نبض أرقام
05:34
توقيت مكة المكرمة

2024/05/19
2024/05/18

ما أبرز النظريات التي أسهمت في فوز أصحابها بجائزة "نوبل" في العلوم الاقتصادية؟

2016/10/10 أرقام - خاص

كل عام يتم منح جائزة "نوبل" في عدة مجالات مختلفة – العلوم والآداب والطب والسلام- وتحتل أسماء الفائزين عناوين الصحف الدولية، لسبب يبدو وجيها، وهو أن الحاصلين على الجائزة الأكاديمية الأشهر والأرفع قيمة على مستوى العالم يكونون عادة على قمة مجالاتهم.

لكن لجائزة نوبل في العلوم الاقتصادية قصة مختلفة بعض الشيء، فعندما توفي الملياردير السويدي الشهير ومخترع الديناميت "ألفريد نوبل" في العام 1895 ترك ثروته ليتم استخدامها لإنشاء جائزة باسمه تمنح في خمسة مجالات مختلفة لم تكن العلوم الاقتصادية واحدة منها.



وعلى الرغم من أن جائزة نوبل في الفئات الخمس الأصلية منحت لأول مرة في العام 1901، إلا أن نسخة الجائزة في الاقتصاد تأسست فقط في العام 1968 في الذكرى الـ300 لتأسيس بنك السويد المركزي وهي ممولة بشكل كامل من البنك، لتمنح لأول مرة في العام 1969 لكل من النرويجي "ركنر فرش" والهولندي "يان تينبرجن".

ويحصل الفائز بالجائزة على ميدالية ذهبية وجائزة مالية يتزايد مقدارها على مر السنوات، حيث حصل آخر فائز بالجائزة العام الماضي "أنغوس ديتون" على شيك بثمانية ملايين كورونة سويدية (860 ألف يورو).

وفي هذه المقالة توضيح لـ 4 من أهم النظريات الاقتصادية الرائدة التي حازت على جائزة نوبل التذكارية في العلوم الاقتصادية والتي أسهمت بشكل كبير في تشكيل الواقع الحالي والتأثير على الحياة اليومية.

نظرية "تصميم الآلية" .. "هورفيتش" و "ماسكين" و"ميرسون" عام 2007.




للفائزين الثلاثة بجائزة نوبل التذكارية في العام 2007 ( "ليونيد هورفيتش" و"إريك ماسكين" و"روجر ميرسون") مساهمات كبيرة في وضع وتطوير أسس نظرية "تصميم الآلية" والتي توفر إطارا لتحليل أوضاع السوق في ظل سيناريوهات وظروف أقل مثالية، وضبط عمليات التداول التجاري بما يحقق أكبر قدر من المنافسة النزيهة.

ولغير الاقتصاديين نظرية "تصميم الآلية" على الرغم من التعقيد وطابعها الرياضي، إلا أنها مثيرة للإعجاب من الناحية الفنية ولها أهمية كبيرة في كثير من مجالات الاقتصاد وجوانب من العلوم السياسية.

حيث تسعى النظرية إلى تحديد الحالات التي سوف تعمل بها استراتيجية أو آلية معينة بكفاءة مقارنة مع الحالات التي لن تعمل بها نفس الاستراتيجية بكفاءة.

ومثال على نظرية "تصميم الآلية" هو المزاد، حيث يكون هناك الباعة ( الذين يريدون سعرا أعلى للسلعة المعروضة) والمشترون (والذين يريدون أقل سعر) يتنافسون لتعيين قيمة الصفقة،  وفي نفس الوقت لا يمتلك الطرفان جميع المعلومات المتوفرة لدى الطرف الآخر، ولا يمكن لأي طرف معرفة أي شي عن ما يحجبه نظيره من معلومات بمجرد سؤاله عن ذلك ببساطة، لأنه قد لا يكون من مصلحته الكشف عنها.

وهنا يأتي دور نظرية "تصميم الآلية" حيث تسعى النظرية إلى تحديد أين ستحدث الثغرات المختلفة في المعلومات حتى يتمكن كل طرف من تجنبها.

الاقتصاد السلوكي .. "كانيمان" في العام 2002 بعد وفاة "تفيرسكي"



ذهبت الجائزة في العام 2002 لعالم النفس "دانييل كانيمان" وذلك بفضل تقديمه لرؤى متكاملة من البحوث النفسية في العلوم الاقتصادية وخاصة تلك المفاهيم المتعلقة بطريقة اتخاذ القرارات وبلورة المواقف في ظروف الشك وعدم اليقين.

وأظهرت بحوث "كانيمان" أن الأشخاص يميلون أحياناً إلى خيارات اقتصادية غير عقلانية لا تمثل مصالحهم الخاصة، وهو المفهوم الذي يعتبر واحداً من أهم الأعمال المؤثرة فيما يعرف اليوم بـ"التمويل السلوكي".

واشترك"كانيمان" في بحوثه مع عالم النفس الرياضي "عاموس تفيرسكي" إلا أن الأخير لم يتمكن من الحصول على الجائزة بسبب وفاته في العام 1996، ليصرح بعدها "كانيمان" في مقابلة أجرتها معه "نيويورك تايمز" قائلاً "أشعر بأنها جائزة مشتركة، فقد كنا مثل التوأم لأكثر من عقد من الزمان".

وعلى سبيل المثال لاحظت بحوث "كانيمان" و"تفيرسكي" أن الأشخاص ينفقون عادة المزيد من الجهد من أجل توفير بضعة دولارات في عملية شراء صغيرة أكثر من تلك التي يبذلونها لتوفير نفس المبلغ في عملية شراء كبيرة.

"المعلومات غير المتماثلة" .. "أكيرلوف" و "سبنس" و"ستيجليتز" عام 2001



فاز "جورج أ أكيرلوف" و"مايكل سبنس" و"جوزيف ستيجليتر " بالجائزة في العام 2001 لتحليلهم الأسواق وفق أسلوب "المعلومات غير المتماثلة".

ويعتبر مفهوم المعلومات غير المتماثلة واحداً من المفاهيم العميقة والمهمة جداً في الاقتصاد إلا أنه أصبح لا يحظى إلا بالقليل جداً من اهتمام الجمهور (وربما حتى من الاقتصاديين أنفسهم).

حيث أظهر الباحثون أن النماذج الاقتصادية المبنية على أساس توافر معلومات كاملة لدى طرفي المعاملة المالية هو أمر مضلل بشكل كبير.

في العام 1970قام "جورج أ أكيرلوف" بنشر أحد الأوراق البحثية المؤثرة عن المعلومات غير المتماثلة تحت عنوان "السوق من أجل الليمون"، وأوضحت الورقة لماذا يمكن للأسواق أن تنهار عندما يعرف الباعة عن المنتجات أكثر مما يعرفه المشترون (أو العكس)، فلا يهم مدى العقلانية التي يتمتع بها الناس، أو مدى جودة الأسواق، المعلومات غير المتماثلة تسبب دائماً الكثير من المشاكل.

لماذا تعتبر المعلومات غير المتماثلة بالغة الأهمية لفهم الأسواق المالية؟ افترض مثلاً أنك تأتي إلي لتعرض علي بيع أسهم تمتلكها مقابل 100 دولار للسهم الواحد، أنا حينها أبدأ بالتفكير لماذا تعرض علي بيعه بسعر 100 دولار؟ ربما تقوم ببيع الأسهم لأنك تريد الاستثمار في السندات، أو تستعد للتقاعد، أو تحتاج إلى دفع نفقات طبية مفاجئة.

ولكن هناك احتمالات أخرى أيضاً، وهو أنك تعتقد أن السهم يستحق أقل من 100 دولار، وبالتالي أنت تحاول التخلص منه، وهو ما يجب أن يجعلني أكثر حذرا بشأن قبول عرضك.

ولكن في المقابل، إذا فرحت أنا بالسعر المعروض علي، فمن المفروض أن تستنتج أنت أن لدي سببا للاعتقاد بأن السهم يستحق أكثر من 100 دولار، وهو ما يفترض أن يجعلك تشعر بالقلق.

في سوق مثالي مليء بمتعاملين عقلانيين، هذا يعني أن التداول يعتبر نادرا جدا، وحقيقة أن حجم التداولات ضخم هو لغز مستمر لدى الاقتصاديين، لا يمكن تفسيره في النظريات الكلاسيكية العقلانية المثالية.

نظرية اللعبة .. لكل من "جون ناش" ورفقائه عام 1994



لا يمكن الحديث عن أبرز النظريات الاقتصادية التي أسهمت في فوز أصحابها بالجائزة المرموقة وننسى واحدة من أهم النظريات في القرن العشرين وهي "نظرية اللعبة".

نظرية الألعاب هي عبارة عن تحليل رياضي لحالات تضارب المصالح يمكن من خلالها التوصل إلى أفضل الخيارات الممكنة لاتخاذ قرارات تؤدي إلى الحصول على أفضل نتيجة ممكنة في ظل الظروف المعطاة.

في العام 1994 منحت الأكاديمية الجائزة لـ "جون ناش" و "جون هارسني" و"رينهارد سولتن" لتحليلهم الريادي للتوازن في نظرية الألعاب غير التعاونية".

" الألعاب غير التعاونية" هي تلك التي يقوم فيها المشاركون بإبرام اتفاقات غير ملزمة، ليقوم فيها كل مشارك ببناء قراره على أساس توقعه لكيفية تصرف الطرف الآخر.

وقام ناش بصياغة ما سمي بـ"توازن ناش" والذي يتناول مفهوم الحل الشامل للألعاب غير التعاونية، ويحدث بين مجموعة من الاستراتيجيات كل واحدة منها هي الرد الأمثل على البقية.

واحدة من أشهر تطبيقات نظرية الألعاب هي "معضلة السجينَين" والتي تعتبر النواة الأساسية لمشكلة التعاون ضمن النظرية.

 وتتضمن اللعبة متهمين، لا يملك المحقق أدلةً كافية على أي منهما لإثبات الجريمة.

الخيارات المتاحة أمام كل متهم أثناء التحقيق هي: إما أن يشهد على المتهم الآخر أمام القاضي، أو أن يلتزم الصمت.

في حال آثر المتهمان الصمت، لا تستطيع المحكمة إثبات التهمة على أي منهما، ويحكم على كل منهما بالسجن ستة أشهر فقط. أما لو شهد أحد المتهمين على صاحبه، يخرج الشاهد دون حكم ويحكم على الآخر بالسجن عشر سنوات.

إذا اختار كلا المتهمين أن يشهد على الآخر، يحكم على الاثنين بخمس سنوات من السجن. كلا المتهمين لا يعلم بقرار الآخر أثناء التحقيق معه.

طبقا لتوازن ناش، تكمن المعضلة في غياب التواصل بين السجينين، فالخيار العقلاني يؤدي بشكل جمعي إلى أسوأ نتيجة وهي السجن للجميع خمس سنوات، في حين أن الخيار اللاعقلاني  (التزام الصمت) يؤدي إلى عقوبة أقل سوءاً وهي السجن ستة أشهر.

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة