نبض أرقام
13:27
توقيت مكة المكرمة

2024/05/17
10:10
05:12

كيف تمهد كاليفورنيا الطريق أمام مستقبل الطاقة بينما تهزم أوجاعها البيئية في آن واحد؟ (2-2)

2018/02/21 أرقام

لم تكن الجوانب الاقتصادية والشعور بالمسؤولية العالمية المحرك الوحيد لشغف وطموح السلطات في كاليفورنيا إزاء مستقبل الطاقة، فآثار التغيرات المناخية كانت وبالًا على الولاية، فتارة تتعرض للجفاف وتارة تشهد فيضانات هائلة، ناهيك عن حرائق الغابات.

 

تناول الجزء الأول من تقرير "فاينانشيال تايمز" اصطدام جهود صناعة الطاقة الشمسية بمعوقات أبرزها السياسات والتوجهات الحكومية، وهي نفس التحديات التي ربما تنال من عزم كاليفورنيا للتصدي للتغيرات المناخية.

 

شكوك حول فاعلية الجهود
 

- خلال الحملة الانتخابية عام 2016، كثيرًا ما شكك "دونالد ترامب" في التهديدات التي يشكلها التغير المناخي، الذي وصفه عام 2012 بأنه خدعة من اختراع الصين، وهو توجه يعمق دائرة الانتقاد والشك في جهود كاليفورنيا.
 

- قال المؤلف والأكاديمي "بيورن لومبرج" الذي يؤمن بحقيقة التغير المناخي لكن يعارض السياسات الاقتصادية المكافحة له، إن الجهود الحثيثة التي تبذلها الولاية في هذا الشأن ستحملها نفقات باهظة وستنتهي إلى لا شيء.
 

 

- حتى لو نجحت كاليفورنيا في مواصلة خفض تكاليف الطاقة وتمسكت بالأنماط الجديدة لتوليد الكهرباء لبقية القرن، وفقًا لحسابات النموذج القياسي للجنة المناخ التابعة للأمم المتحدة، ستنخفض الحرارة بمقدار 0.008 درجة فهرنهايت فقط، بحسب "بلومبرج".
 

- لكن يبدو أن الولاية لا تملك سوى المضي قدمًا، ففترات الجفاف قد تغدو أطول، والفيضانات ربما تصبح أكثر كثافة، وستتسع رقعة انتشار الحرائق المحتملة، إذا لم يوضع حد للتغير المستمر في المناخ.

 

- شهد جنوب كاليفورنيا مناخًا جافًا خلال أغلب السنوات الأخيرة، ما جعل بعض المناطق تعتمد ليس فقط على الأمطار، وإنما على تساقط الثلوج الكثيف في المناطق الشمالية من الولاية أيضًا.
 

- التغير المناخي يؤثر على الثلوج في الولاية، والتي تشكل جزءًا كبيرًا من جبال سييرا نيفادا، وهي محور أساسي في إدارة مياه كاليفورنيا، وقديمًا كان الجليد يذوب تدريجيًا ويغذي الأنهار، بينما الآن تفيض المياه سريعًا.
 

 

حلول مبتكرة ونظيفة للغذاء
 

- على بعد بضعة أميال إلى الجنوب من مدينة لوس أنجلوس، تقع بلدة صغيرة تدعى فيرنون، يزيد سكانها على 100 شخص قليلًا، ويبدو إيقاع الحياة بها مملًا فالبيوت والمصانع متشابهة إلى حد كبير ولا حدائق.

 

- لكن داخل واحدة من المصانع الصغيرة في فيرنون يعمل "إريك إلستاد" على ما يعتقد أنها بداية ثورة في قطاعي الغذاء والطاقة، تقودها شركته "لوكال روتس فارمز" التي أسسها عام 2013.

 

- تُحول "لوكال روتس فارمز" حاويات الشحن المستخدمة إلى مزارع مكتفية ذاتيًا عالية الإنتاجية، باستخدام تكنولوجيا بسيطة رغم أنها تفرز في النهاية ما يشبه مختبرات عصر الفضاء المزودة بتقنيات فائقة.

 

 

- وفقًا لـ15 مركزًا بحثيًا عالميًا، فإن النظام الغذائي اليومي للأرض والذي يشمل إنتاج الأسمدة وتخزين المواد وتعبئتها، يشكل ثلث الانبعاثات الدفيئة التي يتسبب فيها البشر، وبالتالي الحد من التغير المناخي يتطلب تقليل انبعاثات الزراعة.
 

- يعمل مهندسو الزراعة والبرمجة لدى "لوكال روتس" على جمع البيانات حول نمو النباتات والظروف المحيطة بها داخل كل حاوية، ويغذون بها شبكة عصبية افتراضية قائمة على نظام الحوسبة السحابية.

 

- هذه الشبكة العصبية تصقل مهارات ومعرفة الخوارزميات بالمحاصيل، والنتيجة هي إدارة آلية جزئيًا لكل شيء تواجهه النباتات منذ الثانية الأول لحياتها.

 

- يقول "إلستاد": يحاول المزارعون السيطرة على البيئة المحيطة منذ الأبد، والآن لدينا مجموعة فعالة من الأدوات والبيانات والتقنيات لاتخاذ قرارات أفضل، علاوة على توفير الطاقة.
 

 

- تنقل الفواكه والخضراوات في الولايات المتحدة لمسافات يصل متوسطها إلى 2400 كيلومتر، بينما متوسط المسافة التي تقطعها منتجات "إلستاد" تصل إلى 80 كيلومترًا فقط، ما يجعلها حلًا مثاليًا لتوطين الزراعات محليًا.
 

- يدعي "إلستاد" أن مزارعه المصغرة القابلة للنقل "تيرافارمز" تستهلك مياه أقل بنحو 99% من الحقول المفتوحة التقليدية، نظرًا لقدرة ابتكاره على إعادة تدوير واستخدام المياه في نظام الزراعة دون تربة الخاص به.

 

- علاوة على ذلك، يمكن لكل حاوية إنتاج 4 آلاف رأس من الخس كل 12 يومًا، أي ما يعادل محصول أربعة أفدنة من الأراضي الزراعية.

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة