علاقة خاصة تربط بين دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية وتكتسب العلاقات التجارية والاقتصادية أهمية متزايدة . ضمن هذا الإطار فإن واشنطن تعلق أهمية كبرى على هذه العلاقات التجارية مع قطر وهذا ما يفسره عدد الزيارات التي يقوم بها كبار المسؤولين الأمريكيين المعنيين بالاقتصاد والتجارة. وخلال الإثني عشر شهرا الماضية زار الدوحة كل من فرانسيسكو سانشيز نائب وزير التجارة، وماري ميلر نائبة وزير الخزانة الأمريكي، وخوسيه فرنانديز مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الاقتصاد والأعمال، ومايكل كاميونيز مساعد وزير التجارة الأمريكي، وسوزان كورلند مساعدة وزير النقل.
وقد أجرت الراية هذا اللقاء الحصري مع كل من سونام ليبرمان المسؤول الاقتصادي في السفارة الأمريكية، وكبير مسؤولي القسم التجاري بالسفارة الأمريكية روبرت دن. تطرق اللقاء إلى العلاقات التجارية بين البلدين.
يقول دن إن السفارة الأمريكية في قطر تمارس الفن الاقتصادي من خلال القيام بتسهيل الشراكة الاقتصادية وتوفير الفرص التجارية للشركات من البلدين. ويضيف أن الشركات الأمريكية تزور الدوحة بشكل مستمر وتقيم علاقات تجارية متميزة في عدة مجالات.
وحول العلاقات التجارية مع دول المنطقة يقول روبرت دن إن التجارة مع منطقة الشرق الوسط هامة بالنسبة للولايات المتحدة لاعتبارات مقترنة بنمو منطقة الشرق الأوسط، وأهميتها العالمية، وتدعم هذه العلاقة التجارية النمو والاستقرار. ويضيف "نهتم بطبيعة الحال بالعلاقات التجارية مع قطر حيث تتخذ العديد من الشركات الأمريكية قطر قاعدة انطلاق لها في المنطقة. وتمتد هذه العلاقات حتى منطقة شمال أفريقيا والقارة الأفريقية بشكل عام. وهذا يعني إنفاق الكثير من الأموال في الاستثمارات في منطقة الخليج وعلى الرغم من التباطؤ العالمي فإن الاقتصاد الأمريكي يحقق تقدما ملموسا وإن كان ليس بالسرعة التي يتمناها الكثير من الناس".
وحول التبادل التجاري بين البلدين يشير دن إلى حجم التبادل بين البلدين حتى شهر أبريل الماضي يشير إلى أن حجم الصادرات الأمريكية إلى قطر بلغ 965.5 مليون دولار فيما بلغت وارداتها 287.3 مليون دولار. فيما تشير أرقام التبادل التجاري عام 2011 إلى حجم صادرات أمريكي لقطر بلغ 2.798.7 مليون دولار وواردات بلغت 1.233.6 مليون دولار.
وحول الدرجة التي تؤثر فيها الأوضاع الاقتصادية في الولايات المتحدة على علاقاتها التجارية مع دول التعاون الخليجية قال سونام ليبرمان إن من الناحية التجارية فإن التباطؤ الاقتصادي في الولايات المتحدة جعل كثيرا من الشركات تتجه للعمل في أسواق أخرى. وتاريخيا فإن الشركات الأمريكية لا تتجه كثيرا للتصدير وقد لا تتعدى صادراتها نسبيا 1%، وتفضل الاتجاه إقليميا إلى كندا والمكسيك. لكن الآن هناك الكثير من الشركات المتوسطة والصغيرة تنظر إلى منطقة الخليج وكذا إلى مناطق أخرى. ولدينا كوزارة للتجارة حوالي 80 دولة حول العالم نعمل على الترويج التجاري فيها، ولدينا موظفون مدنيون للترويج التجاري في أكثر من 100 مدينة أمريكية.
ويقول ليبرمان إن الشركات الأمريكية تقوم بدور هام ونشط هنا في قطر في كثير من المجالات الرئيسية ومن بينها البنية التحتية في البرامج والادارة والاستشارات. وإذا نظرت إلى المطار الجديد هناك شركة بكتيل واي كوم في الميناء الجديد. وفي طرق أشغال الجديدة هناك كي في أر ومع سكك حديد قطر سبرينغ، وهناك شراكة أمريكية مع اللجنة القطرية لاستضافة كأس العالم 2022.
ويشير إلى قطاع البتروكيماويات في قطر والارتقاء ببنية النقل التحتية وأهميتها للشركات الأمريكية مشيرا في هذا الصدد إلى المشاريع المشتركة الهامة بين البلدين مثل مشروع إنارة السكك الحديدية بمدينة لوسيل والذي ينفذ مع إيكوم وبارسنز، ومشروع برزان بمشاركة أكسون موبيل لإنتاج الغاز لمقابلة الطلب المحلي على الغاز. ويضيف أن السوق القطرية سوق تنافسية وعلينا أن نقدم أفضل ما لدينا ومستويات جيدة من المنتجات والخدمات وبأسعار منافسة، والوقت سيحدثنا.
ويقول ليبرمان إن العلاقات الاقتصادية مع قطر جزء هام من علاقاتنا ونفكر كل يوم في سبل تدعيم هذه العلاقة الاقتصادية. وننظر أيضا إلى تشجيع الاستثمارات القطرية في الولايات المتحدة ونعتقد أن العلاقات التجارية تقود إلى علاقات إيجابية في مجالات أخرى وهي مرتبطة ببعضها البعض. ونعمل على تشجيع الشركات القطرية ومن الدول الأخرى للاستثمار في الولايات المتحدة وهناك الكثير من الفرص أمام هذه الشركات للتوسع في تجارتها وأعمالها. وهذا يتسق مع مبادرة الرئيس الأمريكي والتي يضعها في مقدمة الأولويات، وهنا علينا أن نكون محايدين في تقديم هذه الشركات للسوق الأمريكية إذ لدينا 50 ولاية أمريكية والكثير من المدن التي تتنافس على جذب الاستثمارات إليها، وعلينا التأكد من المساواة التامة بينها وتقديم كل الصورة للمستثمر وعليها المفاضلة والاختيار دونما تدخل من جانبنا في تحديد الوجهة التي يختارها المستثمر وهذا ما يوفر فرصة عظيمة أمام المستثمر الأجنبي في السوق الأمريكية. فالوقت مناسب والفرص عظيمة لدخول السوق الأمريكية والاستثمار فيها.
ويختتم ليبرمان حديثه مؤكدا على أن "علاقتنا التجارية مع قطر جيدة، وننظر إلى تدعيمها من خلال إطار العمل التجاري الحالي مع كل دول منطقة الخليج وليس من خلال اتفاقية للتجارة". ويضيف "لدينا اتفاق تجارة حرة مع البحرين وعمان".
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: