أدت السذاجة المالية لعامة المستثمرين والرغبة الجماعية في تحقيق عائدات مرتفعة بشكل غير منطقي إلى انتشار واسع لمخططات الاستثمار الاحتيالية في الصين، وفقًا لنائب عميد كلية المالية بجامعة "رنمين أوف تشاينا".
وفي تقرير لـ"ساوث تشاينا مورنينج بوست" قال "تشاو شيخون" إن فتح الأسواق الصينية في التسعينيات أعقبه تطورات سريعة في مجريات الأمور خلقت العديد من المخاطر، حيث لم يكن لدى عامة المستثمرين المعرفة الكافية لفحص المنتجات.
سقوط مخطط جديد
- انطلقت تظاهرات في العاصمة بكين قبل أيام لعشرات الآلاف من المستثمرين في برنامج "Shanxinhui" الذي أعلنت الحكومة عدم قانونيته، فيما ألقت الشرطة القبض على العقل المدبر للمخطط "تشانغ تيان مينغ".
- استثمر الصينيون بكثافة في المنتجات المالية مثل صناديق إدارة الثروات لكن لفترة قصيرة جدًا نظرًا لضعف خبرتهم، وجاءت الاحتجاجات الأخيرة نظرًا لاعتبار السلطات برنامج "شانكسينهوي" مخططًا هرميًا لذا وجب حظره لعدم قانونيته.
- من جانبه قال رئيس الشرطة " قوه شينغكون" إن ضباطه سيواصلون حملتهم ضد المخططات المالية الاحتيالية لضمان الحفاظ على بيئة اجتماعية مستقرة قبل المؤتمر التاسع عشر للحزب الشيوعي في وقت لاحق هذا العام.
- ترى الشرطة الصينية تزايدًا ملحوظًا في أنواع وتهديدات الجرائم المالية نتيجة انتشار الإنترنت، وتأمل في أن تتمكن من الحيلولة دون تحول هذه الممارسات إلى مخاطر مالية نظامية تربك الاستقرار الاجتماعي.
- مع ذلك لم يكن التعاطف حاضرًا مع المستثمرين الضحايا، حيث اعتبرت الشرطة التظاهرات التي انطلقت في العاصمة بكين تجمعات غير قانونية أيضًا تربك النظام الاجتماعي واعتقلت بعض المشاركين بها.
ضحايا كُثر
- تعود في الأساس نشأة عمليات الاحتيال الهرمي التي تعرف أيضًا باسم مخططات "بونزي"، إلى الإيطالي "تشارلز بونزي" الذي كان يعد المستثمرين بأرباح هائلة خلال فترات زمنية قصيرة، وهي حيلة مكنته من جمع أموال طائلة.
- بالمثل أطلق برنامج "شانكسينهوي" في شنتشن عام 2013، مع إغراء العملاء بالحصول على عائدات تتراوح بين 10% إلى 30%، وتم منح مكافآت لمن استقطبوا مستثمرين آخرين.
- أشارت بعض التقارير في وسائل إعلام البر الرئيسي الصيني إلى أن البرنامج اشترك به نحو خمسة ملايين مستثمر في جميع أنحاء البلاد.
- تستخدم المخططات الاستثمارية الاحتيالية الحديثة، التكنولوجيا كتمويه ليصعب السيطرة عليها وكشفها، خاصة أن انتشارها السريع يجعل مخاطرها أشبه بكرة الثلج.
- بالنسبة للصين، هناك أيضًا بعض عمليات الاحتيال التي يخطط لها موظفون داخل المؤسسات المالية ذات السمعة الطيبة التي يصعب اكتشفها.
خلل تنظيمي
- تم حظر البرامج الاستثمارية الهرمية في الصين منذ عام 2005، إلا أن الحيل الفريدة تظهر من آن لآخر.
- خلال العام الماضي ألقي القبض على مشغلي إحدى شركات إقراض الند للند بعد خداعهم 900 ألف مستثمر والاحتيال عليهم في مبالغ تجاوزت 50 مليار يوان (7.4 مليار دولار) في غضون 18 شهرًا فقط.
- يرجع بعض المحللين استمرار هذه الظاهرة إلى وجود مشاكل جوهرية في النظام المالي الذي وصفوه بالمجزأ، حيث لم تخضع معاملات الند للند في الصين لإشراف أي سلطة لفترة طويلة.
- لعل ذلك ما دفع الرئيس "شي جين بينغ" لحث الجهات التنظيمية وجميع السلطات المعنية على تشديد الرقابة على المخاطر المالية المحتملة.
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: