"الياه سات" تبحث فرص استحواذ جديدة وتطلق قمراً صناعياً بحلول 2024

قال علي الهاشمي، الرئيس التنفيذي لمجموعة "الياه سات"، إحدى أكبر مزودي حلول الاتصالات الفضائية عبر الأقمار الصناعية في العالم، إن المجموعة تواصل البحث عن فرص شراكة واستحواذ جديدة بما يتماشى مع استراتيجية أعمالها لإضافة قدرات تقنية جديدة إلى محفظة خدماتها، فيما تواصل العمل على إطلاق قمر صناعي جديد بحلول 2024.

وأضاف الهاشمي – في حوار خاص مع وكالة أنباء الإمارات "وام" – أن الشركة لديها قدرات مالية كبيرة وميزانية عمومية قوية في حال ظهور فرص مقنعة للاستحواذ، مشيراً إلى أن الاستحواذ على " الثريا " للاتصالات قبل عدة سنوات عزز أعمال "الياه سات" وأسهم في تنويعها.

وأوضح أن "الياه سات" تغطي حالياً أكثر من 150 دولة وما يزيد على 80% من سكان العالم، مع تمتعها بوضع جيد لزيادة حصتها من سوق الاتصالات الفضائية العالمي، من خلال الاستفادة من شبكتها العالمية الواسعة التي تشمل أوروبا والشرق الأوسط وأستراليا والبرازيل، مشيراً إلى أن الشركة استفادت خلال السنوات الماضية من علاقاتها مع شركاء الأعمال في إفريقيا وآسيا والبرازيل لتقديم خدمات الاتصالات المتنقلة والثابتة في الأسواق الناشئة وسريعة النمو، وبناء قاعدة قوية من المشتركين في البرازيل عن طريق الشريك "هيوز دو برازيل".

وأشار إلى أن أسطول "الياه سات" يتكون حالياً من 5 أقمار صناعية ذات مدار ثابت بالنسبة للأرض، بالإضافة إلى القمر الصناعي من الجيل القادم "الثريا NGS-4" والذي لا يزال قيد الإنشاء ومن المقرر أن يتم إطلاقه بحلول 2024، على أن يبدأ خدماته في النصف الثاني من العام ذاته، وهو ما سيسهم في توسيع نطاق تغطية الشركة حول العالم، بالإضافة إلى إتاحة الفرص للدخول في أسواق جديدة من جهة، وتوسيع الخدمات من خلال الاستفادة من القدرات المتطورة للقمر الجديد من جهة أخرى.

وبحسب الهاشمي، من المتوقع أن يساهم القمر الجديد "الثريا NGS-4" في تسريع نمو "الياه سات" في قطاعات الأعمال الحالية والجديدة، إلى جانب التقنيات الحديثة التي سترسخ مكانة المجموعة في الاتصالات الفضائية من خلال توفير القدرات العالية والمرونة الفائقة وزيادة السعات وتوسيع نطاق التغطية في جميع أنحاء أوروبا وإفريقيا ووسط آسيا والشرق الأوسط، كما يدعم الجيل القادم من حلول الاتصالات لجميع قطاعات العملاء بما في ذلك الدفاع والحكومات والشركات.

وأشار الرئيس التنفيذي لمجموعة "الياه سات"، إلى أن المجموعة تواصل العمل على تكليفها الرسمي من قبل حكومة دولة الإمارات بإجراء دراسة مفصلة لتقييم وتقديم التوصية لتصنيع قمرين صناعيين جديدين هما "الياه 4" و"الياه 5" بهدف إطلاقهما في العام 2026، حيث سيعمل القمران على زيادة السعة الفضائية التي تقدمها الشركة حالياً لحكومة الدولة من خلال القمرين الصناعيين "الياه 1" و"الياه 2".

وأوضح الهاشمي أن القمرين الصناعيين المحتملين سيسهمان في تعزيز خطط "الياه سات" للنمو المستقبلي من خلال إبرام المزيد من الاتفاقيات طويلة الأجل مع حكومة دولة الإمارات لتقديم خدمات اتصالات فضائية ثابتة، مما سيساعد الشركة على توسيع أعمالها الأساسية في قطاعي البنية التحتية والحلول المُدارة.

وأكد أن قطاع حلول الاتصالات المتنقلة سجل نمواً كبيراً في الإيرادات بنسبة 24% في النصف الأول من العام الجاري، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وشهد طلباً قوياً في الأسواق العالمية، في حين حقق قطاع حلول البيانات "ياه كليك" نمواً قوياً خلال الأشهر الاثني عشر الأخيرة، وذلك بسبب توسع الخدمات التي تقدمها الشركة في إفريقيا، مشيراً إلى إبرام اتفاقية لتوفير خدمات الاتصال للمدارس في زيمبابوي، وطرح عدة مشاريع للاتصالات الخلوية مع التوقيع على عدد من الطلبات الجديدة لخدمات الشبكات المُدارة، مما يدل على قوة هذا القطاع والطلب العالمي المتزايد على خدمات "الياه سات" التجارية.

ولفت الهاشمي إلى أن الطرح العام لأسهم "الياه سات" في سوق أبوظبي للأوراق المالية أتاح للشركة إمكانية الوصول إلى رؤوس أموال جديدة تساعدها على مواصلة بناء شراكاتها الدولية والمحلية، والاستثمار في التقنيات الجديدة لتحقيق مزيد من النمو في المستقبل، بالإضافة إلي تنويع قاعد المساهمين، واستقطاب مزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى الدولة، حيث لاقى الطرح طلباً واهتماماً كبيرين من قبل المستثمرين المحليين والدوليين، وهو ما يشير إلى قوة أعمال الشركة وقدرتها على جذب الاستثمارات.

وذكر أن "الياه سات" تسير بخطى ثابتة لزيادة توزيعات الأرباح للسنة المالية 2022 بنسبة لا تقل عن 2% لتصل إلى 393.3 مليون درهم، يتم دفعها على دفعتين متساويتين ومن المتوقع أن تدفع في أكتوبر 2022 ومايو 2023، بما يؤكد التزام الشركة بتقديم عوائد جاذبة للمساهمين في ظل الأداء القوي، والثقة في التدفقات النقدية المستقبلية، والقدرة على توسيع أعمال الشركة ووضعها المالي القوي.

وقال الرئيس التنفيذي لمجموعة "الياه سات"، أن الشركة ملتزمة بخطط التوطين وتعد من الجهات الرائدة على مستوى الدولة في توظيف وتدريب الكوادر الوطنية، حيث وصل عدد الموظفين الإماراتيين إلى 175 موظفاً مع نهاية العام الماضي، مشكلين نحو 52% من إجمالي فريق عمل الشركة، فيما نهدف إلى الحفاظ على النسبة الحالية من الكفاءات والكوادر الوطنية وتطويرها وفق سياسة تصاعدية تتبناها الشركة.

وأشار إلى أن "الياه سات" تركز على بناء القدرات القيادية والتقنية الداخلية بهدف إعداد كوادر وطنية مؤهلة قادرة على المنافسة في السوق العالمي، وذلك من خلال التركيز على تدريبهم ليكونوا جاهزين لتولي المناصب التنفيذية، موضحاً أن الشركة تعد مركزاً للتطوير والابتكار وحاضناً بارزاً للكفاءات والمواهب في القطاعات الهندسية والاتصالات الفضائية.

وتوقع الرئيس التنفيذي لمجموعة “الياه سات”، مستقبلاً مشرقاً لقطاع الفضاء في دولة الإمارات بفضل المبادرات الحكومية الأخيرة، لا سيما بعد الإعلان عن تأسيس صندوق وطني لدعم قطاع الفضاء بقيمة 800 مليون دولار، إذ يمثل خطوة مهمة في سبيل تحقيق الأجندة الوطنية الطموحة في هذا القطاع، لا سيما في مجال رصد كوكب الأرض، والذي تمتلك فيه الياه سات إمكانيات قوية.

وأكد أن "الياه سات" تعتمد على مكانتها كأحد الأطراف الرائدة في قطاع الفضاء في الدولة، وتواصل الاستفادة من شراكاتها مع نخبة شركات التكنولوجيا العالمية لتطوير وتصنيع التقنيات الفضائية المتطورة والأقمار الصناعية المتقدمة داخل دولة الإمارات، مشيراً إلى أن هذه المبادرات ستلعب دوراً محورياً في دفع عجلة الطموحات الإماراتية في قطاع الفضاء.