نبض أرقام
08:13
توقيت مكة المكرمة

2024/05/16
2024/05/15

ماذا يتعلم أصحاب الأعمال من أحد أغنى الأثرياء في تاريخ البشرية؟

2015/12/19 أرقام

أبرز "المنتدى الاقتصادي العالمي" أهم الدروس المستفادة من أحد أنجح نماذج الأعمال على مر التاريخ وهو المصرفي الألماني "جاكوب فوجر" الذي عاش في العصور الوسطى، ويعد أغنى رجل في عصره وأحد أغنى الأثرياء في تاريخ البشرية، فثروته تقدر بـ 2% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

 

 

وقد ولد "فوجر" في عام 1459 في مدينة "أوجسبورج" في جنوب ألمانيا لأسرة تعمل بتجارة المنسوجات، واستطاع تنمية نشاط الأسرة بصورة خيالية حتى أصبح أكبر تاجر وممول في عصره، فقد كان المصرفي الشخصي لاثنين من أباطرة الرومان، كما كان يقرض الأمراء وعلية القوم، لكنه لم يكن يستعيد القروض وفوائدها في صورة أموال سائلة وإنما كان يحصلها في صور مادية أخرى كالخامات الصناعية والمعادن النفيسة.

 

وكان يحصل على الفضة مقابل تمويل أمراء النمسا، والنحاس مقابل إقراض كبار القوم في المجر، ونجح في احتكار أسواق بعض هذه المعادن، وهو أول من أسس حسابات التوفير المصرفية، وكان يقدم فائدة بـ 5% لعملائه، وكان يستغل تلك الحسابات للتوسع في تجارته واستثماراته.

 

 

وقد جذبت قصة هذ الرجل الصحفي الأمريكي السابق لدى "وول ستريت جورنال" ومحلل السندات الحالي في نيويورك "جريج ستينميتز" ودفعته لتأليف كتاب عنه، وأبرز خلاله الدروس المستفادة من "فوجر" لإنجاح الأعمال والتي لا تزال صالحة للعصر الحالي، ورصد الموقع عدداً من هذه الدروس.

 

الدروس المستفادة من "جاكوب فوجر"

   الدرس المستفاد                                                           الشرح

ــ الإعداد المبكر

 

حصل "فوجر" على خبرة عالمية في مرحلة مبكرة من حياته، فقد ترك منزل الأسرة في ألمانيا وسافر للعمل كحرفي في "فينيسيا" بإيطاليا وهو دون الـ 18 من عمره، فتعلم عديدا من المهارات مثل إعداد الحسابات وتعلم لغة جديدة وإنشاء شبكة من المعارف في مرحلة مبكرة من حياته، وأفاده ذلك كثيراً لاحقاً لأن "فينيسيا" كانت تعد مركز التجارة والتمويل في القرن الـ 15.

الدرس المستفاد للعصر الحالي: تعلم لغات جديدة، السفر للخارج، الحصول على دورات تدريبية تكميلية.

ــ الدقة في الحسابات

 

كان معظم المصرفيين في عهده لا يهتمون بإعداد سجلات لحساباتهم المصرفية، ومن يفعل ذلك منهم يقوم به على نحو غير دقيق، أما "فوجر" فحرص على إعداد سجلات تفصيلية للحسابات، وكان يطالب فروع مصرفه المنتشرة في العديد من المدن الأوروبية بتقديم كشوف سنوية مفصلة عن تعاملاتها، ثم يقوم بنفسه بعمل كشف كامل وموحد لكافة أصول والتزامات مؤسسته مما يساعده على اتخاذ القرارات الصائبة حول حجم القروض التي تستطيع المؤسسة تقديمها والشروط المتعلقة بها.

الدرس المستفاد للعصر الحالي: متابعة الميزانية الشخصية باستمرار منذ وقت مبكر، وتخصيص بعضها للتوفير أو الاستثمار، فالكثير من شباب العشرينيات يتجاهل ذلك ثم يندم في وقت لاحق.

 

ــ المخاطرة المحسوبة

 

لم يكن لدى "فوجر" في بداية نشاطه ميزة تنافسية تمكنه من التفوق على منافسيه، حتى جاءته الفرصة عندما احتاج الأمير "سيجموند" ــ أحد أمراء "النمسا" ــ قرضاً، ورفضت كافة المصارف إقراضه لما يعرف عنه من بذخه واستهتاره، لكن "فوجر" قرر إقراضه ليس في مقابل المال وإنما في مقابل الحصول على منجم الفضة الذي يمتلكه الأمير، ونجح في إدارة المنجم الذي أدر عليه عائدات ضخمة.

الدرس المستفاد للعصر الحالي: النجاح في الأعمال يتطلب أحياناً نسبة من المخاطرة شريطة أن يتأكد الشخص من قدرته على إدارة نتائج تلك المخاطرة.

ــ عدم الخضوع للاستغلال

 

كانت علاقة "فوجر" بالأسرة المالكة الرومانية أحد أهم أسباب نجاحه وانتعاش نشاطاته، فلم يكن يقدم القروض لأمرائها وأباطرتها ومن بينهم الامبراطور الروماني "تشارلز الخامس" شخصياً وهو أقوى رجل دولة في عصر النهضة، لكنه كان حريصاً على عدم وقوعه فريسة للاستغلال من جانبهم على الرغم من مراكزهم، فكان يحرص على إحكام السيطرة على شئونه والتأكد من أن الاستفادة تشمل الطرفين، ولم يكن يتردد في الانسحاب إذا شعر بالاستغلال.

الدرس المستفاد للعصر الحالي: لا مانع من الاستعانة بأصحاب الخبرة والمناصب القيادية في مشوار الأعمال والشعور بالامتنان لمساندتهم، لكن يجب الانتباه دوماً لعدم التعرض للاستغلال من جانبهم، فيجب أن تكون العلاقة مجزية للطرفين معاً.

ــ الحفاظ على النجاح

 

حتى سن الأربعين كانت أنشطة "فوجر" تتميز بالجرأة الشديدة، فكان يعقد صفقات مرتفعة العائد لكنها مرتفعة المخاطر أيضاً، وقد استطاع بذلك مد شبكة أعماله من ألمانيا إلى جميع أنحاء العالم بما فيها المكسيك، فأصبح أغنى رجل في عصره وربما في كل العصور، أما في النصف الثاني من حياته فقد انتهج سياسة أكثر حرصاً وأقل مخاطرة في استثماراته، وركز على كيفية الحفاظ على الثروة والنفوذ اللذين حققهما طوال حياته، وكانت استثماراته في هذه المرحلة تدر أرباحاً بنحو 7%، وعلى الرغم من أنه معدل لا بأس به إلا أنه لم يكن بنفس الوتيرة الجامحة التي شهدتها أعماله في المرحلة الأولى من حياته.

الدرس المستفاد للعصر الحالي: استغلال مرحلة العشرينيات في تنمية النفس والمهارات الشخصية، أما الثلاثينيات فهي المرحلة المثالية لبدء التطوير السريع للأعمال الذي يمهد للمكانة التي يصبو إليها الشخص في الأربعينيات، ثم بعد ذلك تأتي مرحلة الحفاظ على الثروة وإعداد الجيل القادم لحمل شعلة النشاط.

 

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة