“قطار الاتحاد” علامة فارقة في خارطة النقل المحلية والإقليمية

تم إحراز تقدم كبير في عملية إنشاء المرحلة الأولى من مشروع قطار الاتحاد، ومع وصول الدفعة الأولى من القاطرات بات من المنتظر تشغيل أول قطار في المنطقة الغربية نهاية العام الجاري . ويتوقع ان تكون لشبكة القطارات آثار إيجابية في اقتصاد الدولة من خلال تنشيط الحركة التجارية والصناعية في مختلف إمارات الدولة، خصوصاً مع تكامل المشروع مع الخطط الاستراتيجية للنقل في كل إمارة وعلى المستوى الاتحادي بشكل عام .

وقد شهدت المرحلة الأولى من مشروع قطار الاتحاد نقلات نوعية منذ بدء عمليات الإنشاء في نهاية عام ،2011 فخلال عامين ونيف قامت شركة الاتحاد للقطارات، المطور والمشغل لشبكة القطارات الوطنية في دولة الإمارات، بالتعاقد مع شركات عدة وتوقيع عدد من الاتفاقيات أسهمت مجتمعة في دفع عجلة العمل الجارية على المرحلة الأولى من المشروع، وكان تأمين القرض البالغة قيمته 7 .4 مليار درهم مؤخراً لإتمام هذه المرحلة من المشروع، مؤشراً واضحاً على التقدم الحاصل فيه وعلى ثقة المؤسسات المالية بأهميته والعوائد الاقتصادية المتعددة التي سيوفرها فور تشغيله .

ومن المنتظر أن يقدم هذا المشروع الكثير من المنافع الاقتصادية المباشرة والتي تشمل اختصار أوقات السفر للأعمال، والتوفير في تكاليف شحن البضائع إضافة إلى فوائد اقتصادية أخرى . وستشمل هذه المنافع العديد من القطاعات داخل دولة الإمارات والمنطقة كلها، كما سيقدم المشروع خدمات نقل المسافرين لكافة الأغراض، ما يدعم القطاع السياحي والاقتصاد بشكل عام في الدولة .

وبينت الدراسات والأبحاث التي أجرتها شركة الاتحاد للقطارات أن الفوائد الاقتصادية التي ستقدمها شبكة السكك الحديدية ستشمل جميع إمارات الدولة . وسوف يدعم المشروع الصادرات والاستثمارات المتزايدة داخل الدولة، وسيعمل كذلك على تحريك عمليات التوظيف وزيادة دخل الشركات الصغيرة والمتوسطة وأصحاب العقارات والعمال على حدّ سواء في المنطقة الغربية من إمارة أبوظبي على وجه الخصوص .

وفي هذا السياق يقول فلاح محمد الأحبابي، عضو مجلس إدارة شركة الاتحاد للقطارات رئيس لجنة التنسيق الحكومي، مدير عام مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني “إن السكك الحديدية هي جزء من النسيج الاقتصادي والاجتماعي لأية دولة وهي إحدى الوسائل التي تعمل على تسهيل وتشجيع النمو الاقتصادي والتجاري بين مدنها ومناطقها المتعددة . ولهذا جاء مشروع شبكة السكك الحديدية الإماراتية ليحقق الكثير من المنافع الاجتماعية والبيئية ناهيك عن أهميته البالغة في توفير شبكة ربط آمنة وموثوقة بين الدولة والدول المجاورة لها” .

وأضاف: “إنه وإلى جانب العوائد الاقتصادية سيعمل قطار الاتحاد على إحياء الكثير من المناطق التي سيمر منها . كما أنه ومع انتهاء العمل على مراحله الثلاث سيؤمن شبكة خطوط حديدية تربط مصانع الدولة بموانئها، والمدن ببعضها من خلال نقل الركاب من مواطنين ومقيمين بين إمارات الدولة، وفي مرحلة متقدمة منه سيشكل بعد ربطه بشبكة السكك الحديدية الخليجية شرياناً رئيسياً للنقل بين دول مجلس التعاون الخليجي” .

وأشار الاحبابي إلى أن الدولة قد عملت قبيل البدء بمشروع قطار الاتحاد على إجراء العديد من دراسات الجدوى التي أفضت إلى تأسيس شركة الاتحاد للقطارات في سبتمبر 2009 بهدف بناء وتشغيل وصيانة شبكة القطارات الوطنية بدولة الإمارات العربية المتحدة . ومن المتوقع لهذا المشروع أن يوجد شبكة سكك حديدية تمتد على مسافة 1200 كم لتعزيز مكانة الدولة في مجال النقل البري تماشياً مع رؤية الإمارات 2021 ورؤية أبوظبي ،2030 اللتين تركزان على بناء اقتصاد متين ومستدام من خلال تطوير مشروعات بنية تحتية متطورة وتنويع الموارد الاقتصادية للدولة .

وبين أن مشروع السكك الحديدية سيحقق العديد من المنافع البعيدة الأمد، والتي لا تقتصر على البيئة، بل تشمل تعزيز الأمان والسلامة، مثل تقليل الانبعاثات الكربونية بنسبة تترواح بين 70 و80% بالمقارنة مع الانبعاثات الصادرة من الشاحنات التي تنقل الحمولة ذاتها، نظراً لقدرة القطار على نقل ما يعادل حمولة 300 شاحنة تقريباً في المرة الواحدة، مما يعني تقليل آثار التلوث وتعزيز السلامة على الطرقات البرية .

وأوضح أنه من المنتظر أن يقوم قطار الاتحاد خلال عام 2030 على نقل أكثر من 100 مليون طن من البضائع المتنوعة والتي تتضمن الأحجار، الكبريت، الحديد، الاسمنت وغيرها . وسيعمل كذلك على نقل قرابة ال 27 مليون مسافر سنوياً بحلول العام نفسه .

ولفت الأحبابي إلى أن “الخبرات التي اكتسبتها شركة الاتحاد للقطارات خلال فترة التخطيط للمرحلة الأولى من مشروع السكك الحديدية كانت إيجابية للغاية، وتسهم في تعزيز سير العمل في المرحلة الثانية” .

وأضاف الأحبابي: إن قطار الاتحاد سيقدم لدولة الإمارات شبكة متكاملة للنقل تعد الأكثر أماناً وملاءمة للبيئة مقارنة مع وسائل النقل الأخرى، فشبكة السكك الحديدية ستربط بين المجتمعات المختلفة والمراكز الصناعية وموانئ الإمارات، ونحن على ثقة بأن التعاون المستمر بين كافة الجهات ذات العلاقة سيشكل عاملاً محفزاً للمضي قدماً في تنفيذ رؤيتنا الموضوعة لمشروع قطار الاتحاد، الذي سيدعم النمو الاقتصادي والاجتماعي في الدولة .


3 مراحل رئيسية للمشروع

تم تقسيم مشروع السكك الحديدية لقطار الاتحاد إلى ثلاث مراحل رئيسية وهي المرحلة الأولى التي تشمل خط سكة حديد شاه- حبشان- الرويس، وقد تم طرح مناقصات عقود المرحلة الثانية من المشروع التي ستربط منطقة المصفح بميناءي خليفة، وجبل علي، ومد الخطوط الحديدية حتى حدود الدولة مع سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية . كما أن الأعمال الهندسية المبدئية للمرحلة الثالثة التي سترتبط بالإمارات الشمالية هي قيد التنفيذ .