نبض أرقام
01:08
توقيت مكة المكرمة

2024/05/18
2024/05/17

هل تتجه أسعار النفط نحو ارتفاع آخر؟

2018/02/05 أرقام

يدعم ارتفاع أسعار النفط ثروات المنتجين حول العالم، وأكد ذلك رفع صندوق النقد الدولي توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي لأكبر ست دول منتجة للنفط في تحديث رؤيته لعام 2018 مع تنامي التجارة العالمية، بحسب تقرير لـ "بروجيكت سينديكيت".

 

 

وتؤدي زيادة الإيرادات النفطية إلى تحسين الأوضاع المالية لمعظم الاقتصادات المنتجة للخام، وفي أمريكا سجلت الولايات الخمس التي حققت أكبر مكاسب في إنتاج النفط هذا العقد نموا في العمالة بنسبة 2.75% العام الماضي أي ضعف المتوسط ​​الوطني، وارتفع إجمالي عدد منصات النفط في الولايات المتحدة بنسبة 50% تقريبا.

 

وفي الوقت نفسه، فإن مضاعفة تكاليف الطاقة تستحوذ على جزء كبير من ميزانيات الأسر الأمريكية، حيث تبلغ هذه التكاليف نحو 6.5% من الإنفاق الاستهلاكي، مستنزفة القدرة الشرائية للأسر ذات الدخل المنخفض.

 

قوى العرض والطلب

 

 

- يرجع هذا الأثر جزئيا إلى الارتباط القوي بين ارتفاع أسعار النفط العالمية والانكماش الاقتصادي الأمريكي الذي وثقته دراسة لـ "جيمس هاميلتون" من جامعة كاليفورنيا أظهرت أنه على مدى التاريخ سبق كل ركود اقتصادي ارتفاع في أسعار النفط، كما أن كل ارتباك في سوق الخام يعقبه ركود.

 

- كما لوحظ سابقاً، فارتفاع أسعار النفط مرتبط بزيادة النمو، وفي الوقت الذي أشارت فيه دراسة "هاميلتون" إلى تأثير ارتباك العرض، فإن ما حدث خلال العامين الماضيين يمثل مجموعة من قوى العرض والطلب.

 

- الأهم من ذلك، أنه مع هذا الارتفاع في أسعار الطاقة، انخفض سعر صرف الدولار بنحو 10%، وبما أن النفط يتم تسعيره بالدولار في السوق العالمية، أثر هذا الانخفاض على المشاركين في السوق وفق العرض والطلب.

 

- يزيد ضعف الدولار من القوة الشرائية للشركاء التجاريين الأمريكيين ما يؤدي إلى زيادة الطلب على الطاقة، ويبيع منتجو النفط غير الأمريكيين سلعاً مقومة بالدولار ولكنهم يستهلكون سلة من السلع المقومة بالدولار وغيره.

 

- يخفض ضعف العملة الأمريكية أسعار صادراتهم بالنسبة للواردات وبالتالي يقيد العرض، ويعني زيادة الطلب وانخفاض العرض ارتفاع سعر النفط بالدولار.

 

- اكتسب انخفاض سعر الدولار زخماً مؤخراً خاصة مع تصريحات وزير الخزانة الأمريكي "ستيفن منوتشن" الذي أبدى ترحيبه بضعف الدولار.

 

الدولار وتكاليف الطاقة

 

 

- أثار ذلك تكهنات بأنه يسبب ارتفاع تكاليف الطاقة، إلا أن محللين يرون أن الإجابة هي لا بشكل مؤقت، وفقاً لثلاثة أسباب رئيسية.

 

- أولها أن الدولار انخفض مقابل معظم العملات الرئيسة ولكنه أقل من نظرائه لدى الشركاء المهمين في الأسواق الناشئة مثل الصين.

 

- أما السبب الثاني هو أن بعض الزيادة في أسعار النفط ترجع إلى فرض قيود على العرض من جانب أعضاء منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" وكبار المنتجين خارجها وعلى رأسهم روسيا.

 

- بدأت أسعار الخام صعودها مع خفض الإنتاج من قبل "أوبك" في نهاية عام 2016، وهي الآن مرتفعة مقارنة بالسلع الصناعية الأخرى، ويتسبب انخفاض قيمة الدولار الذي يؤدي إلى تآكل العرض وزيادة الطلب في تغيير ذلك.

 

- يمكن أن تكون أسعار النفط المرتفعة جداً ضارة بقدر ما تكون أسعاره منخفضة جداً بالنسبة لسوق متوازنة تتسق مع استثمارات رأس المال طويلة الأجل.

 

- قد يتحول المسؤولون في "أوبك" في مثل هذه الظروف إلى توسيع العرض مع الحفاظ على الأسعار عند مستوياتها الحالية.

 

- يتمثل السبب الأخير في أنه عندما يتعلق الأمر بالعرض، فلا يمكن إغفال الزيادة في إنتاج الولايات المتحدة بفضل التقدم التكنولوجي في إنتاج النفط الصخري، فهي تستعد لزيادة إنتاجها هذا العام بأعلى مستوى في تاريخها.

 

 

- مع ذلك، ظل المنتجون الأمريكيون معتدلين حتى الآن في زيادة الإمدادات بسبب رغبة مالكي الأسهم في تحقيق المزيد من الأرباح وخفض الإنفاق الرأسمالي، ولكن تكنولوجيا الإنتاج تتطور والأسعار آخذة في الارتفاع.

 

- من المرجح أن آثار صدمة الطاقة على الاقتصاد وإن كانت غير جيدة لن تخل بالنمو، ولكن لا بد من توخي الحذر مع أسواق السلع الأساسية المتقلبة.

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة