نبض أرقام
14:30
توقيت مكة المكرمة

2024/05/18
2024/05/17

هل يتحمل الاقتصاد الروسي والروبل تكاليف الغزو وعقوبات الغرب المرتقبة؟

2022/01/31 أرقام - خاص

قد تكون روسيا قوة عسكرية عظمى، لكنها بالتأكيد أبعد ما تكون عن مصطلح قوة عظمى اقتصادياً، ورغم امتلاكها لقدرات إنتاجية وموارد طبيعية هائلة من المعادن والهيدروكربونات والحبوب فإنها تظل أضعف من أن تتحمل حربًا طويلة الأجل في ظل الجوائح الاقتصادية والصحية التي تضرب جسد الاقتصاد العالمي في العامين الأخيرين.

 

 

الزاوية الاقتصادية في الصراع على أوكرانيا

ما الذي تريده روسيا؟


- أن يتوقف الناتو عن التوسع ناحية الشرق، لو نظرت للخريطة تجد حزاماً يحاصر الجانب الغربي من الخريطة الروسية، هذا التمدد من حلف "الناتو" تسميه روسيا تهديدًا للبنية التحتية الأمنية الروسية.
 

الحزام يضم دولا بشرق أوروبا في الأصل كانت ضمن الحزام السوفيتي ولكنها انضمت إلى الناتو تباعاً من 1999:
 

- إستونيا.

- لاتفيا.

- ليتوانيا.

- بولندا.

- التشيك.

- المجر.

- بلغاريا.

- رومانيا.

 

لم يتبق في حزام الدول الشرق أوروبية والملاصقة لروسيا سوى:
 

- أوكرانيا.

- بيلاروسيا.

- جورجيا.

 

- لذا كلما تسارعت جهود ضم أوكرانيا للناتو وخروجها من تحت العباءة الروسية في الأعوام الأخيرة، زادت حدة الغضب وردة الفعل الروسية.
 

ما سبب التصعيد مؤخراً؟


- روسيا تتعامل بمنطق إن كنتم لن تتوقفوا عن الهجوم فلن أكتفي بالدفاع، وسوف نواجه التوسع بتوسع مضاد.
 

- لذا قررت حشد قواتها وإجراء مناورات كبرى على الحدود وهددت  بشكل غير مباشر وغير رسمي بغزو أوكرانيا والتهام كافة دول شرق أوروبا الصغيرة المنضمة حديثاً للناتو.
 

تأثيرات على الاقتصاد العالمي


- روسيا وأوكرانيا معاً تمثلان نحو 25% من صادرات العالم من الحبوب.

 

- أسعار القمح والذرة ارتفعت جراء مخاوف من حدوث صدمة مفاجئة في المعروض لو حدث غزو.

 

- نفس الأمر ينطبق على سلعة الألومنيوم الذي تساهم روسيا بحصة كبيرة من إنتاجه العالمي.

 

- ارتفاع أسعار الألومنيوم قد يتسبب في ارتفاعات جديدة لأسعار السيارات، وارتفاع أسعار القمح يؤدي لارتفاع أسعار كافة أنواع المخبوزات.

 

- التأثير على أسعار الغاز بدأ قبل أشهر وما زاد لهيب الأسعار هو التغير المناخي والشتاء القارس هذا العام وضعف إمدادات الطاقة المتجددة.
 

 

 

نظام "سويفت" في مواجهة روسيا
 

السلاح النووي: استبعاد روسيا من نظام التحويلات الدولية سويفت SWIFT

كيف بدأت القصة؟


- جرى التلميح أكثر من مرة أن احتمالية استخدام الولايات المتحدة والغرب السلاح الأقوى على الإطلاق وهو استبعاد روسيا وبنوكها ومؤسساتها من نظام "سويفت".

 

- لم يلوح المسؤولون الأمريكيون رسميا وعلانية بالتهديد بـ"سويفت"، لكن بايدن قال لبوتين: لو قررت غزو أوكرانيا، سوف نطعنك بعقوبات لم تر لها مثيلاً من قبل.
 

ما هو "سويفت"؟


- سويفت أو SWIFT هو اختصار لجمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك The Society for Worldwide Interbank Financial Telecommunication.

 

- يضم النظام 11 ألف مؤسسة مالية ومصرفية تقوم بآلاف التحويلات كل ثانية.

 

- مقره بلجيكا، تأسس 1973، يعمل به 3 آلاف موظف.

  

هل يمكن تسييس "سويفت"؟


- "سويفت" يخضع للقانون البلجيكي والأوروبي فقط، لذا ليست هناك أي إلزامية في أي طلب غير أوروبي.

 

- لكن الولايات المتحدة تملك تأثيراً ناعماً غير مباشر تستطيع من خلاله تحقيق ما تريده، عبر تهديد "سويفت"نفسه كما فعلت مسبقاً في سابقة تاريخية وحيدة.

 

- السابقة التاريخية: في 2012 حدثت مرة واحدة بأن تم استبعاد دولة بمؤسساتها وبنوكها من "سويفت"وهي إيران بطلب من الاتحاد الأوروبي وضغط أمريكي.
 

هل  "سويفت" أداة إلكترونية لنقل الأموال؟


- "سويفت" لا ينقل الأموال بل ينقل التعليمات التي تسمح بسحب أو إيداع الأموال، أي أنه ينقل رسائل إلكترونية بشكل لحظي، العام الماضي فقط نقل حوالي 10 مليارات رسالة/تكليف/أمر بين البنوك وبعضها البعض في 200 دولة حول العالم.
 

كيف كانت الحياة قبل "سويفت"؟


- قبل SWIFT كانت البنوك تستخدم نظام TELEX للتراسل ونقل التعليمات فيما بينها، وهو نظام بطيء للغاية مقارنة بثورة التكنولوجيا التي سمحت بتدشين نظام SWIFT.
 

روسيا و"سويفت"


- هناك عضو روسي في مجلس إدارة "سويفت"المكون من 25 عضوا.
 

من يدير "سويفت" ؟


- الإدارة العليا لـ SWIFT التي تشرف على مجلس الإدارة، تتكون من 10 بنوك مركزية هي :

 

- بلجيكا.

- كندا.

- فرنسا.

- ألمانيا.

- إيطاليا.

- بريطانيا.

- الولايات المتحدة.

- سويسرا.

- السويد.

- المركزي الأوروبي.
 

كيف سيكون التأثير على اقتصاد روسيا لو فصلت عن "سويفت"؟


- في الأجل القصير:
 

- الروبل سوف يتدهور بشدة.
 

- البورصة سوف تتراجع دون شك.
 

- العديد من معاملات الصادرات والواردات سوف تواجه عراقيل عدة.
 

- البنوك سوف تضطرب والجهاز المصرفي قد يصيبه شلل.

 

- لكن من ناحية أخرى وعلى الأجل الطويل، سوف يتأقلم الروس خاصة وأنهم يعملون منذ سنوات على تجهيز نظامهم الخاص الموازي  لـ"سويفت".

 

- بدأ العمل الروسي على النظام الموازي لـ "سويفت"منذ أن رصدت الحكومة الروسية أولى علامات الخطر في 2014 بعد أزمة شبه جزيرة القرم، في ذلك الوقت نادت العديد من الدول باستخدام سلاح فصل روسيا عن "سويفت" وبدأت منذ ذلك الحين موسكو في تطوير بدائل.
 

نظام SPFS الروسي


- هو نظام مواز لـ SWIFT.
 

- يضم في عضويته 400 مؤسسة وبنك.
 

- يضم 24 دولة من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابقة.
 

- تولى مسؤولية تنفيذ خُمس الرسائل أو التعليمات بين البنوك وبعضها في 2020.

 

- العيوب:

 

- النظام يعمل خلال ساعات وأيام العمل الرسمية فقط بينما يعمل "سويفت" يعمل 24 ساعة 7 أيام أسبوعياً.
 

- روسيا لا تملك سمعة طيبة في مجال أمن المعلومات.
 

- النظام لا يزال ضيق النطاق ولا يُعتمد عليه بشكل واسع في روسيا أو الدول الصديقة لها مثل الصين.
 

نظام CIPS الصيني


- هو نظام مواز لـ .SWIFT
 

- تم البدء في تطويره بـ 2015.
 

  

لا تزال روسيا حتى اللحظة تعد اقتصادا هيدروكربونيا بامتياز، حيث تعتمد على إيرادات النفط والغاز بشكل كبير في ميزانياتها ومواردها المالية، وبصفتها عضوا رئيسيا في تحالف أوبك بلس استطاعت الاستفادة من ارتفاعات الأسعار مؤخرا لسعر خام برنت الذي لامس في الأيام الأخيرة مستويات الـ 90 دولارا، بينما وبالتزامن مع ذلك تراجعت قليلاً العملة الروسية أمام الدولار ومعها مؤشر البورصة الرئيسي في موسكو.

 

 

أغلق مؤشر MOEX الروسي مرتفعا بنسبة 1% عند 3,489 الجمعة الماضية، منهيا بذلك أسبوعا متقلبا من التداول مرتفعا بنسبة 1.5%، سبب التحسن أن هناك بعض دلائل الاطمئنان وتراجع مخاوف الغزو الروسي مع انطلاق محادثات واتصالات أمريكية روسية، كما أن حديث وزير الخارجية الروسى "سيرجى لافروف" في نفس الأسبوع مع أربع إذاعات محلية عن أن روسيا لا تريد الحرب وحديثه بشكل إيجابى عن المقترحات الأمنية من الولايات المتحدة، كل ذلك ساهم في تحسين أداء مؤشر البورصة.

 

لكن لا يزال المستثمرون يرون مخاطر عدة، يجب أن يوضع بالاعتبار أن المؤشر تراجع بشدة مقارنة بشهر مضى حيث هبط من مستوى 4100 -4200 نقطة إلى مستوى 3400 – 3500 نقطة، لذا لا تؤخذ الارتفاعات بالأسبوع الأخير على محمل الجد.

 

 

الأسهم التي حققت مكاسب: ارتفعت أسهم شركات الطاقة الروسية بنسبة 1.2٪، مدفوعة بسهم تات نفت، (3.6٪). كما تم تداول سهم غازبروم (1.3٪) على اللون الأخضر بفضل تراجع توقعات فرض عقوبات على الشركة المملوكة للدولة، وساهم أيضا في مكاسب هذا الأسبوع قيام شركة نورد ستريم 2 بتسجيل شركة تابعة لها في ألمانيا رضوخا للطلبات السياسية والمتطلبات التنظيمية الألمانية لتشغيل مشروع الأنابيب المعطل.

 


 

المصادر: أرقام – بلومبرغ – atlanticcounciloilprice.

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة