نبض أرقام
07:37
توقيت مكة المكرمة

2024/05/14
2024/05/13

تقاسم عرش التجارة الإلكترونية العالمي.. ما سر الطرح الثانوي لأسهم "علي بابا"؟

2019/12/20 أرقام

في السادس والعشرين من نوفمبر، باعت شركة التجارة الإلكترونية "علي بابا" ما قيمته 88 مليار دولار هونغ كونغ (11.2 مليار دولار أمريكي) من أسهمها، في طرح ثانوي أجرته في بورصة المدينة التي تحظى بحكم شبه ذاتي، والذي يعكس حظا أو ثقة متناهية في العملاق الصيني.

 

 

في الوقت الذي طرحت فيه "علي بابا" الأسهم كانت شوارع هونغ كونغ بالقرب من البورصة تعج بالمحتجين الغاضبين المعارضين لسياسات بكين تجاه المدينة، ومع ذلك قفز السهم في أول جلسة للتداول من 176 إلى 188 دولار هونغ كونغ (22.5 إلى 24 دولارًا أمريكيًا).

 

بلغ السهم 204 دولارات هونغ كونغ خلال جلستين قبل أن يقلص مكاسبه لاحقًا ويتداول أعلى 190 دولار هونغ كونغ خلال الأسبوع الأول من ديسمبر، ليبدو الطرح الذي يمنح الشركة ثلاث مزايا رئيسية قد حقق مقصده بنجاح.

 

مكاسب الطرح الثانوي
 

- من شأن نجاح هذا الاكتتاب زيادة رصيد "علي بابا" لدى الحكومة الصينية، لإظهاره ثقة في مستقبل هونغ كونغ المالي رغم الاحتجاجات، كما أنه يعد تحوطًا جزئيًا من التعرض للسوق الأمريكي، والذي تعاني الشركة فيه مؤخرًا بسبب الحرب التجارية.
 

- كما أنه يزيد إمكانية وصول المؤسسات الاستثمارية الآسيوية إلى أسهم الشركة، حيث أصبحت هذه المؤسسات أقل تفضيلًا للسوق الصيني بفعل التوترات التجارية والجيوسياسية، وقريبًا سيكون بمقدور المستثمرين الصينيين أنفسهم الوصول لسهم "علي بابا" بفضل برنامج الربط بين البورصات.



 

- لكن في هذه العملية، كان هناك فوز آخر رئيسي، وهو تقليص الخصم الذي لازم أسهمها لفترة طويلة مقابل سهم "تنسنت" المدرج في بورصة هونغ كونغ، حيث تعد الأخيرة المنافس الأبرز للشركة بين عمالقة الإنترنت في الصين.
 

- الآن تتجه أنظار "علي بابا" صوب جائزة أكبر بكثير، حيث يقول المسؤولون التنفيذيون إن شركتهم يجب أن تحصل على تقييم مماثل لـ"أمازون"، أكبر منافس عالمي لها في مجال التجارة الإلكترونية، والتي تصل قيمتها السوقية إلى 890 مليار دولار مقابل 520 مليار دولار لـ"علي بابا".
 

- تبلغ نسبة السعر إلى الأرباح المتوقعة للشركة الأمريكية نحو 67 ضعفًا، وهو ما يزيد على مثلي النسبة التي تحظى بها "علي بابا"، ولتضييق الفجوة تحاول الشركة إبقاء بكين في صفها، لكن سيكون عليها أيضًا ألا تكون شركة صينية منغلقة.

 

نظرة على أداء الشركتين من حيث إجمالي الإيرادات المحققة والمتوقعة

أمازون

 

علي بابا


- ارتفعت الإيرادات إلى 232.9 مليار دولار في 2018، من 136 مليارا في 2016، بنمو نسبته 71.3%.

 

 


- بلغت الإيرادات 23.2 مليار دولار في 2018، ارتفاعًا من 9.4 مليار دولار في 2016، بنمو نسبته 146.1%.

 


- من المتوقع نمو الإيرادات بنسبة 50.5% لتسجل 350.2 مليار دولار في 2020.

 

 

- من المتوقع بلوغ الإيرادات 41.7 مليار دولار في 2020، بنمو نسبته 79.9%.

 

فجوة واختلاف

 
- بمقارنة البيانات المالية يبدو الطريق للتفوق على "أمازون" طويلًا للغاية، حيث تبلغ إيرادات أعمال التجارة والحوسبة السحابية للشركة الأمريكية 15 مثل ما تحققه "علي بابا" تقريبًا.
 

- توفر "علي بابا" منصة تربط بين المشترين والبائعين عبر أكبر مواقعها الإلكترونية "تاوباو" و"تمال"، وتجني المال عبر البائعين الذين يدفعون رسومًا كي يظهروا في مقدمة نتائج البحث، وبخلاف "أمازون" لا تبيع سلعًا خاصة بها، ما يعني أنها ليست بحاجة إلى مخازن.
 

- تمثل أعمال الحوسبة السحابية نحو نصف قيمة الشركة الأمريكية، في حين تساهم بنسبة متواضعة للغاية في قيمة "علي بابا"، وفي حين تحقق "أمازون" 70 مليار دولار من المبيعات السنوية خارج سوقها المحلي، تحقق منافستها الصينية 10 مليارات فقط.

 

ملامح التوسع خارجيًا
 

- للتفوق عالميًا، اتخذت "علي بابا" عددًا من الخطوات، وفي أغسطس الماضي كشفت عن أول متجر أوروبي لها في مدريد الإسبانية، والذي يقع تحت العلامة التجارية "علي إكسبريس"، ويعمل كصالة عرض يمكن للمتسوقين معاينة واختبار نحو ألف منتج من 60 علامة تجارية.
 

- في أوائل عام 2018، أطلقت الشركة برنامجا خاصا عبر "علي إكسبريس" في أوروبا، والذي يعمل بطريقة مماثلة لسوق "أمازون"، حيث يمكن للبائعين استخدام منصتها لعرض بضائعهم وإرسالها إلى العملاء عبر شبكة تسليم خاصة بها مقابل رسوم.



 

- الأكثر من ذلك هو تعزيز ظهور الشركة في السوق الأم لـ"أمازون"، حيث تحاول "علي بابا" تشجيع الشركات الأمريكية على استخدام منصتها للوصول إلى الأسواق الدولية، وتستهدف بشكل خاص الأنشطة التجارية الأصغر ذات القدرات الإلكترونية المحدودة.
 

- قال رئيس وحدة "الند للند" التابعة للشركة في أمريكا الشمالية "جون كابلان": هناك نحو 30 مليون شركة صغيرة ومتوسطة الحجم في الولايات المتحدة، لكن ما يزيد على 70% منها لا وجود له على الإنترنت، ونحن نهدف إلى تمكينها ومساعدتها على النجاح.

 

الشركة اعتادت على القتال الطويل
 

- تركز "علي بابا" حاليًا على تحويل أعمالها عبر تعظيم الاستفادة من البيانات الضخمة الخاصة بها، فتقريبًا واحد من كل اثنين من الصينيين يشتري منتجات عبر منصاتها للتجارة الإلكترونية.
 

- كما تمتلك الشركة فرصة كبيرة من خلال منصة الدفع عبر الإنترنت "علي باي" والتي يستخدمها نحو 900 مليون صيني، وتتبع شركة "آنت فاينانشيال" التي يستحوذ عملاق التجارة الصينية على 33% منها.



 

- رغم نفوذها الكبير في الصين، فإنها تظل تحت رحمة الحكومة الصينية، والتي ضغطت عليها وتسببت في تراجع سهم الشركة بعد إدراجه في نيويورك عام 2014، بدعوى بيعها منتجات مقلدة، ويعتقد أن السبب الحقيقي هو خدمات الدفع المنافسة للبنوك المملوكة للدولة.
 

- البقاء قرب الحكومة الصينية لمواصلة المنافسة مع اللاعبين المحليين قد يقوض جهود الشركة للانطلاق عالميًا، ورغم التوسع في جنوب شرق آسيا، يشكك المحللون في قدرتها على المنافسة مع "أمازون" في أوروبا وأمريكا خاصة في الخدمات السحابية بسبب المخاوف من وصول الحكومة الصينية إلى البيانات.
 

- كانت "علي بابا" محظوظة في كثير من المناسبات، وحاربت حتى الحكومة والمنافسة الأجنبية للوصول إلى مكانتها الحالية، لكن القيمة السوقية تعكس الفارق الكبير في القدرات بينها وبين "أمازون"؛ مع ذلك، فإذا ظل الحظ في صفها، ربما يساعد إدراج هونغ كونغ في تغيير ذلك قليلًا.

 

المصادر: الإيكونوميست، بزنس إنسايدر، فوربس، بارونز

 

 

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة