أكدت الشركة العربية لبناء وإصلاح السفن (أسري) أن استراتيجيتها تتركّز على تحويل قدرات الحوض الجاف التي تم تطويرها في إطار برنامج التوسعة لتكون أكثر فاعلية وأكثر إنتاجية، كما أن إعادة تنظيم العمليات التجارية من شأنها أن تكون مراكز ربحية مستقلة، من خلال وضع الشركة في مركز يمكّنها من اقتناص فرص إيرادات محتملة، ويبقى تحويل موقع الشركة من مجمّع لإصلاح السفن إلى مجمّع متكامل للخدمات البحرية قادر على تحقيق النجاح المطلوب، لمواجهة تحديات السنوات المقبلة.
وقالت الشركة في تقريرها السنوي: «إنه وفي الوقت الذي حقق قسم الخدمات البحرية نجاحاً بفضل تنوع خدماته، تمكّن قسم الطاقة من استكمال بناء الجسم الرئيسي لأول صندل بحري لتوليد الكهرباء في مؤشر على التوجهات الجادة من مجلس الإدارة لتنويع مصادر الدخل، فيما بدأ قسم الخدمات الاستشارية الذي تم تدشينه في الربع الأول من العام 2013 تنفيذ المهام الموكلة إليه ليشكل عموداً مهماً في تنويع مصادر الدخل عبر خدمات جديدة تقدم لجميع زبائن الشركة والزبائن المحتملين، يواكب ذلك الاستمرار في خدمات إصلاح السفن والتي تعد العمود الرئيسي لعمل الشركة والتي يتم تحسين جودتها باستمرار لتحقيق أفضل العوائد للشركة.
وجاءت هذه الاستراتيجية مع استكمال برنامج التوسعة البالغة كلفته 188 مليون دولار والذي يشكل العمود الرئيسي للاستراتيجية الطموحة التي تهدف إلى تحديث الحوض، وتعزيز مكانته في طليعة القطاع الصناعي في مجال بناء وإصلاح السفن، وقد استكملت خلال العام الماضي (2012) العديد من المشاريع المهمة في إطار هذا المشروع، وهي رصيف بحري لإصلاح السفن بطول 38,1 كيلومتراً يتكون من جدار بطول 1200 متر وبعمق يتراوح ما بين 10 أمتار إلى 8 أمتار، وجدار راجع بطول 180 متراً بعمق 7 أمتار، ودعامات من البناء الثقيل مع حمولة 80 طناً/ متر مربع.
ومن المشاريع التي تم استكمالها تركيب رافعتين على سكك بامتداد رصيف إصلاح السفن بطول 2,1 كيلومتر لخدمة السفن، و تبلغ إمكانات الرافعتين 30 طناً عند 28 متراً و30 طناً عند 47، بارتفاع خطاف 99 متراً و132 متراً على التوالي، وتم تزويد كل رافعة بمولد ديزل. وتولت شركة أردليت الألمانية بناء وتركيب الرافعتين.
وتدعيما لذلك حرصت «أسري» على تعزيز أسطولها البحري من خلال بناء 4 قاطرات جديدة وفق أحدث التصميمات في هذا المجال، ويبلغ طول كل قاطرة 8,25 أمتار، وعرض 91/2 متر مع تصميم غاطس بطول 4 أمتار، وتتميز القاطرات بقوة سحب 3600 حصان، وسرعة 12 عقدة، مع مروحة مزدوجة (رفاص) تضمن سهولة المناورة، وكفاءة التعامل مع أنواع السفن كافة.
كما تم توسيع مرافق سكن العمال من خلال بناء عشرة مبانٍ جديدة، وقاعة متعددة الأغراض، ومحطة فرعية وذلك في أبريل/ نيسان 2012، وتم تخصيص اثنين من المجمّعين بمستويات أعلى لطاقم العاملين في المنصات البحرية للنفط، وقد تم تسكين 600 شخص في المجمعات الجديدة التي أقيمت على مساحة 7200 متر مربع.
قطاع الطاقة في «أسري»
وفي إطار سياسات الشركة الهادفة إلى تعزيز موقعها في قطاع الصناعات البحرية ذات القيمة المضافة العالية ولتنويع مصادر الدخل لزيادة العوائد أسست قطاعاً حيوياً مهماً في هذا المجال وهو قطاع الطاقة في العام 2011، وهو القطاع المتخصص والمسئول في الشركة عن إنتاج صنادل تزويد الطاقة وغيرها من السفن، وقد أنهى القطاع عامه الأول من التشغيل بتحقيق إنجازين مهمين، الأول استكمال الأسطول الجديد من القاطرات، والثاني استكمال هيكل أول صندل لتزويد الطاقة يتم تصنيعه في «أسري».
ونجح قطاع الطاقة في تعزيز دوره المهم ضمن عمليات الشركة خلال العام 2012، وبينما يتركز المنتج الرئيسي للقطاع على صنادل تزويد الطاقة، إلا أنه حرص أيضاً على توسيع نطاق أعماله ليشمل القدرة على إنجاز مشاريع البناء الجديدة الأخرى مثل السفن البحرية، وقوارب العمل، وغيرها، وفي ضوء الخبرة العريقة التي تتمتع بها الشركة في قطاع هندسة السفن والتي تزيد على 35 عاماً، فإن قطاع الطاقة يسعى إلى الاستفادة من تلك الخبرة في التركيز على مشاريع البناء الجديدة، ويمكن التأكيد هنا أن صنادل تزويد الطاقة تمثل المنتج الأساسي لهذا القطاع، وتشتمل على أحدث التكنولوجيا المتطورة، وأفضل تقنيات ممارسات البناء، بما يساعد على وضع الأساس الراسخ لوحدات توليد الطاقة العائمة.
ووفقاً للتقرير السنوي للشركة الصادر مؤخراً تم استكمال مشروع بناء أربع قاطرات بكلفة 20 مليون دولار وذلك في الربع الثالث في العام 2012، والذي كان يستهدف تحديث أسطول سفن العمليات في الأحواض وذلك بتدشين القاطرة الأخيرة من الأسطول الجديد.
وفي الربع الأخير من العام حقق قطاع الطاقة إنجازاً مهماً آخر تمثل في استكمال بناء أول هيكل لصنادل تزويد الطاقة؛ إذ يستخدم الصندل تي بي بي 125 نظاماً متطوراً ذاتي الاحتواء لتوليد الطاقة وقد صمم للعمل في الموانئ، أو الأنهار، أو السواحل المحمية.
ويتولى قطاع الطاقة تصنيع هيكل الصندل، بينما تقوم شركة سينتراكس البريطانية بتصنيع معدات توليد الطاقة باستخدام توربين رولزرويس، ويتم تجميع هذه العناصر في قطاع الطاقة قبل أن يتم نقلها إلى مواقع الزبون، وأثبتت المرحلة الأولية من المشروع أنها عملية استكشافية ذات قيمة عالية تم خلالها إعداد خط الإنتاج، وتهيئة العمالة اللازمة، ووضع الإطار الزمني، وقد أسفرت تلك الجهود الاستكشافية في هذه المرحلة الأولية عن خفض وقت بناء الصندل الواحد إلى أقل من ستة شهور.
خدمات «أسري» الاستشارية
بدأ قطاع «خدمات أسري الاستشارية» نشاطه في العام 2012، بتوفير خدمات مستقلة للتصميم البحري والخبرة الهندسية والإدارية، وفي ظل خبراتها الهندسية والإنتاجية في القطاع البحري على مدى أكثر من 35 عاماً، نجحت الشركة في تكوين فريق عمل رائد من المعماريين البحرينيين، والمهندسين، ومديري الحوض من ذوي الخبرة والكفاءة الذين يملكون القدرة والمعرفة التي تساعد على الحد من المخاطر المحتملة، مع توفير مشاريع بحرية تتوافق مع المعايير العالمية.
بدأ هذا القطاع عملياته في الجزء الأخير من العام 2012، وقد نجح في استقطاب مجموعة متنوعة من المشاريع، وتتركّز مهمة القطاع على تأهيل الزبائن ومشاريعهم لتلبية المتطلبات التنظيمية، والمعايير البيئية والمخاطر المرتبطة بالطاقة وتصميم السفن البحرية وسفن العمليات، وإعداد عروض العمل الهندسي، والتعديلات الهيكلية، وأعمال التجديد بأنواعه مثل أنظمة معالجة مياه التوازن، وتكنولوجيا الخفض التحفيزي الانتقائي، ومنظفات الغاز، وأنظمة ومشغّلات الدفع الهجين، وأعمال تصميم وتزويد الزبائن بالمباني الجديدة لصنادل تزويد الطاقة العائمة، والخدمات الاستشارية لتصميم وإدارة أحواض السفن وتعزيز الاستفادة منها.
ومن أبرز المشاريع التي تم تنفيذها خلال العام الماضي باقة كاملة لتصميم صنادل الطاقة التي تنتجها «أسري»، ومع طرح أول هيكل لصندل في العام 2012، أثبتت التصميمات التصورية والهندسية التي نفذها قطاع «خدمات أسري الاستشارية «مدى نجاحها بل وقدرتها على توفير حل شامل متكامل.
ومن الإنجازات الأخرى، تنفيذ أعمال التصميم لمشروع تحويل لأحد الزبائن تم فيه تحويل سفينة للخدمات البحرية إلى سفينة لدعم أعمال الغوص، وكان الالتزام بمتطلبات التأجير الصارمة وعمليات التجديد المعقدة، ومواجهة تحديات تحويل السفينة واضحاً لكي تشمل تجهيزات الغوص، بمثابة خير دليل على نوعية المشاريع التي من أجلها تم استحداث قطاع «خدمات أسري الاستشارية»، كما تضمنت المشاريع الأخرى استكمال أعمال التصميم لبناء منصة بحرية عائمة بطول 130 متراً، وقدرة رفع 7000 طن لأحد الزبائن في المنطقة، إلى جانب بحث بعض مشاريع البناء الجديدة لسفن متوسطة الحجم.
الجودة
وقد أكدت «أسري» حرصها الدائم على تحسين اعتماد الجودة داخل الشركة باعتبارها أحد أهم العناصر الأساسية في نجاح مستقبلها، فعلى مدى سنوات عديدة، التزمت الشركة بالتأهل والحصول على شهادات الاعتماد من هيئات طرف ثالث، وقد شهد العام 2012 الحصول على شهادة آيزو 27001 لتضاف إلى القائمة المتنامية من شهادات اعتماد الآيزو التي حصلت عليها الشركة.
كما أن محفظة شهادات الاعتماد التي حصلت عليها تتطلب من الشركة الالتزام بالعديد من المتطلبات الدولية في مختلف المجالات المهمة الأخرى، بما في ذلك البيئة والصحة والسلامة المهنية وإدارة الأمن.
السلامة
تشكّل السلامة عموداً مهماً وأساسياً في مجال الصناعات البحرية لذا اهتمت الشركة بشكل كبير بهذا المجال من خلال عمليات تدريب منتظمة ومتطورة وتتماشي مع متطلبات واحتياجات عمليات الشركة والتي تلاقي القبول من قبل ملاك وزبائن الشركة، وبناء على ذلك حازت الشركة جائزة لويدز ليست الشرق الأوسط وشمال القارة الهندية في العام 2012، باعتبارها شركة رائدة في معايير السلامة الصناعية.
تحليل التعليقات: