نبض أرقام
00:34
توقيت مكة المكرمة

2024/05/18
2024/05/17

في عالم النفط.. الشركات الأكبر حجمًا لم تعد الأفضل بعد الآن

2018/04/15 أرقام

بدأت بعض شركات الطاقة الكبرى في العالم تدعو إلى الاقتصاد في النفقات بعدما عرفت ذات مرة بإنفاقها الهائل على عمليات التنقيب الطموحة، وتزامن ذلك مع ميل المستثمرين على نحو متزايد للمنتجين الذين يمنحون مدفوعات نقدية أكثر، بدلًا من زيادة نشاط التنقيب لضخ كميات أكبر من النفط.

 

وبحسب تقرير لـ"وول ستريت جورنال" فإن أفضل منتج نفط في الولايات المتحدة أداءً من حيث حركة السهم خلال العام الماضي، لم يكن "إكسون موبيل" بل "كونوكو فيليبس" التي خفضت حجمها وأعطت الأولوية لإعادة شراء الأسهم وتوزيع الأرباح عن النمو المحقق في السنوات الماضية.

 

وكان لذلك بالغ الأثر في ارتفاع سهم الشركة بنسبة 29%، متفوقًا على أداء مؤشر "إس آند بي 500" وجميع المنافسين في الولايات المتحدة، بينما هبط سهم "إكسون" خلال نفس الفترة بنسبة 9%.

 

 

نضوج السوق

 

- يشير نجاح "كونوكو" إلى أن المستثمرين يبحثون عن شيء مختلف لدى شركات النفط الكبرى هذه الأيام، يعلن نهاية الأيام الخوالي التي اشتروا فيها أسهم "إكسون" و"شيفرون" ليستفيدوا من الأرباح الكبيرة المصاحبة لارتفاع أسعار النفط.

 

- يقول مدير المحافظ الاستثمارية لدى "كامبيار إنفستورز" "تيم بيرانيك"، الذي يدير أصولًا بقيمة 18 مليار دولار، إن صناعة النفط والغاز في طريقها للانتقال إلى سوق أكثر نضجًا في الولايات المتحدة.

 

- على مدى العقد الماضي، تمكنت صناعة النفط الصخري الناشئة أثناء تطورها من جذب الكثير من المستثمرين الباحثين عن النمو، والآن تريد قاعدة المساهمين العائد على رأس المال.

 

- مع استمرار ارتفاع إنتاج الخام الأمريكي، فهناك تهديدات دائمة لمسيرة الأسعار بسبب الإمدادات الجديدة، لذا أصبح المستثمرون أكثر تشككًا في النمو، وبدلًا من ذلك فالبحث عن المدفوعات النقدية هو الاتجاه السائد.

 

 

إستراتيجية فريدة

 

- بدأت "كونوكو" هذا التحول في عام 2012، عندما فصلت أعمال التكرير، وأغلقت وحدة التنقيب عن النفط في المياه العميقة، واختارت توزيع المزيد من التدفق النقدي الحر على المساهمين بدلًا من إعادة استثماره.

 

- كان عدد قليل من قادة قطاع النفط في ذلك الوقت يقتفون نفس الأثر، الذي وصفه الرئيس التنفيذي للشركة "ريان لانس" بالمكان الجميل للغاية.

 

- تشكلت الإستراتيجية من وجهة نظر مفادها أن زيادة إنتاج النفط الأمريكي من شأنه خلق حقبة جديدة من عدم اليقين، علمًا بأنه تجاوز بالفعل مؤخرًا 10 ملايين برميل يوميًا مسجلًا مستوى غير مسبوق على الإطلاق.

 

- يقول "لانس" إن مدة دورات الأسعار تتسارع فتواصل الإمدادات تسجيل قمة (مستوى ذروة) تلو الأخرى وقاع تلو الآخر، لكن بدلًا من مطاردة الدورات صعودًا وهبوطًا، ركزت "كونوكو" على رأس المال المستدام.

 

- يقصد برأس المال المستدام، سعر النفط الذي تحتاجه الشركة للحفاظ على الإنتاج مستقرًا ودفع توزيعات أرباح وضخ استثمارات جديدة، وبحسب "لانس" بلغ هذا المعيار 40 دولارًا، ما يعني تحقيق "كونوكو" فائضًا كبيرًا الآن.

 

 

التميز والاختيار الصعب

 

- في حين عززت بعض الشركات عمليات إعادة شراء الأسهم وتوزيع الأرباح، قليل منها حققت رأس مال مستدام منخفض، وتحول العديد منها إلى بيع الأصول لتحقيق التوازن بين الإنفاق والعائد النقدي وبين ما تحقق العمليات.

 

- على سبيل المثال، رفعت شركة "هيس كورب" قيمة برنامجها لإعادة شراء الأسهم بمقدار مليار دولار، بينما من المتوقع أن تجني 1.6 مليار دولار من عملياتها مقابل إنفاق 2.1 مليار دولار، ما يعني عجزًا قدره 1.5 مليار دولار.

 

- باعت "هيس" أصولًا بأكثر من 3 مليارات دولار العام الماضي، وقال مسؤولون تنفيذيون إنهم يخططون للوصول إلى مرحلة يولدون فيها ما يكفي من السيولة لدفع مقابل الاستثمارات الجديدة بحلول 2020.

 

- تحقق "إكسون" و"شيفرون" اللتان تتمتعان بحجم أكبر بكثير من "كونوكو"، أرباحًا أعلى وتمنحان توزيعات نقدية لم تنخفض منذ انهيار أسعار النفط في عام 2014، ولديهما تاريخ طويل من إعادة شراء الأسهم بمليارات الدولارات.

 

- مع ذلك "شيفرون" علقت إعادة شراء الأسهم عام 2015 لكن من المتوقع أن تستأنفه قريبًا، ومن ناحية أخرى خفضت "إكسون" برنامجها إلى حد كبير ولم تبد أي نوايا لتعديله.

 

 

- لم تكن مسيرة "كونوكو" الأخيرة عبر طريق معبد لا عقبات به، فرغم أنها كانت من أكبر مانحي توزيعات الأرباح، لكنها خفضت هذه المدفوعات بمقدار الثلثين تقريبًا أوائل عام 2016، مع انهيار أسعار النفط.

 

- لكن الأسعار عاودت الارتفاع، وزادت بنحو 26% خلال الأشهر الستة الماضية، بيد أنها لم تنعكس على حركة أسهم شركات النفط كما في الماضي، ما يعكس افتقاد بعض المستثمرين للثقة في هذه الموجة الصعودية.

 

- في هذا المناخ، من المرجح أن يفضل مستثمرو الأسهم منتجين مثل "كونوكو" لتمسكهم بسياسات تقشفية، يراها محللون نوعًا من الانضباط في القطاع النفطي.

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة