هل تعتمد هذه المدينة الأمريكية على الطاقة المتجددة بنسبة 100% فعلا ؟

تشتهر مدينة لاس فيجاس الأمريكية بالترف ونمط الحياة الفاخر وترتبط في الأذهان عادة بصور الفنادق والكازينوهات الشهيرة والغالية أيضاً، لكنها باتت تتصدر عناوين الصحف لأسباب أخرى، بعدما أعلنت اعتماد مرافقها بشكل كامل على الطاقة المتجددة.

وتم تحقيق هذا الإنجاز في ديسمبر/ كانون الأول الماضي عبر اتفاق مع شركة مرافق الطاقة التابعة لولاية نيفادا "NV Energy"، حيث سيتم تزويد المدينة بالطاقة الشمسية عن طريق إحدى المحطات قرب مدينة "بولدر" المجاورة.

إلى جانب الطاقة التي ستزود بها الشركة المدينة، فكل المباني العامة والحدائق وإشارات المرور وإنارة الشوارع في لاس فيجاس ستعتمد على مصادر الطاقة المتجددة، بحسب تقرير لموقع "أويل بريس".

وهذا يجعل من لاس فيجاس أول مدينة كبيرة في الولايات المتحدة تحقق هذا الاعتماد الضخم على الطاقة الخضراء، ليعود مستوى الانبعاثات الكربونية داخلها إلى مستوياته المسجلة عام 1950، بحسب سلطات المدينة.

ملامح التحول



- تعود جهود لاس فيجاس في هذا الصدد إلى عام 2006، عندما وقع عمدة المدينة "أوسكار غودمان" على اتفاق مؤتمر عمد الولايات المتحدة لحماية المناخ، وبعد ذلك بعامين تم وضع الأهداف من قبل مجلس المدينة.

- شملت الأهداف زيادة إنتاج الطاقة المتجددة والحد من الانبعاثات عبر إستراتيجية مستدامة، ومنذ ذلك الاتفاق استثمرت المدينة في عدة مشاريع للطاقة المتجددة والآن تخصص 70 مليون دولار لخدمة الإستراتيجية.

- إلى جانب محطة الطاقة الشمسية قرب مدينة "بولدر"، يوجد محطة أخرى بقدرة 3 ميجاوات في مرفق مكافحة تلوث المياه في المدينة، والذي بدوره يوفر الطاقة اللازمة لمعالجة مياه الصرف الصحي على نطاق واسع.

- في أكتوبر/ تشرين الأول القادم من هذا العام ستستقبل المدينة 2 ميجاوات من الطاقة المولدة من سد "هوفر".

- انخفضت تكاليف الطاقة في المدينة من 15 مليون دولار عام 2008 إلى 10 ملايين خلال 2016، وبحسب سلطات لاس فيجاس فإنها أول مدينة بهذا الحجم في الولايات المتحدة تعتمد 100% على الطاقة المتجددة.

هل تتشجع مدن أخرى؟



- ترى سلطات المدينة أنها باتت مثالاً ساطعاً على ما يمكن إنجازه في الاعتماد على الطاقة الخضراء، وتعتقد أن هذا سيدفع العديد من المدن الرئيسية الأخرى لتحذو حذوها.

- محللون يختلفون مع هذه الرؤية ويقولون إنه من الصعب القول بأن نجاح مدينة يحفز مدنا أخرى، لكن من الواضح أن هناك المزيد من المدن والولايات بالفعل التي تطلع للاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة.

- أشار تقرير "ديليوت" حول آفاق الطاقة المتجددة خلال 2017 إلى أن انخفاض تكاليف طاقة الرياح والشمس يشعر المستهلك الأمريكي بثقة أكبر للاستفادة من خيارات الطاقة المتاحة.

- العديد من الكازينوهات في المدينة دفعت مؤخراً مقابل إلغاء عقود تزويدها بالطاقة، مع خطط لشراء وإنتاج الكهرباء من المصادر المتجددة، وترجع هذه الإستراتيجية بشكل كبير لأسباب تجارية.

- في حين تتوافر كميات كبيرة من الكهرباء الرخيصة في نيفادا وكاليفورنيا من الطاقة الشمسية، لا يقتنع الجميع بأن لاس فيجاس تشغل جميع المباني العامة لديها بشكل كامل اعتمادا على الطاقة المتجددة.

تشكك



- بعض المحللين يرون أن لاس فيجاس لا تعتمد كلياً على الطاقة المتجددة وأنها تدعم الطاقة لديها بمصادر من الغاز الطبيعي، بحجة أنه ما دامت المدينة تستمد طاقتها من الشبكة فإنها لا تختار المصادر التي تزودها.

- يعتقد معهد أبحاث الطاقة "Institute for Energy Research" أن من غير المناسب لأي مدينة كبرى تشغيل جميع مرافقها اعتماداً على المصادر المتجددة، خاصة أن أغلب مصادر الكهرباء في الولايات المتحدة تقوم على الفحم والغاز.

- تعتبر مصادر الطاقة المولدة من الفحم والغاز والمفاعلات النووية أكثر موثوقية، بينما طاقة الرياح والشمس غير موثوق بها وتحظى بطبيعة متقطعة.

- تستهدف سان دييغو الاعتماد 100% على مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2035، وهناك مدن رئيسية أخرى مثل سان فرانسيسكو ونيويورك تنوي تعزيز اعتمادها على الطاقة المتجددة لكنها لم تتعهد بالاعتماد كلياً على هذه المصادر.

- الوقت وحده قادر على إثبات ما إذا كانت لاس فيجاس قادرة على الاعتماد بشكل كامل على مصادر الطاقة المتجددة، أم أن إدارة "ترامب" الأقل تشجيعاً لهذا النمط سيكون لها أثر على هذا التوجه.