نبض أرقام
01:55 م
توقيت مكة المكرمة

2025/07/17
2025/07/16

ما ​الامتحان​ الدراسي​ الأصعب في العالم؟

2016/10/23 أرقام

يخضع طلاب الثانوية العامة في الصين لمدة يومين في بداية شهر يونيو/حزيران كل عام لاختبار القبول في الكليات " gaokao"، والذي يعد بمثابة مناسبة وطنية وعطلة رسمية، لكنه أقل مرحًا بكثير.
 

إذ تتوقف أعمال البناء بالقرب من قاعات الامتحانات، حتى لا يُعكر صفو الطلاب، ويتم تحويل حركة المرور، وتقف سيارات الإسعاف في وضع استعداد في الخارج لمواجهة حالات الانهيار العصبي، وتمر دوريات الشرطة للحفاظ على هدوء الشوارع.
 

ويناقش ضيوف البرامج الحوارية في الإذاعة شكل الامتحان والأسئلة بتفصيل دقيق، وعندما تظهر النتائج يُكرم الأوائل على المستوى الوطني، وتحدد الدرجات المرتفعة أو المنخفضة فرص العمل وإمكانات العيش.
 

ونتيجة هذا الامتحان هي من أكثر الأرقام أهمية في حياة أي صيني، تتويجًا لسنوات من التعليم والحفظ والضغط المستمر استعدادًا لهذا الامتحان، الذي يبذل الطلاب قصارى جهدهم في المذاكرة لسنوات من أجل الحصول على أفضل الوظائف.

 

ويتعرض هذا الامتحان لانتقادات واسعة النطاق بسبب الضغوطات الشديدة التي ​يسببها، ​ويدفع عدم الرضا عن هذا الامتحان أكثر الطبقات ثراءً في المجتمع وأعداد كبيرة من الطلاب إلى اختيار الدراسة في الخارج، إلا أن معظم الأشخاص يضطرون لتأديته في النهاية، حيث لا يجدون بديلاً أمامهم.

 

 

وغالبًا ما تُستخدم الكثافة السكانية في الصين كحجة لتبرير كل شيء، من الازدحام المروري في المدن إلى الفقر في المناطق الريفية، ونظرًا للتنافس الشديد للحصول على موارد التعليم العالي المحدودة، يخضع الطلاب لهذا الامتحان لإعطاء الطلاب المتفوقين الذين يأتون من طبقات فقيرة فرصة للارتقاء لمستويات أعلى.
 

وتم عقد الـ" gaokao" للمرة الأولى عام 1952، لكنه توقف مع الثورة الثقافية، وأغلقت معظم الجامعات، وأتيحت الأماكن المتبقية في الكليات على أساس الخلفية السياسية وليس القدرة الأكاديمية، إلا أن الامتحان عاد بشكله الحديث عام 1977.
 

وكان أول امتحان مفتوح للأجيال التي حُرمت من فرصة مواصلة التعليم العالي، وشارك به 5.7 مليون شخص، كانوا يتنافسون على 220 ألف مقعد في الجامعة، وبدأ الامتحان يُعقد كل صيف منذ عام 1978.

 

ويستمر الامتحان لمدة ثلاث ساعات ويتكون من 4 ورقات، تشمل اختبارا في الصينية والإنجليزية والرياضيات ومادة رابعة إما أن تكون علمية وتشمل الأحياء والكيمياء والفيزياء، وإما أن تكون في العلوم الإنسانية التاريخ والجغرافيا والسياسة، وتأتي معظم الأسئلة في شكل اختيار من متعدد أو ملء فراغات، ويشبه امتحان الرياضيات في صعوبته امتحان الرياضيات في المستوى الجامعي في المملكة المتحدة، إلا أن الامتحان الصيني هو الأصعب بالنسبة للعديد من الطلاب، إذ يتم منح الطلاب ساعة لكتابة موضوع أو موضوعين، وشملت الموضوعات في امتحان العام الماضي هذا السؤال "هل أجنحة الفراشة ملونة؟".
 

ويتعرض الطلاب للضغط من جانب آبائهم والمعلمين وأنفسهم، فمن الممكن دخول الامتحان السنة التالية إذا فشل الطالب في اجتيازه، لكن إذا استمر الطالب في الرسوب فليس هناك مجال لدخول الجامعة، لذلك يتسم موسم الامتحانات بحالات انتحار.
 

 وزعمت دراسة أجُريت عام 2014 أن ضغط الامتحان أدى إلى 93% من حالات الانتحارفي البلاد، وفي العام الماضي قفز اثنان من الطلاب من شرفات مدرسة في مقاطعة خبي قبل شهور من عقد امتحان "gaokao".
 

 

ويوصف هذا الامتحان أحيانًا في الصين بأنه "الجسر ذو الطريق الواحد" الذي يجب على الجميع السير فيه، إلا أن فرص البعض تكون أفضل من غيرهم، إذ تلجأ الأسر الغنية إلى إعطاء أطفالها دروسا إضافية، حيث تتنافس الأسر فيما بينها لزيادة فرص أبنائها في المقاطعات ذات الكثافة السكانية المرتفعة والتي لديها معايير أكثر صرامة لدخول أفضل الجامعات.
 

 لذلك ينتقل بعض الطلاب إلى مدارس في مناطق ذات كثافة سكانية أقل قبل الامتحان، ويحصل الطلاب في بكين وشنغهاي على امتيازات خاصة.
 

ويرى المحاضر في معهد هونج كونج للتعليم "تري مينيفي" أن النتائج ترتبط إلى حد كبير بالوضع الاجتماعي والاقتصادي، وأن الامتحان يُطبق مبدأ الجدارة فحسب لأن الجميع يكونون فيه على قدم المساواة في الوضع السيئ.
 

 

وطالما كانت هناك أحاديث حول إصلاح نظام "gaokao"، إلا أنه لم يحدث الكثير من الإصلاحات، فقط في بداية الألفية تم السماح للمقاطعات بصياغة أوراق الامتحانات الخاصة بهم بشكل منفصل، وهناك توافق عام في الآراء بين المدرسين على أن أي إصلاح أكثر شمولاً يُمكن أن يتم التلاعب به من قبل الأثرياء القادرين على دفع الرشاوى، حيث تنتشر الرشوة بشكل أكبر مما هو عليه الآن.

 


ولا يخضع كل الطلاب في الصين لهذا الامتحان، وعلى الرغم من أن أكثر من 9 ملايين شخص يخضع له سنويًا، إلا أن هذا العدد ينخفض، ويرجع ذلك إلى زيادة شعبية الدورات المهنية، والتي توفر فرصًا أفضل للحصول على وظائف بعد التخرج، خصوصًا بالنسبة لهؤلاء الذين حصلوا على درجات منخفضة في الامتحان، إضافة إلى اتجاه المزيد والمزيد من الطلاب للدراسة في الخارج.

 

وكان أفضل الطلاب يذهبون إلى "​جامعة بيدا​"​ فيما مضى، لكنهم الآن يذهبون إلى هارفارد، فهناك أكثر من 300 ألف طالب صيني يتلقون التعليم العالي في الولايات المتحدة الأمريكية، و900 ألف طالب في المملكة المتحدة.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.