تجديد عقود إعادة التأمين بشروط صارمة وربط العمولات بالأداء

دفعت النتائج الاكتتابية لشركات تأمين محلية بشركات إعادة التأمين إلى التشدد في شروط العقود التي جرى تجديدها أخيراً، وربط العمولات بالأداء الفني، لمنع الخسائر التي تكبدتها في العامين الماضيين في السوق المحلي.

وانعكس تشدد المعيدين على العمولات التي تتقاضاها الشركات العاملة في السوق المحلي وعلى آلية احتسابها، إذ لجأ المعيدون إلى العمل على ربط العمولات بالأداء الفني للشركات، بحيث ترتفع في حال كانت الاكتتابات جيدة وتتلاشى في حالة الخسارة التي تصل إلى حد تبديد الأقساط كاملة.

واعتبر مسؤولون في القطاع أن تشدد المعيدين لم يشمل جميع الشركات، وإنما الشركات صاحبة الأداء السيئ أو المتواضع.

وتفصيلاً، أفاد الشريك والعضو المنتدب لشركة كوجنت لوساطة إعادة التأمين الدكتور حازم الماضي بأن كل طرف يعمل على حماية حقوقه ومصالحه، وأن لشركات إعادة التأمين مصالح لا تستطيع التساهل فيها عندما تبدي بعض الشركات لا مبالاة في صياغة سياساتها الاكتتابية.

وأشار ماضي إلى أن الكثير من عقود إعادة التأمين جددت بالشروط السابقة ذاتها، الأمر الذي يرتبط بكون شركات تأمين أثبتت فاعلية سياساتها الاكتتابية في العام الماضي، أو بكونها وضعت الخطط والسياسات الاكتتابية للعام الجاري بما يتوافق وأوضاع السوق وحالة الشركة ونوعية التأمينات التي تعمل الشركة ضمنها، الأمر الذي جعل شركة الإعادة تقتنع بجدوى الخطط المستقبلية.

وأوضح ماضي أنه في المقابل هناك شركات لم تنجح في الحفاظ على الأقساط في العام الماضي عبر اعتمادها سياسات تسعيرية غير مناسبة، الأمر الذي جعلها تخسر مع شركات إعادة التأمين أو دفع بشركات الإعادة لتخسر بشكل منفرد لكون الشركات المباشرة تستفيد من العمولات التي تمنحها لها شركات الإعادة لقاء إدارة التأمينات.

وذكر ماضي أن تشدد الشركات جاء على شكل تغيير سياسة منح العمولات عبر ربطها بالأداء الفني والاكتتابي للشركات، بحيث ترتفع العمولات إن كان الأداء جيداً وتتراجع في حال كان الأداء والسياسة الاكتتابية غير فعّالين، لافتاً إلى أن الأقساط يمكن أن تتلاشى.

من جهته، ذكر الرئيس التنفيذي لشركة يو أي بي لوساطة التأمين في مركز دبي المالي العالمي جورج قبان أن شروط إعادة التأمين بالنسبة إلى السوق المحلي أكثر تشدداً العام الجاري، الأمر الذي يرتبط بخسائر العديد من الشركات.

واعتبر قبان هذا التشدد الذي أبدته شركات الإعادة طبيعياً ويرتبط بأداء الشركات المباشرة التي تعمل في السوق المحلي.

وبيّن قبان أن التشدد جاء على شكل المطالبة برفع نسب التحمل من جهة وتخفيض العمولات من جهة أخرى.

في السياق ذاته، أرجع المدير العام لشركة ميديل إيست بارتنرز لاستشارات التأمين موسى الشواهين التشدد من قبل شركات الإعادة في تعاملهم مع شركات السوق المحلي إلى الخسائر التي تكبدتها في العامين الماضيين، مشيراً إلى أن لها الحق في التشدد مع الشركات التي أظهرت أداء فنياً غير جيد.

وبيّن أن تشدد المعيدين يظهر على شكل رفع الشروط الفنية أو تخفيض العمولات، بحيث يدفعون بشركات التأمين إلى رفع الأسعار لتلامس الحدود الواقعية والفنية، وانتقاء الأخطار وصياغة تغطياتها باشتراطات أكثر كفاءة.