن عليه "جاكرتا" وأسندته لسنغافورة عام 1946، ولكنها تريد التحكم فيه مجدداً في غضون 4 سنوات.
- تنفق إندونيسيا 1.8 تريليون روبية (حوالي 130 مليون دولار) في العام الجاري لتحديث منشآتها في المطارات كما خططت لتوظيف 300 شخص إضافيين من أجل المراقبة الجوية.
مطار "جاكرتا"
- يعد مطار العاصمة "جاكرتا" تاسع أكثر المطارات إشغالاً في العالم ويسافر من خلاله ما يقرب من 30 مليون شخص، وفي العام الماضي، تعامل مع أكثر من 60 مليون مسافر.
- كلما زادت حركة المسافرين، زادت المخاطر أيضاً، وتخطط الحكومة لبناء مدرج في خمس سنوات على الأقل بدايةً من 2016.
مشكلات الصيانة
- رغم التحسن في أجهزة المراقبة وخبرات العاملين، لا تزال مشكلة الصيانة في طائرات إندونيسيا القديمة مصدراً رئيسياً لحوادث السقوط.
- أظهرت سجلات الصيانة للطائرة المنكوبة لـ"إير آسيا" وجود 23 مشكلة فنية في نظام الرادار على مدار العام الماضي، وتزايدت بشكل كبير في الثلاثة أشهر التي سبقت سقوطها.
الحاجة للوقت
- شكا أحد الطيارين من قلة الخضوع للفحوصات الطبية قائلاً إنهم يحلقون برحلاتهم لساعات أطول من الطبيعي، وبالتالي، فهم يحتاجون المزيد من الوقت للراحة.
- تواجه إندونيسيا مشكلة تكمن في توفير الخبرات اللازمة لإدارة صناعة الطيران، وأفاد أحد المدربين في مدرسة تخريج الطيارين أن من بين 100 متدرب، يتم تخريج 10 فقط مستوفين للمعايير.
كوارث متنوعة
- تشهد إندونيسيا والمناطق المحيطة العديد من العواصف الرعدية السيئة وضربات البرق، وسجلت مدينة "بوجر" 322 يوماً من العواصف الرعدية في عام واحد خلال 1988.
- يُضاف إلى ذلك الانفجارات البركانية التي تقذف بالحمم في الهواء، ويمكن أن تتسبب في تعطيل محركات الطائرات، وتم إلغاء مئات الرحلات قرب جزيرة "بالي" بسبب ثوران بركان "رنجاني" في أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني هذا العام.
- نشبت العديد من الحرائق – من صنع البشر- في مساحات شاسعة من الغابات المطيرة من أجل الزراعة، وينتج عن ذلك سحابة من الدخان تغطي أجزاء كبيرة جنوب شرقي آسيا وتعطل الرحلات الجوية.
- أصبح من الشائع تعرض إندونيسيا لموجات من الطقس السيئ وكثرة العواصف المدارية والتي تشكل خطورة على الرحلات الجوية في هذه المنطقة.
طبيعة قاسية
- يواجه الطيارون مجموعة من التحديات تتمثل في مزيج من الأدغال النائية والجبال الشاهقة، كما أن اليابسة ترتفع عن مستوى سطح البحر كثيراً لتشكل جميعها أعلى قمة لجزيرة في العالم.
- لا تناسب الطبيعة الإندونيسية – خاصةً في مطارات "بابوا" - الطيارين الجدد ذوي الخبرة القليلة، وحينما سقطت طائرة "بي تي تريجانا إير سيرفيس" في أغسطس/آب الماضي، استغرق الأمر يومين للعثور على حطامها في موقع بالأدغال.
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: