كيف تخطط نيويورك لتطوير مختبر حي لمعايشة التغيرات المناخية؟

الوقت يداهم العالم فيما يتعلق بقضايا المناخ، وتقدر كل دقيقة من التأخير بخسائر للبيئة والكائنات الحية، لذلك تتضافر الجهود العالمية في شتى المجالات في محاولة للإنقاذ، ومن ضمنها المشروع الأمريكي لبناء معمل لأبحاث المناخ.  

وأعلن عمدة مدينة نيويورك "بيل دي بلاسيو" في سبتمبر الماضي أن جزيرة جوفرنرز ستصبح مركزًا مخصصًا لإعداد نيويورك وغيرها من المدن لتأثيرات تغير المناخ.

وتأتي تلك الخطوات بعد مرور نحو عقدين على نقل سلطة الجزيرة إلى نيويورك  في 2003، وتم افتتاح حديقة عامة ضخمة عام 2016 مع توفير الفنون العامة والبرامج الثقافية التي تقدمها المنظمات غير الربحية.

ومن أجل تحقيق المشروع تم إطلاق مسابقة عالمية لاختيار بحث أو معهد أكاديمي لتأسيس مركز لحلول المناخ على الجزيرة الواقعة في جنوب مانهاتن، والهدف من ذلك كله هو تحويل الجزيرة إلى مختبر حي لأبحاث المناخ.

والمختبر الحي هو مفهوم بحثي يمكن تعريفه على أنه نظام إيكولوجي مرتكز على المستخدم ومتكرر الابتكار وغالبًا ما يعمل في سياق إقليمي ويدمج عمليات البحث والابتكار المتزامنة في القطاعين العام والخاص.

وتم الإعلان عن المسابقة إلى جانب استثمار بقيمة 150 مليون دولار في النقل والمرافق والبنية التحتية بالجزيرة، لتضاف إلى مبلغ 400 مليون دولار تم إنفاقها خلال العقد الماضي لتحويل القاعدة العسكرية السابقة إلى ملاذ حضري لسكان نيويورك.

كما من المقرر أن تدعم الأموال الجديدة مشروع إعادة تطوير أوسع نطاقًا والذي من المتوقع أن يوفر 7 آلاف فرصة عمل على الجزيرة.

ومن المقرر أن يسهم مركز الحلول الجديد في توسيع دراسة تغير المناخ ودمج عمل الخبراء لتجربة حلول ستؤدي إلى تأثير مباشر على مجتمعات نيويورك وخاصة الأحياء ذات الدخل المنخفض التي تتحمل وطأة الظواهر الجوية المتطرفة مثل الأعاصير والفيضانات.

وذكرت نائبة عمدة نيويورك للإسكان والتنمية الاقتصادية "فيكي بين" أن النماذج التقليدية غالبًا ما تفشل في معالجة تعقيدات مدن مثل نيويورك، وأن العديد من ردود الفعل من الحكومة الفيدرالية خلال إعصار "ساندي" والطريقة التي تم بها تنظيم الأموال لمساعدة الأحياء كانت تعتمد على نموذج أنها ليس بيئة حضرية كثيفة.

ووفقًا لتصور المسؤولين في نيويورك، سيتم إضافة العنصر البشري في أبحاث المناخ المقررة على جزيرة جوفرنرز، وذلك على عكس الجانب النظري بحيث يكون بالإمكان الجلوس في منطقة حضرية ومشاهدة استجابة الناس للعالم المتغير والمشاركة في تطوير الحلول لهذه المشكلات، بحيث تكون متاحة للمدن في جميع أنحاء العالم.

وطلبت المدينة من المرشحين المحتملين أن يحددوا بحلول سبتمبر كيف سيصممون برامج مختلفة لتوسيع وتعزيز الوظائف الخضراء، وكيف سيشركون الجمهور في البحث، كما طلب من المستجيبين التركيز على قضايا تشمل التكيف في البيئات الحضرية الكثيفة والعدالة المناخية والتعليم والصحة العامة.

وقالت مديرة مؤسسة "تراست فور جوفرنرز" "كلير نيومان" إنه حتى في حالة انخفاض انبعاثات الكربون إلى الصفر غدًا سيواجه العالم آثار تغير المناخ لذلك على المجتمعات أن تكون مستعدة.

المصدر: وكالة "بلومبرج"