نبض أرقام
19:29
توقيت مكة المكرمة

2024/05/22

تقرير البنك الدولي: رُوّاد المسار الرقمي ودور الشباب في اقتصاد العمل الحرّ عبر الإنترنت

2023/11/26 أرقام

هل يمكن أن تتخيل وظيفة يكون لك فيها مطلق الحرية لتقرر أين تعمل، ومتى تعمل، وأي المشاريع التي تعمل عليها؟

 

وفقًا لتحليل البنك الدولي الأخير للبيانات، هذه هي بالضبط الطريقة التي يتحدى بها 243 مليون شاب في شتى بقاع العالم المسار الوظيفي التقليدي، خاصةً في البلدان النامية، حيث يطمحون إلى الحصول على أجور أعلى ووظائف لا تتوفر بسهولة بالقرب من منازلهم.

 

في السياق ذاته، كشف تقرير البنك الدولي الأخير "عمل بلا حدود"، عن استخدام العديد من الشباب المنصات الرقمية للوصول إلى الوظائف من جميع أنحاء العالم وتبني العمل الحر عبر الإنترنت بدلاً من السعي إلى الحصول على وظائف محلية متدنية الأجر.

 

وهم يؤدون وظائف قائمة على المهام يتم تسهيلها من خلال منصات الوظائف المؤقتة عبر الإنترنت، ويطورون مهاراتهم باستمرار، ويحاولون البقاء في صدارة المنافسة والتكنولوجيا المتطورة.

 

تكتسب طريقة العمل هذه شعبية كبيرة بين الشباب، إذ لم يعد العمل الحر عبر الإنترنت نشاطًا هامشيًا في سوق العمل، بل بات يشكل ما يصل إلى 12% من القوى العاملة العالمية.

 

ويشكل الشباب أكثر من نصف هذه القوة العاملة، وهي نسبة تتجاوز حصتهم النسبية من إجمالي العمال. من خلال فهم ما يدفع الشباب للانضمام إلى اقتصاد العمل الحرّ عبر الإنترنت، يمكن لواضعي السياسات والمنظمات التي تدعم الشباب تسخير هذا الاتجاه وتوفير المزيد من فرص العمل مع تمكين الشباب.

 

لماذا يكسر الشباب التقاليد ويعملون عبر الإنترنت؟

 

 

- وفقًا لتقرير البنك الدولي، فإن أحد الأسباب الرئيسية لانجذاب الشباب بشكل متزايد إلى العمل الحر عبر الإنترنت هو مرونته المتأصلة.

 

- إذ يوفر العمل الحر المؤقت عبر الإنترنت دخلًا إضافيًا للطلاب ويُكسبهم خبرة واسعة في مجالهم أثناء متابعة دراستهم.

 

- وبالمثل، يمكن للمهنيين الشباب في بداية حياتهم المهنية الاستفادة من القدرة على صقل مهاراتهم باستمرار بما يتماشى مع متطلبات السوق.

 

- بالإضافة إلى مرونة العمل، يوفر العمل الحر عبر الإنترنت أيضًا فرصة لكسب أجر أعلى مقارنةً بالتوظيف التقليدي.

 

- إن إمكانات الدخل هذه، إلى جانب القدرة على أن يكون المرء رئيس نفسه والوصول إلى فرص العمل في المناطق التي قد يكون فيها الطلب المحلي على العمالة منخفضًا، تجعل العمل الحر عبر الإنترنت خيارًا جذابًا للكثيرين.

 

- كما أنه يمكّن الناس من تغطية فجوات الدخل وتحقيق قدر أكبر من الاستقرار المالي.

 

أين يعيش أصحاب العمل الحر عبر الإنترنت؟

 

 

- على عكس الافتراضات الشائعة، كشف بحث البنك الدولي عن أن عددًا كبيرًا من أصحاب الوظائف المؤقتة عبر الإنترنت ينحدرون من بلدات أصغر بدلاً من المناطق الحضرية الرئيسية.

 

- وهذا يمثل فرصة ثمينة للشباب الذين يعيشون في المدن الصغيرة، حيث قد يكون هناك شح في فرص العمل المحلية.

 

- قد لا يحتاج العاملون في الوظائف المؤقتة عبر الإنترنت إلى الانتقال إلى المدن الكبيرة للعثور على عمل، لكنهم يحتاجون إلى الوصول إلى الإنترنت، وأجهزة رقمية موثوق بها.

 

- في البلدان ذات التغطية العالية للإنترنت، تكون النسبة المئوية للعاملين في الوظائف المؤقتة عبر الإنترنت من المدن الصغيرة أعلى بشكل ملحوظ، مما يسلط الضوء على أهمية توسيع نطاق الوصول إلى الإنترنت لمعالجة مشكلة عدم المساواة المكانية في أسواق العمل.

 

هل توسيع نطاق الوصول إلى الإنترنت كافٍ؟

 

 

- الإجابة هي بالقطع لا. لقد كشف استطلاع البنك الدولي عن وجود اختلافات بين البلدان ذات المستويات المماثلة من تغطية الإنترنت، مما يشير إلى وجود عقبات أمام عمل الوظائف المؤقتة عبر الإنترنت تتجاوز الوصول إلى الإنترنت.

 

- على سبيل المثال، في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تقل نسبة الشباب الذين يؤدون أعمالًا عبر الإنترنت في المدن الصغيرة على الرغم من ارتفاع تغطية الإنترنت، مما يسلط الضوء على الفرص المحتملة غير المستغلة.

 

ما هي فوائد العمل الحر عبر الإنترنت لمختلف العمال؟

 

 

- يوفر العمل الحر عبر الإنترنت أجورًا وفرصًا أفضل للشباب بغض النظر عن تحصيلهم العلمي.

 

- على سبيل المثال، في منطقة خيبر بختونخوا الباكستانية، يكسب أصحاب الوظائف المؤقتة عبر الإنترنت أكثر من عمال القطاع غير الرسمي، حتى بعد التكيف مع عوامل التعليم والعمر والحالة الاجتماعية وساعات العمل.

 

- ومع ذلك، يشير البحث إلى أن العمال الحاصلين على تعليم جامعي بشكل عام لديهم فرص أكبر للوصول إلى الوظائف ذات الأجور الأعلى.

 

- كذلك، يمكن أن يوفر العمل الحر عبر الإنترنت فرصًا للشابات من خلال توفير المرونة التي تشتد الحاجة إليها لكسب الدخل أثناء تحمل المسؤوليات المنزلية.

 

- في العديد من البلدان، تكون المرأة ممثلة بشكل أفضل في اقتصاد الوظائف المؤقتة مقارنة بسوق العمل غير المتصل بالإنترنت.

 

- في حين أن المهارات التقنية والرقمية مهمة، فإن الشباب يركزون أيضًا على أهمية تعلم مهارات التواصل وإدارة الوقت للنجاح كعاملين في الوظائف المؤقتة.

 

مواجهة التحديات المحتملة لعمل الوظائف المؤقتة عبر الإنترنت

 

 

- في حين أن عمل الوظائف المؤقتة عبر الإنترنت ينطوي على إمكانات هائلة، فإن معظم أصحاب الوظائف المؤقتة عبر الإنترنت – شأنهم في ذلك شأن الوظائف غير الرسمية الأخرى في البلدان النامية – لا يتمتعون بحماية اجتماعية كافية.

 

- رغم افتقار معظم أصحاب الوظائف المؤقتة من الشباب إلى التأمين الصحي أو مخصصات واستحقاقات الشيخوخة، فإنهم يتطلعون إلى أكثر من مجرد استحقاقات الضمان الاجتماعي التقليدية.

 

- فهم حريصون على تطوير مهاراتهم ويريدون الدعم المالي للاحتياجات المتعلقة بالعمل مثل أجهزة الكمبيوتر والأجهزة، مما يسلط الضوء على الحاجة إلى برامج الحماية الاجتماعية المستهدفة.

 

- على الرغم من التحديات، يطمح معظم العاملين الشباب في الوظائف المؤقتة إلى تنمية حياتهم المهنية كعمال مستقلين عبر الإنترنت ويريدون كسب المزيد من خلال العمل الحر بدوام كامل أو بدء وكالاتهم الخاصة.

 

- يمكن لواضعي السياسات وأصحاب المصلحة دعم توظيف الشباب والمهارات الرقمية من خلال توفير الوصول إلى الإنترنت والأدوات الرقمية والتدريب بأسعار معقولة.

 

- وهناك أيضًا فرصة أمام صانعي السياسات للشراكة مع المنصات عبر الإنترنت لتصميم برامج مبتكرة توسع تغطية الحماية الاجتماعية للعمال غير الرسميين وتُلبي الاحتياجات المتطورة لهذه القوى العاملة الديناميكية، مما يشكل مستقبلًا أفضل للعمل.

 

المصدر: البنك الدولي

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة