أصبحت المباني بحاجة إلى تصميم يجعل استخدامها أكثر توفيراً للطاقة والماء قدر الإمكان، ويتطلب ذلك تكنولوجيا متطورة، وسيكون هناك طلب كبير على الأشخاص الذين يمتلكون المهارات اللازمة لهذا العمل، وفقًا لـ"سكوت مورات" الذي يعمل لدى أكاديمية كاليفورنيا للعلوم، وذكرته "بي بي سي" في تقرير.
ويعلو "أكاديمية كاليفورنيا للعلوم" سطح مفعم بالحياة على مساحة 2.5 فدان "الفدان يعادل 4200 متر مربع"، حيث يعيش 1.7 مليون نوع من النباتات والحشرات والطيور.
ويحيط بسطح المبنى ألواح شمسية توفر 5% من استهلاك الطاقة، في حين أن المياه المتدفقة من الأنابيب في الحمامات تولّد طاقة أيضاً، والمنافذ المركبة السقف تُفتح وتُغلق آلياً لتساعد على تنظيم درجة الحرارة داخل المبنى، ويُضاء جزء كبير من المبنى بأشعة الشمس.
وعلى مدار خمسة عشر عاماً عمل في الأكاديمية، ساهم "موران" في التصميم والبناء وحالياً -كمدير المعارض والهندسة المعمارية - يساعد في الحفاظ على الأنظمة الزراعية بالمبنى.
قطاع جديد يوفر وظائف عديدة
- يُتوقع أن يولّد قطاع المباني الخضراء أكثر من 6.5 مليون وظيفة بحلول عام 2030، وفقاً لتوقعات منظمة العمل الدولية، وسيصبح ثاني أسرع القطاعات نمواً في العقود القادمة.
- يتنبأ مكتب إحصاءات العمل الأمريكي بنمو عدد وظائف مركبي الألواح الشمسية بنسبة 105% في عام 2026، ما يخلق 11.8 ألف وظيفة في الولايات المتحدة فقط.
- وفقاً للمحلل الاقتصادي بمنظمة العمل الدولية "نيكولاس ميتر"، ستتوفر 20 وظيفة تقريباً في المملكة المتحدة مع كل استثمار بقيمة مليون دولار في البنية التحتية القائمة، وحوالي 200 وظيفة في الصين و160 في البرازيل.
- سوف تتوفر وظائف كثيرة أيضاً في قطاع الماء، حيث تحاول الدول التكيف مع التغير المناخي، على سبيل المثال، سينتج عن الخطة الوطنية للمياه في الأرجنتين 200 ألف وظيفة.
- تشير توقعات منظمة العمل الدولية لزيادة الطلب على مصممي الأنظمة البيئية ومتخصصي كفاءة الطاقة في بعض الدول مثل الصين والهند، حيث يزدهر تشييد المباني الخضراء.
العالم يتجه إلى بناء مستقبل أخضر
- في عام 2000، صُنف رسمياً واحد وأربعون مشروعًا جديدًا في الولايات المتحدة كـ"مبانٍ خضراء"، ونما عددهم إلى أكثر من 65 ألف مشروع في العام الماضي، كذلك تنمو هذه المشروعات على نحو مماثل في أنحاء العالم، وسط توقعات باستمرار هذا الاتجاه.
- تلتزم حكومات العالم بالحد الأقصى لارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية عند 2 درجة سليزيوس بموجب اتفاق باريس، يقول المدير التنفيذي للمجلس العالمي للأبنية الخضراء "تيري ويلز".
- يوضح "ويلز" أن المباني تولّد حالياً حوالي 38% من انبعاثات الغاز العالمية المسببة للاحتباس الحراري الناتجة عن استخدام الطاقة، ما يعني عدم الوصول للمستوى المستهدف عند 2 درجة سليزيوس إلا إذا أصبحت المباني أكثر خضرة من حيث طريقة الإنشاء والتشغيل.
- حددت الحكومة الصينية أهدافاً صارمة في إطار خطتها الخمسية بوصول عدد الأبنية الخضراء إلى 50% من إجمالي المباني الحضرية الجديدة.
- كثير من المواد المستخدمة في البناء معادة التدوير أو تأتي من مصادر طبيعية مثل الخشب، في محاولة لتقليل انبعاثات الكربون الناتجة عن عملية البناء.
عمل يتطلب مهارات عالية
- يرى "سكوت موران" أن المباني الخضراء تتطلب مهارات جديدة لم تكن معروفة كثيراً في قطاع البناء في الماضي، موضحاً أن العناية بالأسطح الحية تحتاج لمهارات مختلفة عن الحدائق العادية من حيث فهم البيئة ومعرفة تأثير اتجاه الشمس والرياح عليها.
- ويضيف أن التكنولوجيا تتداخل مع كل الأشياء، حيث يتم التحكم في المبنى كاملاً بنظام كمبيوتر مركزي، ومن ثم يمكن التجول بصحبة الـ"آيباد" وإجراء تعديلات على الزمن الحقيقي.
- إحدى المزايا التي تظهر في عدد متنامٍ من الأبنية الخضراء، الجدران الحية التي تغطيها النباتات لتساعد على تنقية الهواء داخل المبنى، ويقول "ويلز" إن لديهم فريقا من المتخصصين يعمل على الجدران الحية، ويراها ساحرة نظراً للطريقة التي يتم من خلالها ري وتربية النباتات على سطح رأسي.
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: