فشلت المفاوضات الأخيرة بين أصحاب مصانع الخرسانة في جدة في إنشاء كيان موحد تندمج تحت ظله جميع الشركات لتكون شركة سعودية مساهمة، فبعد 4 اجتماعات عقدت تعثر الاتفاق وكشفت مصادر لـ(المدينة) أن أسباب التعثر تعود إلى أن قدماء أصحاب مصانع الخرسانة الجاهزة في السوق والذين يعملوا منذ أكثر من 20 عاما أرادوا أن يأخذوا تميزا رغم أن إمكانياتهم اليوم هي الأضعف بكثير من الذين بدؤوا خلال السنتين الأخيرتين من حيث الإمكانيات البشرية أو المادية أو الآليات والمصانع من خلال إعطاء قيمة مادية لأسمائهم في التقييم النهائي لكل شركة وهو ما رفضه العديد من أصحاب الشركات الخرسانة الجاهزة الجديدة والذين يعملون في السوق خلال السنوات الخمس الماضية، وأضاف المصدر أن هؤلاء الذين يرغبون في قيمة مادية لأسماء شركاتهم حيث إنهم ليوم الأضعف في السوق إمكانيات وآليات، ولا تمثل أسماؤهم تلك الماركة التجارية الضاربة التي تمثل القيمة المادية، وأشار المصدر إلى أن فكرة دمج مصانع جدة ألغيت حيث إن أكبر شركة خرسانة جاهزة اليوم وتمتلك أكثر من 300 سيارة خلاطه رفضت الدخول منذ بداية في مباحثات تكوين الشركة المساهمة، حيث إمكانيات الشركات والمصانع الأخرى 80% منها صغيرة لا تتجاوز سيارات (الخلاطات) أكثر من 30 سيارة فقط وسيارتي (بمب) بأطوال متوسطة، وقال المصدر إن الخطة اليوم هي أن هناك شركتين كبريين في جدة والرياض والشرقية تبحثان الاندماج لتكوين الشركة المساهمة خاصة وأن مواقفهما المالية اليوم كبيرة وتساعدهما على طرح الشركة الجديدة بكل سهولة وسرعة من قبل الجهات المالية. وأضاف أن هذا الشركات تمتلك اليوم أكثر من 1500 سيارة خلاطه وأكثر من 50 (بمب) وأكثر من 10 مصانع خرسانة جاهزة، وأشار المصدر إلى أن هولاء يبحثون في إنشاء تكتل كبير من أصحاب وكالات المعدات البائعة لمثل السيارات الخلاطات والبمبات للدخول معهم كشركاء إستراتيجيين في الشركة الجديدة والتي تساعدهم في التوسع الكبير الذي ستشهده السوق السعودية خلال المرحلة المقبلة والتي قدرت بأكثر من مليون ونصف المليون متر مكعب يوميا على مستوى المملكة.
وأضاف أن الموقع المقترح للشركة المساهمة اليوم بمدينة جدة للعديد من الأسباب من أهمها أن المنطقة الغربية تشكل في الوقت الحالي ما يقارب 40% من حجم السوق السعودي في الخرسانة الجاهزة وصناعة البلك الاسمنتي، وحيث إن عام 2008م سيشهد الانطلاقة الحقيقة لمدينة الملك عبد الله الاقتصادية وجبل عمر ومدينة تلال جدة، والمشاريع الخاصة الضخمة بالمنطقة، وأشار إلى أن خطوات العمل التأسيسي للشركة بدأت وسيشهد الأسبوع ما بعد المقبل اجتماعا بين ملاك الشركات في كل من الرياض وجدة والدمام، لوضع اللمسات النهائية في تأسيس الشركة، وأشار إلى أن الاجتماع سيحدد الآليات التي على ضوئها قبول دخول المصانع الصغيرة الراغبة في الدخول لتأسيس الشركة المساهمة بمناطق المملكة، وأضاف أن المصانع الصغيرة ببعض المناطق تم التحدث معها في هذا الشأن وتم التنسيق بهذا الشأن لتكون هذه المصانع الصغيرة بعد دخولها تشكل النواة الأولى للتوسع في كل منطقة بعد انطلاقة الشركة المساهمة على أن تقتطع الشركة الجديدة من السوق السعودي اليومي ما لا يقل عن 65%، وتوقع أن يقل رأسمال الشركة المساهمة الجديدة عن 4 مليارات ريال لكي تستطيع تلبية احتياجات السوق والقدرة على استقطاب كل الإمكانيات البشرية والآليات على أحدث المواصفات.
وهذا يشهد اليوم سوق الخرسانة الجاهزة ارتفاعا كبيرا في مبيعاته نظرا لما شهد السوق من حركة بناء كبرى، وقدر حجم السوق اليوم بأكثر من 5 مليارات ريال تقريبا.
تحليل التعليقات: