نبض أرقام
05:29
توقيت مكة المكرمة

2024/05/19
2024/05/18

التحول الرقمي.. التحدي الذي أهدرت عليه الشركات العالمية 900 مليار دولار

2019/11/04 أرقام

عندما أصبح واضحًا أن "توماس كوك" التي كانت يومًا أعرق شركة سفر في العالم، لن تستطيع مواصلة تشغيل أعمالها بفعل أعباء الديون المتفاقمة، واضطرارها لإعلان إفلاسها في سبتمبر الماضي، أرجع المحللون هذا السقوط المدوي إلى الفشل في التحول الرقمي.

  

 

كانت أعمال حجوزات السفر والسياحة عبر الإنترنت تشكل خطرًا وجوديًا للشركات التقليدية مثل "توماس كوك"، ولسبب ما، فشلت الشركة في مواجهة هذا التحدي، ومع تراكم الديون -التي كانت سببًا في تقويض التطور- أصبح من الصعب على "توماس كوك" التحول إلى الربحية.

 

وفقًا لمسح أجرته "غارتنر" للأبحاث العام الماضي، اتفق 67% من قادة الأعمال على أنه ما لم تصبح شركاتهم رقمية بشكل أكبر وأكثر تبنيًا للنماذج المعتمدة على الإنترنت مثل "أمازون" بحلول عام 2020، فلن تكون قادرة على المنافسة.

 

"توماس كوك" ليست الضحية الأولى وربما ليست أيضًا الأخيرة للتحول الرقمي، والحقيقة أنه رغم الأهمية القصوى لهذا التحول كي تتمكن الشركات من المضي قدمًا في عصر الجوالات الذكية والاعتماد المتزايد على شبكة المعلومات الدولية، هناك إخفاق كبير من الشركات في الانتقال بسلاسة.

 

مئات المليارات تذهب أدراج الرياح
 

- تعرّف "سيلزفورس" للبرمجيات القائمة على الأنظمة السحابية التحول الرقمي بأنه، هو استخدام التقنيات الرقمية لإنشاء عمليات تجارية وثقافة وتجربة جديدة للعملاء (أو تجديد العمليات القائمة بالفعل) لتلبية متطلبات الأعمال والسوق المتغيرة.
 

- تضيف الشركة في تقرير لها: يتجاوز الأمر الأدوار التقليدية للمبيعات والتسويق وخدمة العملاء، يبدأ التحول الرقمي وينتهي بكيفية تفكيرك وتفاعلك مع العملاء، ومع الانتقال من الورق إلى جداول البيانات والتطبيقات الذكية، هناك فرصة لإعادة تشكيل منظورنا للأعمال مع وجود التقنيات الرقمية.

 

 

- للأسف، خلال العام الماضي وحده، ضخت الشركات العالمية 1.3 تريليون دولار في مبادرات للتحول الرقمي، لكن 70% من هذا المبلغ (900 مليار دولار تقريبًا) ضاعت في برامج فاشلة لشركات مثل "جنرال إلكتريك" و"فورد" و"بروكتر آند جامبل".
 

- من بين الشركات التي لم تفشل بشكل مباشر، شهدت 16% من الشركات تحسنًا في الأداء وفي قدرتها على الحفاظ على التغييرات خلال المدى الطويل، حتى بالنسبة للصناعات الرقمية الأولى مثل الإعلام والاتصالات، 26% فقط من الشركات نجحت في التحول.

 

نقطة الضعف الأساسية: التواصل
 

- استقر معظم الخبراء على أن ضعف الروابط بين الموظفين، والثقافة التنظيمية، والقيادة هي الأسباب الرئيسية في فشل التحول الرقمي، لكن في الحقيقة يُعتقد أن انهيار قدرة المؤسسة على التواصل بفعالية مع موظفيها هو ما يجعلهم مشكلة أمام التحول الرقمي.
 

- لا يمكن توقع تغيير الموظفين إذا لم يفهموا كيف ستؤثر الأدوات والقدرات الجديدة على تجربتهم، كما يجب دعم هذه التغييرات من خلال التدريب المستمر وبالمقاييس المختلفة والدعم الثقافي، وبشكل عام يجب ربط طموحات الشركات بالحقائق العملية.

 

 

- يقول تقرير لجامعة هارفارد إن المدراء يميلون دائمًا إلى التقليل من طموحات موظفيهم في التدريب، والأكثر من ذلك، أظهر تقليل لشركة "برايس وترهاوس كوبرز" أن 27% من المديرين التنفيذيين يعتقدون أن نقص العمالة الماهرة هو أكبر عقبة أمام الابتكار الرقمي.
 

- لا يمكن ببساطة استئجار طريق للتحول الرقمي، كما لا يمكن فرض الابتكار عنوة، بل ينبغي مساعدة الموظفين لاكتساب المهارات الجديدة المطلوبة، وأن يدعم المدراء التنفيذيون جهود التحول الرقمي والمبادرة بتحمل المسؤوليات الرئيسية للتغيير.

 

عوامل تحتاجها الشركات للنجاح في التحول الرقمي

العامل

الشرح

التركيز على السبب


- على المدراء التنفيذيين إلهام الموظفين وشرح أسباب التحول، ليكون الجميع على نفس الدرجة من الدراية بالأهمية والهدف النهائي.

 

- عليهم مثلًا شرح كيف سيفيد هذا التحول الأعمال، وما أهمية ذلك لبقاء الشركة في المستقبل، وكيف يؤثر على الموظفين.

 

التواصل الشخصي


- أي تغيير هو أشبه بالرحلة، واتخاذ التواصل شكلًا شخصيًا بعض الشيء أمر بالغ الأهمية.

 

- في عملية التسويق، كان ليعني ذلك توفير ما يحتاجه العميل بالضبط، وفي عملية التحول الرقمي، فإن الموظفين هم العملاء الذين تحتاج الإدارة لإقناعهم بالشراء.

 

- لا يناسب المقاس الواحد جميع الأشخاص، لذا من الضروري إضفاء الطابع الشخصي على الرسالة لمعالجة وجهة نظر كل موظف بالشكل الأمثل، والرد على التساؤلات والمخاوف والتحديات.

 

تصميم مجموعة من تجارب الوسائط المتعددة


- لا تزال 75% من الشركات تكافح من أجل توصيل المعلومات المناسبة إلى الشخص المناسب، فكل شخص يستقبل المعلومات ويحتفظ بها بشكل مختلف.

 

- البعض يستوعب أكثر المحتوى البصري، والبعض الآخر يتعلم من خلال الاستماع، والكثيرون يحتاجون الأساليب التفاعلية.

 

استخدام البيانات لقياس النجاح


- لن يستطيع المدير التنفيذي معرفة إذا كان قد نجح ما لم يكن قادرًا على قياس التقدم، وفي حين يعتقد البعض أن التواصل يتم بمجرد توجيه الرسالة، فالحقيقة أنه يدور حول التأكد من وصول الرسالة.

 

- لذا من الضروري قياس مشاركة الجمهور واستجابته للرسالة، مثل قياس معنويات الموظفين أو العملاء تجاه برنامج التحول الرقمي.

 

- يمكن فعل ذلك عبر مراجعة ما هي الرسائل التي يتم فتحها، والمحتوى الذي يتم استعراضه أكثر، علاوة على بعض الاستطلاعات السريعة لجمع التعليقات.
 

   

المصادر: سي إن بي سي، أرقام، فوربس، تقرير "غارتنر"، موقع "سيلزفورس"

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة