يعد العمل من أفضل المميزات للجميع لا سيما لو كان الشخص يحبه، ولكن في الآونة الأخيرة، تزايدت حالة عدم الرضا لدى الكثيرين عن عملهم، ولو كتب أحد ما على محرك البحث الإلكتروني "جوجل": "وظيفتي.."، سيظهر للبعض نتائج على غرار "مملة للغاية، تدفعني للاكتئاب أو تجعلني بائساً".
بالمثل، لو كتب شخص ما على "جوجل": "مديري.."، فسوف تظهر له نتائج مثل "كسول..يفزعني..المفضل لي" أو ما أشبه، ونشرت "فاينانشيال تايمز" تقريراً تساءلت من خلاله عن السبب وراء دفع بعض الوظائف العاملين بها للشعور بالبؤس والتعاسة.
أظهرت غالبية استطلاعات الرأي أن أقل من ثلث العاملين يعيرون انتباهاً لوظائفهم وسط تكهنات بتفاقم الأمر، ويؤكد الكثيرون أن الأمور أفضل من الماضي بكثير، ففي الدول المتقدمة، تكون الوظيفة من أجل الحصول على الأموال لأغراض ترفيهية ولعيش حياة أفضل، ولكن في السابق، كانت هذه الأموال لمجرد العيش كما أن الترقيات كانت تستغرق سنوات طويلة حتى تتحسن الأمور.
كانت جهات العمل في الماضي أقل ترفيها ونظافة وراحة مقارنة بما هي عليه الآن كما وفرت العديد من الشركات رواتب تنافسية ومقرات للعمل تشعر الموظفين بالإيجابية وتعزز إنتاجيتهم مثل الوجبات المجانية وقاعات الألعاب، وبالتالي، لماذا لا يزال يشعر هؤلاء بالبؤس في وظائفهم؟
وفقاً للتقرير، فإن السبب الأكثر شيوعاً ربما يرجع لوجود مدير سيئ، ولكن هناك دراسات أكدت وجود سبب آخر وراء هذا البؤس وهو الشعور بعدم الأمان، حيث إن الموظف في داخله يشعر باحتمالية فصله بين الحين والآخر، وهنا يفقد الشعور بالانتماء تجاه العمل ويصبح أكثر تعاسة.
مع ذلك، أوضح التقرير أن السبب الأكبر وراء عدم السعادة هو التوقعات المبالغ فيها، فقد تحسنت أحوال العمل، ولكن في ظل وجود الكثير من خريجي الجامعات والحاصلين على دراسات الماجستير في تخصصات مختلفة، يتولد لديهم شعور بالسعي وراء الأفضل دائما وأنهم يستحقون درجة وظيفية أو راتبا أعلى دائما.
وأضاف خبراء في جامعة "ساسكس" أن هؤلاء يشعرون دائماً باستطاعتهم تغيير العالم وأن الجهة الوظيفية التي يعملون لها سوف تفشل بدونهم، ولو ظهر لهم التقليل من هذه الأفكار، فسيصبحون أقل سعادة.
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: