يعد علم الأشعة أحد فروع الطب التي تستخدم تقنيات التصوير الطبي، من أجل وضع التشخيص الملائم، وتطور هذا العلم تطورًا كبيرًا، فبعد أن كان يقتصر على استخدام الأجهزة المصدرة للأشعة السينية في بداية ظهوره، توسع في الوقت الحاضر ليشمل أجهزة أخرى مثل التصوير بالأمواج فوق الصوتية والتصوير الطبقي المحوري، والتصوير بالرنين المغناطيسي.
كما وصل علم الأشعة إلى مراحل متطورة في الرقمنة، فهناك العديد من الابتكارات التي ينتظر العالم دخولها إلى حيز التنفيذ لما سوف يكون لها من تأثير كبير في المجال الطبي.
-قد يكون بإمكاننا في المستقبل القريب استخدام سماعة الواقع الافتراضي لرؤية الأجنة بشكل أفضل من استخدام الموجات فوق الصوتية التقليدية، وتم تطبيق هذه التكنولوجيا التي لا تزال تحت التجربة على 30 حالة حمل في البرازيل، وتستخدم هذه التقنية التصوير بالرنين المغناطيسي والموجات فوق الصوتية وسماعة " Oculus Rift 2" للحصول على صورة ثلاثية الأبعاد أكثر وضوحًا من التي يتم الحصول عليها في الوقت الحاضر.
ويُمكن للباحثين من خلالها الشكل الخارجي للجنين، إضافة إلى إمكانية رؤية الجهاز التنفسي، مما يسمح لهم برؤية المشكلات بالطريقة المثالية، وقد تكون هذه التقنية باهظة الثمن مقارنة مع الموجات فوق الصوتية التقليدية.
ووفقًا لمؤلف الدراسة الطبيب هيرون فيرنر فأن هذه التقنية قد تساعد على فهم الخصائص التشريحية للجنين، كما يمكن استخدامها لأغراض تعليمية، وكوسيلة للآباء والأمهات لتخيل طفلهم الذي لم يروه بعد.
-لا يزال العلماء يبذلون جهدًا لمعرفة تأثير فيروس زيكا على الدماغ، خصوصًا لدى الأطفال الذين يصابون بالفيروس قبل الولادة، وفي هذا الصدد يعتبر التصوير الشعاعي بالغ الأهمية من أجل زيادة فهم الفيروس وتطوير العلاج.
استخدم الباحثون خلال مؤتمر الجمعية الأمريكية للأشعة في الدراسات الجديدة التي قدموها أشعة مقطعية، رنينا مغناطيسيا، موجات فوق الصوتية، ونماذج ثلاثية الأبعاد للحصول على صورة أفضل، وبفضل هذه التقنيات تمكنوا من معرفة عدد قليل من الأشياء الأساسية، بما في ذلك المزيد من الأدلة على أن فيروس زيكا يُمكن أن يسبب تلفًا لمخ الأطفال مع أو بدون ضمور في الرأس، وهو الأمر الذي أشارت إليه دراسات أخرى.
-يسعى الباحثون أيضًا لإيجاد طريقة أكثر ذكاء لتحليل الصور التي تلتقطها هذه التقنيات الحديثة بمساعدة التعلم الآلي، وتشير إحدى الدراسات الصادرة عن شركة "آي بي إم" إلى أن حاسوب الشركة قد يستطيع تحديد وجود سرطان الجلد بشكل أفضل من أطباء الأمراض الجلدية.
-يُمكن للتعلم الآلي أيضًا أن يساعد الأطباء في قراءة الأشعة السينية، إذ عقدت شركة "جنرال إليكتريك" شراكة مع جامعة سان فرانسيسكو لمدة ثلاث سنوات مقبلة لمساعدة الأطباء على تحديد النتائج التي تحتاج إلى مزيد من الاهتمام، ويهدف أحد المشروعات إلى تقليل الوقت المطلوب لقراءة الأشعة السينية ومنح العلاج الذي قد تتوقف الحياة عليه.
-تستخدم تقنيات التصوير الموجودة في جميع أنحاء العالم الآن الكثير من الموارد الطبيعية الحيوية مثل الهيليوم، لذلك فمن المهم الحفاظ على هذه الموارد من خلال الحد من التجارب التي يتم إجراؤها، أو من خلال ابتكار آلات أكثر استدامة، ووفقًا لإحدى المقالات التي نُشرت في وقت سابق من هذا العام في دورية " العلوم والتكنولوجيا والتنمية المستدامة" فإن تطبيق الأشعة التشخيصية المستدامة في العديد من الدول في أوروبا والمملكة المتحدة يساعد على توفير خدمات التصوير بكفاءة وفعالية، مع الحفاظ في الوقت نفسه على الموارد الطبيعية وصحة المرضى والبيئة بشكل أفضل بكثير من قبل.
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: