نبض أرقام
04:49
توقيت مكة المكرمة

2024/05/31
2024/05/30

ما الذكاء الثقافي؟ ولماذا يعد أمراً حيوياً لنجاح الشركات؟

2023/11/20 أرقام

إن نجاح الأساليب القيادية المعتمدة على التوجيه والتحكم لم تعد فعالة في عالمنا المعاصر سريع التغير، والأكثر ترابطاً من ذي قبل، ويحتاج قادة اليوم إلى امتلاك القدرة على التعامل مع اختلاف الثقافات بطرق أكثر سهولة ويسر، بجانب تطوير مهاراتهم الشخصية والمهنية باستمرار لتواكب مجريات القرن الحادي والعشرين. 

 

ويُعرف مصطلح الذكاء الثقافي من منظور القادة، بأنه القدرة على فهم الاختلافات الثقافية، والتكيف معها، وتطويعها في سبيل نجاح فرق العمل والمنظمات التي تتسم بالتنوع، وهي عملية تنطوي على استيعاب العادات، والسلوكيات، والتطلعات الخاصة بالثقافات المختلفة، وتعديل نهج القيادة وفق هذه المقتضيات. 

 

وتنبع أهمية تمتع القادة بالذكاء الثقافي من كثرة تعرضهم للتعامل مع موظفين، وعملاء، وشركاء من خلفيات ثقافية متعددة، وكون فهم واحترام قيم هذه الثقافات أمراً حيوياً لضمان التواصل الفعال، وتحقيق التعاون، فضلاً عن أهميته بالنسبة لعملية صناعة القرار. 

 

ويستطيع القادة ممن يتمتعون بذكاءٍ ثقافي عالٍ خلق بيئة تتسم بالاحتواء، يشعر فيها الموظفون من مختلف الثقافات بالتقدير، وتعزز استعدادهم الشخصي لبذل أفضل ما لديهم، كما يؤهل الذكاء الثقافي القادة للتعامل مع النزاعات، وحلها، والحيلولة دون تصاعدها وتأثيرها على طرق تعامل الموظفين مع بعضهم البعض. 

 

 

وعلى صعيد الشركات العالمية، أو تلك التي تتطلع إلى التوسع في الأسواق الدولية، فإن وجود قادة ذوي ذكاء ثقافي يعزز من قدرتها على فهم ديناميكيات الأسواق المحلية، وتطويع استراتيجياتها التسويقية لتناسب مختلف المجتمعات، بالإضافة إلى تكوين شبكة من العلاقات الضرورية لدعم توسعها. 

 

وقد تؤدي الأخطاء الناجمة عن قصور فهم الشركات لثقافات المجتمعات المحلية إلى تضرر سمعتها، وتحقيق خسائر مالية، ولعل ما حدث مع شركة "إتش آند إم" العالمية المتخصصة في مبيعات الملابس بالتجزئة؛ في عام 2018 خير دليل على ذلك، بسبب عرض ترويجي تسبب في وصفها بالعنصرية، وعدم مراعاتها للحساسيات الثقافية. 

 

لذا، فإن قدرة القادة على تحقيق التوازن بين احترام الاختلافات الثقافية والأهداف التنظيمية، يعد عاملاً حاسماً بالنسبة لنجاح المؤسسات وسياسات العمل بها، فضلاً عن مدى جاذبية الشركات في سوق العمل، وقدرتها على استقطاب أفضل المواهب، والحفاظ على رأس مالها البشري. 

 

المصدر: فوربس 

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة