نبض أرقام
22:38
توقيت مكة المكرمة

2024/05/14

لماذا تراجع كبير المروجين لصعود سوق الأسهم الأمريكية عن موقفه؟

2022/10/26 أرقام - خاص

"ماركو كلانوفيتش" اسم شهير في عالم أسواق المال الأمريكية، فكبير خبراء الاقتصاد العالمي لدى بنك الاستثمار "جيه بي مورجان" أحد أبرز المروجين لتوقعات ارتفاع السوق منذ بداية العام الجاري تقريبا، ففي الوقت الذي كانت السوق تتراجع ويسود اللون الأحمر شاشات التداول، كان "كلانوفيتش" يطل بين كل فينة وأخرى مبشرا بصعود وداحضا حجج انزلاق الاقتصاد في دائرة الركود، لكن غالبية توقعاته الإيجابية لم يُكتب لها النجاح تقريبا منذ بداية العام مما دفعه لتغيير موقفه بشكل تدريجي.

 

وتنبع شهرة "كولانوفيتش" أيضا كونه حصد المركز الأول بين خبراء الأسهم في استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "Institutional Investor" في العام الماضي وهو ضيف شبه دائم على القنوات التلفزيونية الأمريكية المعنية بالاقتصاد. 

 

وفي أبريل، وعلى الرغم من تراجع الأسواق تقريبا بشكل عام منذ بداية الحرب بين روسيا وأوكرانيا وما كان لها من تداعيات على الاقتصاد العالمي وأسواق المال، دفعت توقعات "كولانوفيتش" الإيجابية بنك "جيه بي مورجان" ليكون الأكثر تفاؤلا بين جميع البنوك المدرجة ضمن مسح "سي إن بي سي" لخبراء السوق، والذي يشمل مستهدفات للمؤشر "إس آند بي 500" بنهاية العام يتم جمعها من كبار خبراء وول ستريت، حيث جادل "كولانوفيتش" في أن التقديرات الجماعية لأرباح "إس آند بي 500" مفرطة في التشاؤم.

 

 

حث المستثمرين على الشراء خلال الانخفاض

 

وفي الوقت الذي تعثرت فيه الأسواق أكثر في الصيف، خرج الخبير الاقتصاد الأمريكي مبشرا بأن سوق الأسهم في وول ستريت تتأهل لتعافٍ تدريجي في العام الجاري وأن المؤشر "إس آند بي 500" سينهي العام دون تغيير على الأرجح لأن المستثمرين استوعبوا بالفعل ووضعوا في اعتبارهم عند "التسعير" اتجاه مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي صوب تشديد السياسة النقدية، وحث المستثمرين مرارا وتكرارا على تحين الفرصة والشراء خلال انخفاض السوق.

 

وفي يونيو، وعلى الرغم من انتشار الرؤى والنظرات التشاؤمية المتعددة النابعة من مخاطر الركود وارتفاع تكاليف الاقتراض، توقع "كولانوفيتش" أن يرتفع المؤشر "إس آند بي 500" الأمريكي نحو 7% مشيرا إلى دعم من مؤسسات الاستثمار بما في ذلك صناديق التقاعد التي تعيد موازنة محافظها.

 

وعارض "كولانوفيتش" خبراء لدى بنوك أخرى مثل "جولدمان ساكس" و"بنك أوف أمريكا ميريل لينش" والذين توقعوا أن يستقر المؤشر "إس آند بي 500" عند نحو 3600 نقطة بحلول نهاية العام.

 

كولانوفيتش كان أيضا من بين أبرز المعارضين في أغسطس الماضي للتوقعات بأن يسجل الاقتصاد الأمريكي ركودا، إذ قال إنه لا يعتقد أن الاقتصاد العالمي ككل سيدخل في ركود وبالتالي فإن الاقتصاد الأمريكي وهو الأكبر في العالم سينجو، مبررا ذلك بأنه يرى أن المستهلكين الأمريكيين، الذين يشكل إنفاقهم أكثر من ثلثي حجم النشاط الاقتصادي، ينفقون بشكل جيد وأن النمو في الصين سينتعش بينما قال إن أوروبا قد تعاني الركود وحدها.

 

ووصل تمسك "كولانوفيتش" بوجهة نظره إلى حد أنه خالف الرئيس التنفيذي لبنك "جيه بي مورجان" نفسه "جيمي ديمون" الذي قال في أغسطس إن "شيئا أسوأ" من الركود قد يأتي. وكان "ديمون" أيضا قال قبل ذلك إنه من المستبعد أن يشهد الاقتصاد ركودا، لكنه في أكتوبر اعترف بتراجع السوق وقال إنه إذا عانى الاقتصاد ركودا قويا، فإن السوق قد تنخفض ما بين 20 و30% أخرى.

 

تنامي المخاطر

 

 

 لكن كولانوفيتش عاد في سبتمبر ليعدل من نظرته قليلا، وقال حينها إن تنامي مخاطر السوق في الوقت الذي تزداد فيه وتيرة التشديد النقدي من جانب البنوك المركزية في معركتها لمكافحة التضخم وبعد تعرض خط أنابيب نورد ستريم الواصل بين روسيا وأوروبا لأضرار.

 

وأضاف أن رؤيته الإيجابية تستند إلى افتراض أن البنوك المركزية لن ترتكب خطأ فادحا على صعيد السياسات وأن الحرب الروسية الأوكرانية تتجه لخفض التصعيد، لكنه بات قلقا بشكل متزايد، مشيرا إلى أن الأهداف السعرية التي وضعها البنك باتت عرضة للخطر إذ يبدو أن محافظي البنوك المركزية في أنحاء العالم يتبنون اتجاها أكثر ميلا للتشديد النقدي عن ذي قبل.

 

وقال كولانوفيتش وقتها: "بينما نظل إيجابيين بالإجماع أو أكثر، فإن تلك الأهداف قد لا تتحقق حتى 2023 أو عندما تنحسر المخاطر في السوق".  ونبه إلى أن تعرض خط نورد ستريم لأضرار يعزز المخاطر ويجعل من الصعب للغاية خفض التصعيد في الأجل القريب.

 

أما في الشهر الجاري، فقد أكد كولانوفتش توقعاته الصادرة في سبتمبر وأكد أن المستوى المستهدف للمؤشر "إس آند بي" عند 4800 نقطة والذي كان "جيه بي مورجان" يتوقع أن يبلغه في نهاية العام الجاري تأجل إلى 2023.

 

وفي أكتوبر أيضا، عاد "كولانوفيتش" مرة أخرى إلى "تقليص" تفاؤله إذ خفّض مخصصات المخاطر في نموذج محفظة البنك بعد أن بات أكثر حذرا بشأن تعافي وول ستريت والاقتصاد بوجه عام.

 

خفض المخصصات

 

 

وخفض "كولانوفيتش" مخصصات الأسهم الحاصلة على تصنيف عند وزن أعلى من السوق، أو التوقعات بأن تحقق الأسهم أداء يفوق أداء السوق، مشيرا إلى المخاطر النابعة من سياسات البنوك المركزية والعوامل الجيوسياسية التي تثقل كاهل السوق.

 

وقال كولانوفيتش إن التطورات الأخيرة على تلك الجبهات، وبالتحديد الخطاب الذي يميل إلى التشديد النقدي من جانب البنوك المركزية وتصاعد الحرب في أوكرانيا، من المرجح أن ترجئ تعافي الاقتصاد والسوق.

 

لكن على الرغم من ذلك تمسك "كولانوفيتش" بموقفه الداعم للمخاطرة بوجه عام بفضل توقعاته بتعافي النمو في آسيا ومراكز المستثمرين المراهنة على الانخفاض مما يحد من المزيد من تراجع الأسهم، وبدا متفائلا بأن الأوضاع ستتحسن بحلول نهاية العام.

 

وقال كولانوفيتش: "نتوقع أن يواصل النمو العالمي إظهار متانته حتى منتصف العام القادم بالنظر إلى انحسار صدمات الإمداد المعاكسة، والتباطؤ المادي للتضخم، ومتانة القطاع الخاص".

 

المصدر: أرقام- بلومبرج- فورتشن- سي إن بي سي

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة