نبض أرقام
22:59
توقيت مكة المكرمة

2024/05/24

كل عام من عمر هذه الشركة الناشئة يساوي مليار دولار لقيمتها

2019/02/16 أرقام - خاص

في ستينيات القرن الماضي، كان القسم الجنوبي من شبه الجزيرة الكورية -كوريا الجنوبية- واحدًا من أفقر الأماكن على وجه الأرض، كما أنه لا يمتلك ثروة معدنية يمكن الاعتماد عليها، ويأتي في المرتبة 117 عالميًا من حيث نصيب الفرد من الأراضي الصالحة للزراعة.

 

لكن الأمور تبدلت الآن، وتبدو كوريا الجنوبية كأوروبا ويعيش سكانها في نفس المستوى المعيشي تقريبًا، وتعد من أكبر اقتصادات العالم من حيث القوة الشرائية، وتمتلك واحداً من أدنى مستويات الدين في العالم، ونما نصيب الفرد بها من الناتج المحلي الإجمالي بأكثر من 23000% على مدى نصف قرن، متفوقًا على جميع بلدان العالم.
 

 

هذا التطور شجع ظاهرة أطلقت عليها مجلة الأعمال والاقتصاد "إنك" اسم "العائدون" في تقرير نشرته عام 2011، وأشارت فيه إلى عودة أعداد كبيرة من رواد الأعمال الأمريكيين من أصول كورية والطلاب الكوريين إلى بلدهم الأم لتأسيس مشاريعهم الخاصة بدلًا من الولايات المتحدة.

 

ومن بين هؤلاء العائدين، كان رائد الأعمال الأمريكي الكوري "بوم كيم" الذي ترك دراسته بكلية الأعمال التابعة لجامعة هارفارد عام 2010 وانتقل إلى سول لتأسيس شركته الخاصة، والتي ضمت 650 موظفًا واستقطبت 30 مليون دولار من مستثمرين أمريكيين خلال أول عام لها.

 

مصدر الإلهام: "جيف بيزوس"
 

- حصل "كيم" البالغ من العمر 40 عامًا على بكالوريوس الآداب والعلوم من جامعة هارفارد، ثم التحق ببرنامج إدارة الأعمال قبل أن يتخلى عنه بعد 6 أشهر فقط، لكنه عمل قبل ذلك لدى "بوسطن كونسلتنغ جروب" الاستشارية، وأسس شركته الخاصة الأولى في الولايات المتحدة تحت اسم "فينتاج ميديا كومباني" التي باعها في عام 2009.
 

- عندما عاد "كيم" إلى بلده الأم، شرع على الفور في محاكاة تجربة "أمازون"، حتى أن بعض وسائل الإعلام المحلية لقبته "جيف بيزوس" الكوري، فأطلق موقعه الإلكتروني الخاص تحت اسم "كوبانغ"، والذي يوفر للمستهلكين الآن كل أغراضهم من الأغذية إلى الإلكترونيات الاستهلاكية.
 

 

- أصبحت "كوبانغ" شبيهة بـ"أمازون" إلى حد كبير، ففي حين توفر مساحة للتجار لعرض منتجاتهم عبر منصتها، تروج لسلع من إنتاجها، وقد حققت نموًا فائق السرعة في المبيعات بفضل خفضها للأسعار واستثمارها الكثيف في وسائل النقل والتسليم السريع، حتى أن "أمازون" نفسها قد تجد صعوبة بالغة في منافستها بحسب محللين.
 

- في عام 2014، وقبل عام من تلقي استثمارات من "سوفت بنك جروب" رفعت القيمة السوقية لشركة "كوبانغ" إلى 5 مليارات دولار، أطلق "كيم" خدمة "روكيت دليفري" التي وعد أنها ستضمن إيصال الطلبيات إلى العملاء في غضون 24 ساعة، بحسب "بلومبرج".
 

- رغم أن الوعد بدا صعبًا واضطرت الشركة إلى خوض تحديات قانونية مع صناعة النقل في كوريا الجنوبية، أثبتت الخدمة فاعلية كبيرة وأصبحت شائعة الاستخدام من قبل المستهلكين، خاصة أنها اتسمت بجوانب إنسانية، مثل تجنب رنين الأجراس مساءً في المنازل التي يوجد بها أطفال.
 

 

- لكن خدمة "روكيت دلفيري" كانت باهظة الثمن بالنسبة لـ"كوبانغ"، إذ احتاجت إلى آلاف الموظفين وأكثر من 50 منشأة تخزين، وكلفت الشركة في عام 2017 وحده، 150 مليار وون (أكثر من 133 مليون دولار)، وفقًا لمقدم الخدمات المالية "إيوجن إنفستمنت آند سكيورتيز".

 

"كوبانغ" في مرمى "رؤية سوفت بنك"
 

- بحسب "سي إن بي سي"، فإن "كوبانغ" الآن هي أكبر شركة للتجارة الإلكترونية في البلاد، وقدر محللون مبيعاتها بنحو 3 مليارات دولار في عام 2017، مع توقعات بطرحها للاكتتاب هذا العام أو خلال 2020.
 

- في شهر نوفمبر من العام الماضي، أعلنت الشركة تلقيها تمويل إضافي من صندوق "رؤية سوفت بنك" قدره مليارا دولار، رفع قيمتها الإجمالية إلى 9 مليارات دولار، ما يجعلها أكبر شركة ناشئة في البلاد وبين العشر الأكبر في آسيا.
 

- تعد "كوبانغ" الشركة الأسرع نموًا في مجالها في كوريا الجنوبية، ووفقًا لبياناتها الرسمية فإن نصف سكان البلاد البالغ عددهم 51 مليون شخص، قاموا بتنزيل تطبيقها على جوالاتهم الذكية، وبحسب وسائل إعلام محلية، فإن "كوبانغ" باتت أكبر قصة نجاح لشركة ناشئة في التاريخ الكوري.
 

 

- قدرت "فوربس" الثروة الصافية لـ"كيم" بنحو 950 مليون دولار في يونيو الماضي، لكن وفقًا لموقع "سول سبيس" الإخباري، فإن رائد الأعمال يمتلك حصة نسبتها 19% من الشركة، ومع الأخذ في الاعتبار أحدث تقدير لقيمة الشركة والبالغ 9 مليارات دولار، فإن ثروة "كيم" حاليًا ربما تعادل ضعفي تقديرات "فوربس".
 

- يقدر عدد العاملين لدى الشركة حاليًا بنحو 10 آلاف، وهي واحدة من أكثر 50 شركة ذكاءً حول العالم وفقًا لمجلة "إم آي دي تكنولوجي رفيو" التابعة لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وبجانب كوريا الجنوبية، لها مكاتب في بكين ولوس أنجلوس وسياتل وشنغهاي ووادي السليكون.
 

- في نهاية يناير الماضي، قالت الشركة إنها قامت بتوصيل 1.7 مليون طلبية خلال يوم واحد، مسجلة رقماً قياسياً جديداً، مشيرة إلى أن خدمة "ساحة السوق" التي تسمح بالتفاعل المباشر بين المشتري والبائع نمت بنسبة 92% ووصلت مبيعاتها الأسبوعية إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق.

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة