هل يعد نظام تسعير تذاكر الطيران الأمريكية مؤامرة ضد الركاب؟

كثرت التساؤلات في الأسابيع القليلة الماضية حول أسلوب تقييم تذاكر شركات الطيران الأمريكية لقيمة التذاكر وما إذا كانت هذه القيمة عادلة أو تمثل ظلما للراكب، ففي السبعينيات كانت الحكومة تقوم بتسعير قيمة التذكرة التي كانت ثابتة لدي جميع شركات الخطوط الجوية، وفقا لصحيفة "واشنطن بوست".



وكانت الحكومة تعتمد في تقييمها على طول الرحلة، ولم تكن الأسعار أحد عوامل المنافسة بين شركات الطيران، بل كان التنافس بينهما يعتمد على عوامل أخرى مثل مستوى الخدمة وحسن معاملة الركاب.

لكن كل هذا تغير منذ عام 1978 عندما قام الكونجرس بتحرير قطاع الطيران، فلم يعد من سلطة الحكومة تحديد أسعار التذاكر مما نتج عنه تراجع حاد في أعداد شركات الطيران العاملة بالولايات المتحدة.

تآمر

وأصبحت كل شركة تحدد أسعار تذاكرها بما يروق لها، ورغم أن بعض معايير التسعير منطقية مثل فاتورة الوقود التي تمثل أكبر تكاليف قطاع الطيران وطول الرحلة ورواتب العاملين إلا أن البعض الآخر لا يكون كذلك بل ويحمل ظلما للراكب.



وأصبحت شركات الطيران تتفنن في فرض الرسوم المختلفة على الركاب، فمثلا تختلف أسعار التذاكر وفقا ليوم السفر، فأيام السبت والثلاثاء والأربعاء هي الأرخص في أسعار التذاكر مقارنة ببقية أيام الأسبوع، كما تختلف الأسعار وفقا لموقع المقعد الذي يجلس عليه الراكب حيث تكون المقاعد الوسطى هي الأقل تكلفة.

وفي ضوء ما سبق فقد تجددت التساؤلات مؤخرا حول مدى عدالة هذا النظام في تسعير تذاكر الطيران، وتقوم وزارة العدل الأمريكية حاليا بالتحقيق حول ما إذا كان هذا النظام قد نتج عن "تآمر شركات الطيران" ضد الركاب.

آليات التسعير

وأشار التقرير إلى أن أسعار تذاكر الطيران تمثل نموذجا مصغرا لما يعرف باسم "آليات التسعير" وهي قدرة المؤسسات في أي مجال اقتصادي على تغيير أسعارها وفقا لمدى استعداد العملاء للدفع، وتقوم شركات الطيران على سبيل المثال بحسابات إلكترونية معقدة لاستطلاع القيمة التي يستعد الراكب لدفعها مقابل الرحلة الجوية ومن هنا تقرر رسومها.

وربما هذا ما يبرر استمرار ارتفاع أسعار تذاكر الطيران على الرغم من التراجع الملموس في أسعار النفط، حيث تمثل تكاليف الوقود حوالي ثلث إجمالي نفقات تشغيل القطاع، فكيف يعقل أن تظل ترتفع قيمة التذاكر مع انخفاض تكاليف الوقود؟ لكن يبدو أن الشركات لا تمرر هذا التراجع إلى المستهلكين.

ووفقا لموقع "هوبر" الذي يراقب أسعار تذاكر الطيران فان الشركات قد تمرر أقل من نصف ما وفرته بفاتورة الوقود فقط إلى الركاب.