نبض أرقام
07:11
توقيت مكة المكرمة

2024/05/23
2024/05/22

ما المقصود بـ"الاقتصاد السلوكي"؟ وما تطبيقاته؟

2018/10/10 أرقام

يُعرف الاقتصاد السلوكي بأنه دراسة سيكولوجية نظرا لكونه تحليلا لعمليات صنع القرار التي يتخذها الأفراد والشركات، ويمثل هذا النوع من الاقتصادات توجها جديدا تتبناه العديد من الدول والمؤسسات حول العالم– باختصار هو مزيج بين الاقتصاد وعلم النفس.



فجر الاقتصاد السلوكي

- عادة، يتخذ أشخاص قرارات من أجل تحقيق أفضل استفادة، وفي الاقتصاد، هناك نظرية الخيار العقلاني التي تنص على أنه عندما يتاح أمام الشخص عدة خيارات يمكنها تعظيم استفادته، فإن الخيار الأكثر جدوى وإرضاء بينها هو الذي سيتم اختياره.

تفترض هذه النظرية أن الأشخاص مؤهلون لاتخاذ قرارات عقلانية مع الأخذ في الاعتبار القيود والأجواء من حولهم، وتؤثر هذه القرارات بفاعلية على التكلفة والعائد في كل خيار متاح أمامهم.

يكون ذو التفكير العقلاني شخصا يمكنه السيطرة على نفسه وعلى قراراته ولا تحركه عواطفه أو عوامل خارجية، وبالتالي، فهو يعلم الأفضل بالنسبة له.

على العكس تماما، يشير الاقتصاد السلوكي إلى أن الشخص ليس عقلانيا وغير مؤهل لاتخاذ قرارات صائبة في ظروف  مختلفة.

يعتمد الاقتصاد السلوكي على سيكولوجية الفرد أو المؤسسة حيث يتم من خلاله اتخاذ قرارات غير عقلانية دون النظر إلى توقعات أي نماذج اقتصادية، ومن بين تلك القرارات مدى ما يدفعه الشخص مقابل كوب من القهوة مثلا أو أي من الكليات سيلتحق بها أو أساليب الحياة أو التقاعد..الخ.

يتخذ الكثير من البشر هذه القرارات تقريبا بشكل يومي دون الأخذ في الاعتبار أي عوامل اقتصادية، بل إن العاطفة أو عدم العقلانية هي ما تحركه، وأحيانا تكون النتيجة ليست في صالح من يسلك هذا النهج.

في نظرية الخيار العقلاني، على سبيل المثال، لو قرر شخص خسارة بعض الوزن ولديه المعلومات الكافية عن عدد السعرات الحرارية المتوفرة في كل منتج أو وجبة، فإنه سيقبل حتما على المنتجات ذات السعرات الحرارية الأقل.

على النقيض، فيما يتعلق بالاقتصاد السلوكي، لو رغب شخص فقدان بعض الوزن ووضع في ذهنه تناول مأكولات صحية فقط، فإن سلوكه سيتأثر إلى حد كبير بالعواطف والعوامل الاجتماعية من حوله مثل إغراءات إعلانات الطعام بسعر أقل وخصومات ويفقد السيطرة على نفسه، وبالتالي، يفشل مشروعه لخسارة الوزن.



تطبيقات الاقتصاد السلوكي

التطبيق الأبرز للاقتصاد السلوكي هو الاستدلال والأساليب البحثية من خلال دراسة سيكولوجية الأشخاص والمؤسسات حيث إن هذا النوع من الاقتصادات يمكن أن يكون بمثابة تجربة وتحليل لقرارات الأشخاص والشركات.

يمكن أيضا تطبيق الاقتصاد السلوكي على التمويل السلوكي الذي يسعى من خلاله البعض لتفسير أسباب اتخاذ المستثمرين قرارات متهورة عند التداول في أسواق المال.

أصبحت الشركات تزيد من تطبيق الاقتصاد السلوكي لزيادة مبيعاتها، ففي عام 2007، كان سعر "آيفون" المزود بذاكرة تخزين 8 جيجابايت مقابل 600 دولار، ثم تم خفض السعر سريعا إلى 400 دولار، ولكن ماذا لو تم طرح الجوال منذ البداية مقابل 400 دولار؟ ربما ستكون ردة الفعل سلبية في الأسواق، ولكن بعد خفض السعر، ظن المستهلكون أنهم يحصلون على صفقة، ومن ثم، قفزت مبيعات "آبل" من هذه النسخة.

بالمثل أيضا، تنطلق حملات إعلانية لأنواع من المنظفات أو مستحضرات التجميل التي تطرح بأسعار مختلفة وبخواص متنوعة مثل تلك التي تخصص لذوي البشرة الحساسة.

تدرك الكثير من الشركات أن عملاءها يتخذون قرارات غير عقلانية، وهي طريقة فاعلة لتجسيد الاقتصاد السلوكي في سياسات صناعة القرارات داخل هذه الشركات، وعند دراسة نفسية العملاء بشكل صحيح، تحقق أرباحا ومبيعات قوية بالتبعية.

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة