التوجه ناحية القومية وأساليب الحماية حول العالم يتسبب في عملية حادة من التفكك، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كان أخر مظاهر هذا التفكك، فكيف يمكن استخدام العولمة والانفتاح في خدمة العالم.
وبحسب "المنتدى الاقتصادي العالمي" توضح العولمة كيف أن الحواجز حول الأسواق والتصرفات البشرية تعد عائقاً خاصة مع أسواق السلع والخدمات والمالية والنقل والتكنولوجيا والمعلومات، وأن هناك الكثير يمكن تحقيقه من كسر هذه الحواجز.
والعولمة توسع الفرص أمام الدول، وهي لا ترتبط فقط بالاقتصاد ولكن أيضاً بالجوانب السياسية والأمنية من حياة المواطنين، وقد تقارب العالم لبعضه البعض، لكن الآن الدول أمام نقطة انعطاف تهدد هذه المكتسبات.
العولمة تخضغ لضغوط جدية
- هذه هي المرة الأولى التي تخطع فيها العولمة لهذه الضغوطات، بالرغم من فوائدها العديدة، في العقود الأخيرة نشبت احتجاجات من سياتل إلى جنوة اعتبرت العولمة ظالمة وتسبب أضرارا.
- معارضة العولمة نتيجة لاستفادة الملايين منها بما فيهم من انتشلوا من الفقر في آسيا، بينما هناك من لم تشملهم العملية، مثلما يحدث مع تقليص الوظائف في بعض المناطق أو الصناعات بالطبع يخلق معارضين لها.
- تتهم العولمة بالمنافسة غير العادلة وتقليص الوظائف وعدم المساواة والإضرار بالبيئة وبتأجيج المخاوف الأمنية وكثير من الأمراض الأخرى.
- المحتجون ضد العولمة لديهم وجهة نظر اقتصادية، حيث تسببت موجات الانفتاح والتحرر في خلق مناخ من عدم المساواة في بلدان عديدة، وأثرت بشدة على الطبقة المتوسطة.
- النظم الاقتصادية حول العالم تسقط مواطنيها الذين لم يتمكنوا من المشاركة بشكل كامل في عملية النمو، والعولمة فقط تبرز هذه الحقيقة.
خطر الانطوائية
- التراجع عن العولمة خطأ، فإغلاق الأسواق والحواجز يضع العالم أمام خطر تباطؤ وتيرة النمو، بينما تتيح العولمة أنواع التحويلات المالية والمعرفة والتجارة التي تجعل البلدان أكثر ازدهاراً وثراء.
- تجنب الانطوائية يتطلب أن يكون المواطنون مقتنعين بأنهم يحققوا استفادة من العولمة ليدعموا سياسات فتح الأسواق ورفع الحواجز، وهذا يتطلب ضمان الدول لتحقيق مناخ يحقق لمواطنيها الاستفادة الكاملة.
- هناك العديد من العوامل التي تجعل عملية النمو أكثر شمولاً، وهو ما يساعد في استمرار جني العالم لفوائد أكبر وخلق أسواق أكثر قدرة على المنافسة.
- لا يوجد حل سحري لكن هناك مجموعة واسعة من السياسات التي يمكنها أن تعزز النمو والاندماج الاجتماعي في ذات الوقت، وتشمل أمورا مثل التعليم والسياسات الضريبية وإعادة تدريب من فقدوا وظائفهم.
- هناك العديد من الأمور الأخرى التي يمكنها المساعدة في تعزيز مستويات المعيشة وضمان إنتاجية العمالة، تشمل الحصول على الخدمات الأساسية والبنية التحتية مثل الرعاية الصحية والنقل العام ودعم ريادة الأعمال ودحر الفساد.
سياسة "كبش الفداء"
- بدلاً من معالجة المشاكل الاجتماعية الصعبة، من السهل جداً الإشارة إلى العولمة باعتبارها كبش فداء، ويتطلب هذا النهج سياسات على المدى القصير ورغبة في فعل ما هو خير من أجل المجتمع والأجيال المقبلة.
- السماح للخوف بأن يتملك والتفكير على المدى القصير وتنامي الخطاب القومي يقود الدول إلى الانعزال والاكتفاء الذاتي، وهي أمور من شأنها إفراز مستقبل محزن فيما بعد.
- مع إقرار نظم أكثر شمولاً يجب على واضعي السياسات الإفصاح للجمهور بأهمية وضرورة تحقيق بيئة عالمية أكثر انفتاحاً من أجل مستقبل جماعي أفضل.
- الأسواق الوطنية والعالمية يجب أن تسخر لضمان استمرار انتفاع العالم كله من جميع أصوله.
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: