أكد المهندس عمر بن عبد الله الغامدي الرئيس التنفيذي لشركة الماء والكهرباء المحدودة في حوار مع "الاقتصادية" بمناسبة انطلاقة منتدى الطاقة الثاني, أن أرقام عدد الشركات التي تقدمت برغبتها للمشاركة في تنفيذ مشروعي الشعيبة والشقيق تعد دلالة واضحة على نجاح الخطط التي وضعتها الشركة، رغم الفترة القصيرة التي مرت على تأسيسها، كما أن توقيع اتفاقية مشروع الشعيبة وتحقيق الإقفال المالي له بزمن قياسي يؤكد على حسن الترتيبات والاستعدادات التي قامت بها الشركة لمشروع بحجم وتعقيدات مشروع الشعيبة.
الأرقام تؤكد نجاح خططنا
* بعد مرور عدة سنوات على تأسيس شركة الماء والكهرباء المحدودة, هل أنتم راضون عن أداء الشركة حتى الآن؟ وهل حققتم الأهداف التي من أجلها تم تأسيس الشركة؟
- بداية أود الإشارة إلى أن إستراتيجية الدولة تؤكد أهمية مشاركة القطاع الخاص في خطط التنمية بالاستثمار في مشاريع تحلية المياه المالحة وإنتاج الكهرباء، وقد أتاح إنشاء شركة الماء والكهرباء، وهي مملوكة مناصفة بين المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة والشركة السعودية للكهرباء، التعامل مع المستثمرين والممولين مباشرة وجذب رساميل للاستثمار في مجال إنتاج الماء والكهرباء،وتؤكد أرقام عدد الشركات التي تقدمت برغبتها للمشاركة في تنفيذ مشروعي الشعيبة والشقيق نجاح الخطط التي وضعتها شركة الماء والكهرباء، رغم الفترة القصيرة التي مرت على تأسيسها، كما أن توقيع اتفاقية مشروع الشعيبة وتحقيق الإقفال المالي له بزمن قياسي يؤكد حسن الترتيبات والاستعدادات التي قامت بها الشركة لمشروع بحجم وتعقيدات مشروع الشعيبة. وفي ظل الدعم اللامحدود من لدن حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين ستقوم شركة الماء والكهرباء بتكثيف الجهود لتكرار النجاح و المساهمة في مقابلة الطلب المتزايد على الماء والطاقة .
* ما أهم ملامح مشروع الشعيبة ـ المرحلة الثالثة ـ الذي تم توقيعه بين شركة الماء والكهرباء وتحالف الشركات السعودية الماليزية؟
- يعتبر مشروع الشعيبة الأول من نوعه على مستوى المملكة ضمن مشاريع القطاع الخاص لإنتاج الماء والكهرباء، وتبلغ الطاقة الإنتاجية 880 ألف متر مكعب من المياه المحلاة يومياً لتغذية مدن مكة المكرمة، الطائف، جدة، والباحة، إضافة إلى 900 ميجاوات من الكهرباء لتدعيم الشبكة الكهربائية في المنطقة الغربية، وقد بلغت تكاليف المشروع 9242 مليون ريال وسيبدأ الإنتاج في صفر 1430هـ.
الطاقة الإنتاجية للمشاريع المستقلة بمساهمة القطاع الخاص
* ما الطاقة الإنتاجية المتوقعة لمشاريع شركة الماء والكهرباء التي سيتم تنفيذها بمساهمة القطاع الخاص؟
- تبلغ الطاقة الإنتاجية لمشروع الشعيبة الجاري تنفيذه حاليا 880 ألف متر مكعب من المياه المحلاة يوميا مع 950 ميجاوات من الكهرباء لتدعيم الشبكة الكهربائية.
أما بالنسبة لمشروع الشقيق فتبلغ الطاقة الإنتاجية 212 ألف متر مكعب من المياه المحلاة يوميا إضافة إلى 850 ميجاوات من الكهرباء لتدعيم الشبكة الكهربائية.
في حين ستبلغ الطاقة الإنتاجية لمشروع رأس الزور مليون متر مكعب من المياه المحلاة يوميا، إضافة إلى الكهرباء المصاحبة.
حوافز وامتيازات
* ما الامتيازات والحوافز التي قدمتها الدولة لتنفيذ هذه المشاريع؟
- تقوم الدولة ممثلة في وزارة المالية بتقديم الدعم الائتماني اللازم للمستثمرين نيابة عن شركة الماء والكهرباء المحدودة لضمان سداد الفواتير الشهرية، وأيضا لضمان حالات إنهاء المشروع قبل انتهاء مدته.
الجدير بالذكر أنه في مثل هذه المشاريع الإستراتيجية الحيوية التي يتم طرحها بطريقة البناء والتملك والتشغيل تقوم المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة بتوفير أرض المشروع بإيجار رمزي، كما تقوم بإنشاء خطوط نقل المياه من مواقع المشاريع إلى المدن المستفيدة، وكذلك قيام الشركة السعودية للكهرباء بإنشاء خطوط نقل الطاقة، إضافة إلى ما سيتم توفيره من امتيازات وحوافز وإعفاءات يتم منحها من الدولة للأنشطة الصناعية.
* ما دور شركة الماء والكهرباء في تنفيذ المشاريع "الشعيبة المرحلة الثالثة/ والشقيق المرحلة الثانية ورأس الزور"؟
- تقوم شركة الماء والكهرباء بمراجعة المعلومات والدراسات الفنية الخاصة بالمشروع فور تحديد الاحتياجات من الماء والكهرباء ليتسنى على ضوء ذلك إعداد وثائق طرح المشروع وطلب العطاءات، ومن ثم توجيه الدعوة للشركات المختلفة وتأهيلها بموجب معايير التأهيل المحددة، ليتم بعد ذلك تزويد الشركات والاتحادات المؤهلة بنسخة من تلك الوثائق، كما تقوم الشركة بمساعدة المستثمرين في تحضير عطاءاتهم من خلال الإجابة عن استفساراتهم وتنسيق زيارة مواقع العمل، وفور تسلم عطاءات المستثمرين تقوم الشركة بأعمال التحليل وترسية المشروع وتوقيع اتفاقية شراء الماء والكهرباء التي تمتد 20 سنة.
جاذبية الاستثمار
* ما مدى جاذبية الاستثمار في هذه المشاريع من قبل القطاع الخاص؟
- مع وجود الأنظمة والقوانين التي تكفل حقوق الأطراف المختلفة فإن المناخ الاستثماري في المملكة مناخ جاذب وواعد وتعكس أرقام عدد الشركات ومؤسسات التمويل المحلية والعالمية التي تقدمت للمساهمة بمشروعي الشعيبة والشقيق بصورة جلية جاذبية الاستثمار في مجال المشاريع المستقلة لإنتاج الماء والكهرباء وإلى قناعة المستثمرين بأن فرص الاستثمار في تلك المشاريع من الفرص الواعدة.
تجدر الإشارة إلى أن من أهم حوافز الاستثمار الضمان المقدم من الدولة لحقوق المستثمرين من القطاع الخاص، إضافة إلى تحمل الشركة التذبذب في معدلات الصرف والتضخم وضمان الحماية في حالة تغير القوانين بعد توقيع الاتفاقية. هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن وجود مشترٍ واحد للماء والكهرباء يسهل التعامل والتنسيق بين المستثمر المنتج والمشتري على أسس تجارية مقبولة، وتقلل من تعقيدات وجود أكثر من اتفاقية لشراء الماء والكهرباء مع جهات متعددة.
تخصيص قطاع المياه والكهرباء
* في ظل تخصيص قطاع الماء والكهرباء، ما دور القطاع الخاص, كشريك فاعل في التنمية, في تطوير قطاعي الماء والكهرباء؟
- أكدت الخطة الخمسية السابعة والثامنة على أهمية مشاركة القطاع الخاص باعتباره شريكا أساسيا في التنمية، وقد لوحظ وجود إقبال كبير من القطاع الخاص بالمشاركة وهو المأمول في ظل الحماية الممنوحة للمستثمرين من الدولة للقطاع الخاص.
جوائز عالمية
* ماذا يعني لكم حصول مشروع الشعيبة رقم (3) على جائزةPFI Award 2005 كأفضل مشروع طاقة عام 2005 على مستوى أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا من قبل مجلةProject Finance International ، وعلى الرغم من المنافسة القوية لمشاريع أخرى في المنطقة، فقد حصل مشروع الشعيبة على العديد من الجوائز العالمية, لذا فإن حصول المشروع والشركة على تلك الجوائز يؤكد ثقة المستثمرين المتميزة في المملكة، وبحسب ما ذكره تقرير دي لوجيك داتا، فإن مشروع الشعيبة يعتبر أكبر مشروع مزدوج لإنتاج الماء والكهرباء في العالم من حيث حجم القروض التي سيتم تأمينها, ما تعليقكم على ما جاء في التقرير؟
- يعتبر مشروع الشعيبة من المشاريع العملاقة والمتمثلة في طاقة المشروع الإنتاجية الكبيرة، ولكونه أول مشروع يستخدم الوقود السائل إضافة إلى ضخامة الاستثمار المطلوب الذي يصل إلى تسعة مليارات ريال سعودي يوفر نصفها من استثمارات خارجية وافدة إلى سوق المملكة، كما اشتملت خطة تمويل المشروع على عدة طرق منها إسلامية وتجارية بلغت آجال بعضها عشرين سنة، إضافة إلى ذلك يحقق مشروع الشعيبة عدة إنجازات غير مسبوقة منها كونه أول مشروع يعمل بالوقود السائل ويطبق جميع المعايير المحلية والدولية لحماية البيئة.
الشعيبة تجربة فنية واستثمارية
* كنظرة استثمارية، ما الذي يميز مشروع الشعيبة من وجهة نظركم؟
- يمثل مشروع الشعيبة تجربة فنية واستثمارية مهمة تم من خلالها تتويج الجهود وترجمة قرارات مجالس الاقتصاد الأعلى بتخصيص ومشاركة القطاع الخاص في تنفيذ مشاريع إنتاج الماء والكهرباء في المملكة إلى واقع ملموس، وبالتالي فإن مشروع الشعيبة سيشكل قالب مناسب لمشاريع أخرى في هذا المجال.
* ما التحديات التي تواجه الاستثمار في مشاريع الإنتاج المزدوج؟
- بلا شك فإن هذين القطاعين أمامهما تحد مهم وصعب في المرحلة المقبلة لمواجهة الطلب المتزايد عليهما بنسب نمو كبيرة في القطاعين، مما يتطلب جهدا مضاعفا لتوفير المياه والكهرباء للسنوات المقبلة. ففي مجال مياه الشرب فإن المملكة كما في كثير من دول العالم تواجه تحديات عدة متمثلة في ندرة الموارد الطبيعية المتجددة وانخفاض مستوى منسوب المخازن الطبيعية وازدياد ملوحتها وزيادة عدد السكان والمتوقع أن يصل إلى 40 مليون نسمة بحلول عام 2024م إضافة إلى المساحة الشاسعة للمملكة. وفي سبيل مواجهة هذه التحديات شرعت المملكة منذ أمد طويل في تطوير الموارد المائية وتدعيم الشبكة الكهربائية مع استصدار القرارات والآليات التي تكفل جذب الاستثمارات الكبيرة في ظل المناخ الاستثماري الجيد.
فرص استثمارية
* ما الفرص المتوقعة للمقاولين والمصانع الوطنية من هذه المشاريع؟
- توجد فرص استثمارية عديدة في قطاع إنشاء محطات التحلية والطاقة الكهربائية وأنظمة نقل المياه، والقطاعات التي يمكن أن تستفيد من هذه المشاريع ولعل أهم هذه القطاعات, مكاتب الاستشارات الهندسية, التصميم والتوريد والتشييد, التشغيل والصيانة, الأعمال المدنية والكهربائية والميكانيكية, أعمال الأجهزة والتحكم, شركات توريد المواد والمعدات, والكثير من المصانع الوطنية المختصة بالأنابيب والكابلات، وغيرها.
* كيف تقيّمون المناخ الاستثماري في مجال الماء والكهرباء؟
- كما ذكرت لك سابقا, فقد حرصت الدولة، رعاها الله، على إيجاد البيئة المناسبة لجذب الاستثمار، الذي يأتي على رأس تلك التنظيمات قرار المجلس الاقتصادي الأعلى الذي يتيح للمستثمر "القطاع الخاص" ليكون اللاعب الأساس في إدارة المشروع والإنتاج ، الأمر الذي أعطى المستثمرين الثقة والطمأنينة للاستثمار والتنافس مع تقديم الضمانات اللازمة لتمويل المشروع بالتنسيق مع جهات التمويل المحلية والعالمية التي أبدت رغبتها الكبيرة بالمشاركة في التمويل مع مدد قياسية للقروض، كما تجدر الإشارة إلى أن إنشاء هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج سيتيح تنظيم العلاقة بين المستثمرين وشركة الماء والكهرباء ويحقق توفير الماء والخدمة الكهربائية وفق مستويات وموثوقية عالية وبأسعار مناسبة.
شركات ورساميل أجنبية
* ماذا عن دور مشاركة رساميل أجنبية في هذه القطاعات؟
- دخول شركات "ورساميل" أجنبية للاستثمار في هذا القطاع بصورة منفردة أو بالتضامن والاتحاد مع القطاع الخاص المحلي يدل على جاذبية هذه الاستثمارات وإلى الثقة في قوة ومتانة الاقتصاد السعودي، مما سيخلق بالتأكيد بيئة تنافسية بين هذه الشركات الأجنبية ويؤدي إلى الحصول على التعرفة المناسبة والتقنية الجيدة مع تنوع طرق التمويل.
تحليل التعليقات: