نبض أرقام
21:30
توقيت مكة المكرمة

2024/05/20

السياحة المُفرطة تهدد الوجهات الجاذبة ويُمكن التغلب عليها

2023/10/28 أرقام

- في عام 2019، كان القلق بشأن النمو المفرط للسياحة كبيرًا للغاية لدرجة أن منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة دعت إلى إدارة هذا النمو بشكل مسؤول ومستدام بهدف اغتنام الفرص التي يمكن أن توّلدها السياحة للمجتمعات في جميع أنحاء العالم.

 

- وقد عاد مصطلح "السياحة المُفرطة" إلى الظهور مع انتعاش السياحة في شتى بقاع العالم. وكان هذا واضحًا بشكل خاص في مدن مثل برشلونة، حيث توّلدت المشاعر المناهضة للسياحة استجابةً للإحباط المكبوت بشأن النمو السياحي السريع.

 

- وظهر إحباط محلي مماثل في مدن مشهورة أخرى، بما في ذلك أمستردام ولندن وكيوتو ودوبروفنيك.

 

- في حين كان من المتوقع أن تخلق الجائحة وضعًا طبيعيًا جديدًا للتحوّل إلى السفر المسؤول والمستدام، بات من الواضح أن هذا التحوّل كان قصير الأجل، حيث ارتفع الطلب في عامي 2022 و2023 بعد تخفيف قيود السفر.

 

- ولم تظهر المخاوف بشأن السياحة المُفرطة في المدن الشعبية فحسب، بل وأيضًا في جزر هاواي واليونان، والشواطئ في إسبانيا، والمتنزهات الوطنية في الولايات المتحدة وأفريقيا، والأماكن البعيدة عن الطرق المألوفة مثل المناطق الأقل استكشافًا في اليابان.

 

ما هي السياحة المُفرطة؟

 

 

- تُعد "فريا بيترسن" هي أول من استخدم مصطلح السياحة المُفرطة في عام 2001، والتي أعربت عن أسفها لتجاوزات التنمية السياحية وعجز الإدارة في مدينة بومبي.

 

- وتنجم السياحة المُفرطة - في أبسط صورها- عن الطلب السياحي الذي يتجاوز القدرة الاستيعابية للمجتمعات المُضيفة في الوجهة السياحية.

 

- والسياحة المُفرطة هي ليست أداة صحفية لإثارة قلق المجتمع المُضيف أو تشويه سمعة السياح من خلال النشاط المناهض للسياحة.

 

- كما أنها تتجاوز بكثير مسألة الإدارة – على الرغم من أن سوء الإدارة يؤدي بالتأكيد إلى تفاقم المشكلة.

 

- لذا يتعين على الحكومات على كافة المستويات أن تكون حاسمة بشأن الاستجابات السياسية التي تتحكم في طبيعة الطلب السياحي وألا تقنع فقط بالأرباح التي تتدفق من الإنفاق والاستثمار السياحي.

 

- إذ إنه في كثير من الأحيان، تعمل سلسلة التوريد السياحية على تحفيز الطلب، دون إيلاء اهتمام يُذكر للقدرة الاستيعابية للوجهات السياحية والآثار المترتبة على رفاهية المجتمعات المحلية.

 

- ويجب أن يكون للسياحة المُفرطة أيضًا دوافع ثقافية يتم تكثيفها عندما تتعارض ثقافة السائح مع ثقافة المجتمعات المضيفة – وقد يتجلى ذلك في انتهاك الأعراف العامة، والعادات المزعجة، والسلوكيات غير المقبولة، والإشغال غير المسؤول للمساحة.

 

- وتظهر المشكلة أيضًا عندما تعني الدوافع الاقتصادية للسياحة أن أولئك الذين سيستفيدون من النمو هم أولئك الذين يدفعون ثمنه، لا سيّما عندما يؤدي النمو وتراكم رأس المال المدفوع من الخارج إلى نزوح السكان المحليين وتهميشهم.

 

التغلب على تجاوزات السياحة المُفرطة

 

 

- لطالما تم طرح تقليص أعداد السياح كعلاج للسياحة المُفرطة، وفي حين أن الأمر يبدو وكأنه حل منطقي، إلا أن مسألة قبول المقايضات الاقتصادية لعدد أقل من السياح هو أمر آخر تماما.

 

أمستردام

 

- وقد أصبحت التدابير السياسية الجذرية التي تكسر دورة السياحة المُفرطة أكثر شيوعًا، على سبيل المثال، تحركت أمستردام لحظر السفن السياحية عن طريق إغلاق محطة الرحلات البحرية في المدينة.

 

جزيرة لانزاروت الإسبانية

 

- تجنح جزيرة لانزاروت الإسبانية إلى عدم تشبع الجزيرة من خلال دعوة الصناعة إلى التركيز على السياحة الجيدة بدلاً من الكمية.

 

- وقد انعكس هذا التحول إلى السياح ذوي العائدات الأعلى في العديد من الوجهات الأخرى، مثل بالي، على سبيل المثال.

 

جبل سانت ميشيل

 

- في فرنسا، يُعد مطالبة الزوار بتجنّب جبل سانت ميشيل وبدلاً من ذلك التوصية بالذهاب إلى مكان آخر دليلاً على ذلك.

 

البندقية

 

- يُعد فرض رسوم الدخول والبوابات إلى الأماكن السياحية مثل البندقية رادعًا آخر، ويفترض هذا أن الزائرين لن يعترضوا على الدفع وأن الإيرادات الناتجة يتم إنفاقها على إيجاد الحلول بدلاً من ضياعها في الإيرادات الموحدة للسلطات.

 

- كانت حملات المناصرة والتوعية ضد السياحة المُفرطة بارزة أيضًا، ولكن ما إذا كانت النداءات الموجهة إلى السياح التي تطلب منهم الحد من السلوكيات غير المسؤولة قد كان لها أي تأثير تظل محل شك مع استمرار الحوادث.

 

الحلول المُقترحة لمعالجة السياحة المُفرطة

 

 

- من المرجح أن تكون الحلول للتعامل بشكل مناسب مع آثار السياحة المُفرطة كثيرة ومتنوعة، ويجب أن تكون مصممة خصيصًا للوجهة الفريدة ذات الصلة.

 

- منها أنه يجب على السلطات المحلية أن تنتهج تدابير سياسية تحدد القدرات الاستيعابية، ثم تضمن الالتزام بها، وإذا لم يكن الأمر كذلك، فإنها تتحمل المسؤولية عن تقاعسها.

 

- وفي الوقت ذاته، يجب على السياح أنفسهم تحمل مسؤولية سلوكياتهم وقراراتهم أثناء السفر، لأن ذلك يمكن أن يحدث فارقًا كبيرًا في التأثير على السكان المحليين.

 

- وينبغي لأولئك الذين يستثمرون في السياحة أن يدعموا المبادرات التي تُعلي من شأن الأولويات والاحتياجات المحلية، وليس مجرد ممارسة نموذج لتحقيق أقصى استفادة للمساهمين في سلسلة التوريد.

 

- كذلك يجب على المكاتب السياحية الوطنية ومنظمات إدارة الوجهات دعم التنمية المتوافقة مع الخلفية المحلية بدلاً من مجرد محاكاة المنتجات والخبرات ذات الإنتاج الضخم.

 

- أخيرًا، فإن تجاهل السوابق التاريخية التي أدت إلى المأزق الحالي المتمثل في السياحة المُفرطة وتعليق ذلك على الحلول المبسطة بشكل مفرط يحبط أي جهود لمستقبل سياحي أكثر استدامة وإنصافًا.

 

المصدر: المنتدى الاقتصادي العالمي

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة