نبض أرقام
06:43
توقيت مكة المكرمة

2024/05/22
2024/05/21
21:06

"تآكل الحقيقة" آفة العصر الحديث.. الآراء تطغى والمعلومات تتراجع

2018/06/08 أرقام - خاص

على الرغم من أن العصر الذي نعيشه يطلق عليه "عصر المعلومات" بسبب التدفق الاستثنائي وغير المسبوق للمعلومات وسهولة الوصول إليها (بشكل عام) إلا أن هذا لم يمنع من انتشار ظاهرة خطيرة في الآونة الأخيرة وهي "تحلل (تآكل) الحقيقة".

 

والمقصود بنظرية تحلل الحقيقة هو تراجع دور الأخيرة في الحياة العامة، لا سيما في اتخاذ القرارات وتبني اتجاهات اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية بناء على العواطف والآراء وليس بناء على الحقائق والتحليلات المنطقية.

 

 

ويقول مركز "راند" للدراسات إن هناك أربعة مظاهر لأزمة "تحلل الحقيقة" وهي:

 

المظهر

مثال

خلافات متصاعدة حول الحقائق

 

والمثال على ذلك التغيرات الجذرية والمفاجئة في مسألة الطعام المعدل جينيًا، وفي مسألة حق حمل السلاح في الولايات المتحدة وكيف يتغير كل منهما مع أي دراسة أو حادثة تطفو على السطح.

 

وجود خط غائم (غير واضح) بين الحقيقة والرأي

 

وما يسهم في ذلك هو غياب معايير الفصل بين الخبر والرأي في بعض الصحف ومن ضمنها صحف كبرى وذات شهرة كبيرة مثل "نيويورك تايمز".

 

وجود اعتماد كبير على الخبرات الشخصية والرأي على حساب الحقائق

 

ولعل أبرز قضية يبدو فيها تأثير هذا الأمر من خلال مزج الرأي بشدة في قضية تأثير الهجرة على معدلات الجريمة والتوظيف في الولايات المتحدة في ظل تبني آراء مناهضة للمهاجرين بدرجة أكبر من الإحصاءات حولهم.

 

تراجع الثقة في بعض المصادر "المحترمة" للحصول على الحقائق

 

ولعل ذلك ينعكس في وجود تراجع كبير في ثقة الجمهور فيما تعلنه الحكومات والصحف والمواقع الإلكترونية والشركات والسياسيون وفقًا لما تؤكده استطلاعات الرأي.

 

 

 

أسباب ظاهرة "تآكل الحقيقة"

 

كما أن هناك 4 أسباب رئيسية وراء تلك الظاهرة وفقًا لموقع "أيكل آند فاجان":

 

السبب

التفسير

الانحياز الإدراكي

 

يميل الناس عمومًا إلى وضع ما يتلقونه من حقائق في إطار يدعم معتقداتهم السابقة، بما يجعلهم "واعين أو غير ذلك" يرون الحقيقة بطريقة معينة تدعم ما يعتقدونه ولا تتعارض معه، وبالتالي لا تعرضهم لـ"صدمات" نفسية شديدة في اختلاف الواقع عن نظرتهم له.

 

تغير نظام المعلومات

 

ولذلك أكثر من شكل لعل أهمها زيادة نصيب وسائل التواصل الاجتماعي من سوق الأخبار والمعلومات بشكل مضطرد بما يجعل الأخبار في كثير من الأحيان بلا أساس راسخ ويسهل ترويج الرأي على أساس أنه معلومة أو خبر.


تغير نظام الإعلام التقليدي بحيث أصبح يبث طوال 24 ساعة ولجميع أيام الأسبوع بما يزيد من أهمية الأرباح على حساب المحتوى، ويجعل الأخير أقل قوة وتأثيرا بسبب إما التكرار أو الرغبة في ملء ساعات البث بمحتوى بعيدًا عن جودته ومصداقيته، فضلًا عن نشر المعلومات والأخبار الكاذبة على نطاق واسع باستخدام الإعلام التقليدي وغير التقليدي.

 

عدم تناسب نظم التعليم مع طبيعة العصر الحالي

 

مع الكم الكبير للغاية من المعلومات الذي يغرق وسائل الإعلام المختلفة فإن الشخص يحتاج بصورة أكبر إلى أن يتعلم كيفية "التفكير النقدي" وليس مجرد التفكير الخلاق أو المبدع وبالطبع ليس مجرد التفكير التقليدي.


والفكرة هنا أن نظم التعليم المختلفة لا تدعم فكرة التفكير النقدي إلا في حالات نادرة، بما يؤثر على المتلقي بما يحصل عليه من معلومات.

 

الاستقطاب السياسي والاقتصادي والاجتماعي والديموغرافي

 

لا شك أن تزايد الاستقطاب في عالمنا المعاصر كان له أثر كبير في تفاقم تأثير ظاهرة "تحلل الحقيقة" فهو يؤدي إلى طغيان الرأي على الحقائق، وزوال الخط الفاصل بين كليهما، فضلًا عن الإدارك الانتقائي الذي يستهدف معلومات بعينها لتفسيرها في إطار رؤية محددة.

 

 

 

التأثيرات العامة للظاهرة

 

وتعتبر مجلة "إيكونوميست" أن لظاهرة "تحلل الحقيقة" 4 تأثيرات عامة رئيسية:

 

التأثير

الشرح

استحالة النقاش المنطقي

 

في ظل انحيازات لا تقوم على الحقائق قدر ما تبنى على الآراء والتحيزات المسبقة، فإن النقاش المتحضر أمر صعب الوصول إليه.

 

صعوبة المواءمة والتوافق

 

مع اعتماد الأشخاص في أغلب الوقت على أحكام مبنية على الرأي وتتسم بالتعصب فإنه يصعب الوصول إلى الحلول الوسط التي تشكل في كثير من الأحيان جوهر الديمقراطية، بما يجعل التحزب يتزايد بشكل مضطرد.

 

انسحاب الناس تدريجيًا من الحياة العامة

 

مع ضعف الثقة في المؤسسات كلها فإن الأشخاص يميلون أكثر فأكثر للانعزال على أنفسهم من والبقاء في المنطقة "الأكثر راحة" لهم، بعيدًا عن تأثير المؤسسات التي يشككون في أولوياتها وأساليبها.

 

عدم اليقين في السياسات

 

فكرة غياب المعلومات والاعتماد على الآراء لم تصب العامة فحسب بل أصابت الكثير من صناع القرار سواء سياسيًا أو اقتصاديًا بما يجعل التنبؤ بالسياسات المستقبلية للكثير من الدول والشركات أمرًا صعبًا بشدة ويزيد من حالة اللايقين التي تفاقم دورها من "تآكل الحقيقة".

 

     

التأثيرات الاقتصادية للظاهرة

 

يشير موقع "بيزنيس جرو" إلى أن الأزمة في أن تأثير الأزمة الاقتصادية يشمل.

 

التأثير الاقتصادي

الشرح

تراجع الثقة

 

كشف استطلاع للرأي أن 60% من المستهلكين الأمريكيين مثلًا أصبحوا يعاملون الإعلانات على أنها "أخبار كاذبة" ولا يثقون فيما يتلقونه من معلومات منها

 

الشائعات تطغى

 

استطلاع آخر أشار إلى أن 48% من المستهلكين قد يتوقفون عن شراء منتج ما مفضل لهم إذا رأوا أخبارا "مزعجة" عنه حتى إذا اعتقدوا بشدة أن تلك الأخبار قد تكون مزيفة

 

التشكيك في الشركات

 

فمع غياب الثقة في المؤسسات بشكل عام فإن الشركات تكون أكثر عرضة للتشكيك فيها بسبب أنها هادفة للربح لذا يرى كثيرون أنها قد تتجاوز عن كافة القواعد والأخلاقيات للوصول إلى الربحية.

 

 

 

كيفية مكافحة الظاهرة وتلافي آثارها

 

من الثابت قطعًا أنه يصعب على أي شخص أو مؤسسة أن تحارب ظاهرة عامة بشكل منفرد، فما يفعله المجموع لا يبطله فرد بشكل عام.

 

ولكن هناك بعض النصائح التي من شأنها أن تقلل من آثار الظاهرة وتعمل على محاربتها.

 

النصيحة

الشرح

لا تنشر الأخبار الزائفة

 

اعمل باستمرار على التأكد مما تنشر سواء كنت شخصا أو شركة أو غير ذلك، يسهم ذلك في بناء مصداقية مع الجماهير قد تقلل من تأثير تلك الظاهرة

 

لا تصمت

 

تجاهل الشائعات في كثير من الأحيان يقويها لأنها لا تجد "كلامًا مختلفً" يعارض ما يقوله مروجو الشائعات، لذا فإن الصمت نصيحة سيئة بشكل عام

 

امزج بين الإعلام التقليدي والحديث

 

فلكل منهما مميزاته، فالاجتماعي أكثر حرية والتقليدي أكثر مصداقية، لذا فإن عليك أن تكون صورتك الذهنية من كليهما وليس من أحدهما

 

خاطب العقل والمشاعر سويًا

 

فخطاب العقل أفضل وأطول أثرًا لكنه لا يفلح مع البعض، لذا فإن عليك أن تجمع بين نوعي الخطاب وأن تجيد فيهما

 

 

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة