نبض أرقام
10:35
توقيت مكة المكرمة

2024/05/15

مطابخ الأشباح.. الرهان الكبير التالي لـ"ترافيز كالانيك" بعد "أوبر"

2019/11/11 أرقام - خاص

بعد تصدر اسم شركته لاهتمامات الصحف ووسائل الإعلام عقب سلسلة من الفضائح، رضخ "ترافيز كالانيك" لرغبة كبار المستثمرين وقرر الاستقالة من منصب الرئيس التنفيذي والرحيل عن "أوبر تكنولوجيز" في يونيو عام 2017.

 

 

"كالانيك" قال في خطاب الوداع آنذاك: أحب "أوبر" أكثر من أي شيء آخر في العالم، وفي هذه اللحظة العصيبة من حياتي الشخصية، وافقت على طلب المستثمرين بالتنحي، حتى تتمكن الشركة من المضي قدمًا، ولا يتم تشتيتها في صراع جديد.

 

الكلمات العاطفية لمؤسس الشركة التي أشعلت ثورة في طريقة تعامل الناس مع المواصلات وامتلاك السيارات، بدت كنهاية حزينة ومؤسفة للغاية بالنسبة لرائد الأعمال الحالم، لكن تبين لاحقًا أن المغامرة لم تنته بعد، واستطاع "كالانيك" الخروج من أعماق حزنه إلى النور مجددًا مصطحبًا معه الرهان الكبير التالي.

 

ثورة أعمال جديدة

 

- كما كان يفكر "كالانيك" في تغيير مفهوم الناس عن الطريقة التي يستقلون بها سيارات الأجرة وكيفية تحويل السيارة الخاصة إلى مصدر دخل، تصدر مرة أخرى اهتمامات الإعلام العالمي بفكرة يريد بها إعادة صياغة سوق الطعام.

 

- في الحقيقة، سلط الإعلام الضوء على "كالانيك" بعد خبر أوردته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأسبوع الماضي، نقلًا عن مصادر مطلعة، يدعي أن شركة "كلاود كيتشينز" حصلت على تمويل قدره 400 مليون دولار من صندوق الاستثمارات العامة السعودي. (الخبر لم يؤكد رسميًا بعد).

 

- من خلال "كلاود كيتشنز"، يشتري "كالانيك" وحدات عقارية رخيصة في جميع أنحاء الولايات المتحدة والهند والصين والمملكة المتحدة وعدد آخر من الدول، ورهانه هو الاقتراب من المناطق المكتظة بالسكان ليصبح أوفر حظًا للعمل كمطبخ لإعداد الوجبات وتوصيلها مباشرة.

 

 

- تعرف الفكرة بـ"مطابخ الأشباح"، حيث يتم تأجير الأماكن للطهاة الذين يريدون اختبار مفهوم جديد من بزنس إعداد الوجبات لكنهم يخشون ضخ رأس المال أو المخاطرة بفتح مطعم جديد، وقد تروق أيضًا للمطاعم القائمة بالفعل التي ترغب في زيادة قدرتها على التحضير وإتاحة خدمة التوصيل.

 

- "كالانيك" ليس وحده من يطارد الفرصة في هذا الجانب، فمن بين أبرز منافسيه، شركة "ريف تكنولوجي" التي جمعت أموالًا أكثر من "كلاود كتشينز"، من مستثمرين بينهم صندوق "رؤية سوفت بنك"، وهناك أيضًا "كيتشنز يونايتد" المدعومة من "ألفابت".

 

الفكرة ليست جديدة تمامًا

 

- يمكن وصف "كلاود كيتشنز" ومثيلاتها بـ"وي ورك" المطابخ، فبدلًا من شراء موقع باهظ التكلفة في شارع مكتظ بالسكان والمارة لإنشاء مطعم، يمكن استئجار أحد مطاعم الأشباح في منطقة أرخص والاعتماد على خدمات التوصيل.

 

- في الواقع، وعلى خلاف ثورية فكرة "أوبر"، فإن "كلاود كيتشنز" ليست الوليد البكر لمفهوم "مطابخ الأشباح"، إنما هي وقريناتها تعد مثالا على نسخ أفكار السوق الصيني، الذى كان أول من يتبنى مفهوم المطابخ المشتركة عبر شركة "باندا سليكت".

 

- تعد خدمات إعداد الطعام للغير جزءًا من اقتصاد المشاركة المزدهر في الصين، والذي شمل مشاركة ركوب السيارات والدراجات وحتى المظلات وشحن البطاريات، وينظر إلى مفهوم المطابخ المشتركة كابتكار مزعزع قد يعطل أعمال المطاعم التقليدية.

 

 

- في هذا المفهوم لا حاجة للصالات الفسيحة لتناول الطعام، كما أنه يستبدل مفهوم المطبخ الذي يخدم مطعمًا واحدًا فقط، علاوة على خفض النموذج المشترك لتكلفة ممارسة الأعمال للمطاعم التجارية، وجعله من السهل تشغيل العمليات على مدار الساعة وبسرعة.

 

- استحوذ هذا النموذج على اهتمام السوق الصيني بالفعل، الذي عادة ما ينجذب إلى الأنشطة التجارية المرتبطة باستخدام الجوالات والتي تلاقي انتشارًا سريعًا، وحاليًا تمتلك "باندا سليكت" التي تأسست عام 2016 أكثر من 120 موقعًا في مناطق الأعمال الرئيسية في الصين.

 

الكثير بشأن "كلاود" ما زال سرًا

 

- يعرف هذا النموذج أيضًا باسم "المطابخ الافتراضية" أو "المطابخ المظلمة" أو "المطابخ السحابية"، ويمكن من خلاله إعداد الطعام وتسليمه عبر منصات مثل "دور داش" أو "أوبر إيتس"، لذلك فهو أقرب لكونه مطبخا لمجرد تجهيز الطعام وليس مطعما لتناوله.

 

- مع ذلك، فإنها تعرف أيضًا باسم "المطابخ الذكية" كما تطلق عليها "كلاود" كونها توفر كل شيء يحتاجه الطاهي من إنترنت وكهرباء ووسائل صرف، ووفقًا لخبر "وول ستريت جورنال" فإن القيمة السوقية للشركة وصلت إلى قرابة خمسة مليارات دولار بعد الجولة التمويلية الأخيرة.

 

- بالقرب من هذه المطابخ، قد لا يصادف المرء أي إشارة أو لافتة تدل على وجود مكان لإعداد الطعام في الجوار، ربما فقط الحركة الكثيفة لعمال التوصيل القادمين والمغادرين وأولئك الذين ينتظرون استلام الطلبات هي ما يلفت الانتباه.

 

 

- يتمسك "كالانيك" بالإبقاء على العديد من الأمور بشأن "كلاود" سرًا، ولم يوافق على إجراء مقابلات لمناقشة التفاصيل الخاصة بهذا النشاط التجاري، ويمنع الموظفين من إبداء انتمائهم إلى الشركة في ملفات التعريف الخاصة بهم على "لينكد إن".

 

- نظرًا لأن الشركة الأم هي "سيتي ستوردج سيستمز"، وهي شركة ذات مسؤولية محدودة فإن إفصاحاتها العامة تكون أقل من الشركات الناشئة التقليدية، وتميل الشركة لعدم الكشف عن مواقعها.

 

- وفقًا لمصادر مطلعة، أجرت الشركة أكثر من 10 عمليات استحواذ واشترت أكثر من 100 وحدة عقارية حول العالم، وكان من بين صفقاتها، شراء "فوود ستارز" التي تتخذ من لندن مقرًا لها.

 

المصادر: وول ستريت جورنال، أرقام، فوربس، بزنس إنسايدر، تك كرانش

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة