نبض أرقام
02:54
توقيت مكة المكرمة

2024/05/18
2024/05/17

الإنفاق على التكنولوجيا..سر الشركات الكبرى الذي يزيد قيمتها أكثر فأكثر

2018/08/07 أرقام

ربما تتحقق شكوك المحللين بأن الشركات الكبرى في كل مجال تمضي قدما بعيدا عن نظيراتها ومنافساتها حيث تستحوذ على نصيب الأسد من الإيرادات والأرباح والإنتاجية، وكان للمحللين عدة تفسيرات لذلك من بينها تولي مديرين بارزين للشركات الكبرى والأتمتة وهوس الدمج والاستحواذ وضعف الإجراءات التنظيمية وغيرها.

 

ووفقا لتقرير نشرته "وول ستريت جورنال"، فإن بيانات تظهر أن سر نجاح "أمازون" و"جوجل" وغيرهما هو الاستثمار بكثافة في تقنياتها، ولكن مع وجود أنواع مختلفة من الإنفاق على خدمات تكنولوجيا المعلومات.

 

 

هيمنة من نوع آخر

 

- خلال العقود الأولى من ثورة الحواسب الشخصية، كانت معظم الشركات تشتري أجهزة وبرمجيات جاهزة، ثم بعد ظهور الحوسبة السحابية، تحولت تلك الشركات إلى الخدمات الخاصة التي تعرضها كيانات مثل "أمازون" و"جوجل" و"مايكروسوفت" بشكل جاهز.

 

- تكمن الميزة التنافسية الرئيسية هنا في أن الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات يعتمد على توظيف مطورين وابتكار برمجيات تمتلكها وتستخدمها تلك الشركات الكبرى حصرا.

 

- أفاد أحد الأكاديميين بجامعة "بوسطن" "جيمس بيسن" أن شركات التكنولوجيا مثل "جوجل" و"فيسبوك" و"أمازون" و"آبل" وشركات في قطاعات أخرى مثل "جنرال موتورز" و"نيسان" و"فايزر" دشنت برمجياتها الخاصة على أجهزتها بدلا من الاعتماد على مصادر خارجية.

 

- كانت النتيجة أن الاقتصاد الحديث والمشكلات المحيطة بهذا الاقتصاد هي عدم المساواة في الدخل في تلك الشركات فضلا عن وجود هيمنة من نوع آخر واحتكار للتكنولوجيا والمزيد من التوسع.

 

- لا يقتصر إنفاق الشركات الكبرى في تكنولوجيا المعلومات على الولايات المتحدة فحسب، بل يمتد إلى ما يقرب من 25 دولة أخرى، وهناك فجوة تتسع باستمرار في نمو الإنتاجية بين الشركات الأعلى أداء ونظيراتها الأقل.

 

- ترتبط فجوة الإنتاجية بزيادة الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات في تلك الشركات الأمريكية حيث ذكر "بيسن" أنه في عام 1985، أنفقت الشركات ما يقرب من 7% من صافي استثماراتها على البحث والتطوير في تكنولوجيا المعلومات.

 

- في 2016، ارتفع صافي استثمارات الشركات الأمريكية في المتوسط إلى 24% على تكنولوجيا المعلومات الخاصة بها، وهو ما اقترب من 250 مليار دولار تقريبا في عام واحد، ويكاد يقترب ذلك من نفقات البحث والتطوير والنفقات الرأسمالية.

 

- هناك أيضا ارتفاع في فجوة الأجور منذ عام 1978 يراه محللون نتيجة زيادة إنتاجية الشركات الكبرى عند المقارنة بالشركات الأقل إنتاجية.

 

- عندما طُورت تقنيات جديدة في الماضي، انتشرت سريعا في العديد من الشركات بحيث كان ذلك كافيا لارتفاع الإنتاجية في صناعات عدة.

 

- منذ 20 عاما، كان يمكن لشركات أن تسير على خطى "مايكروسوفت" وتطور "أوفيس" مشابها أو برمجيات أخرى مماثلة الأمر الذي ربما يعطل نمو الشركات الأخرى التي لم تتبن التكنولوجيات الجديدة، ولكن ذلك لم يحدث بشكل ملحوظ.

 

 

الأمور تزداد تعقيدا

 

- ماذا لو حاولت شركات نسخ أو إعادة إنتاج بنية تحتية سحابية خاصة بـ"جوجل" مثلا؟ تكمن الإجابة عن هذا السؤال في أن الأمور أصبحت معقدة بشكل كبير.

 

- اعتمدت التكنولوجيات الحديثة للشركات الكبرى على مهندسين وعمال ومطوري أنظمة ومبرمجين ونماذج أعمال بنيت حول هذه الشركات.

 

- ربما كان في الماضي من السهل سرقة أو نسخ تقنية بعينها، ولكن في هذه الأيام، لا يمكن فصل التكنولوجيا عن الأنظمة التي تحويها.

 

- على سبيل المثال، عند الحديث عن تقنيات الذكاء الاصطناعي التي طورتها "فيسبوك"، يمكن لمنصات تواصل اجتماعي أخرى مثل "سناب شات" أو "تويتر" نسخها، ولكن الشركتين لا يمكنهما الاطلاع على كافة الجوانب التي تجعلهما يطوران تكنولوجيا مطابقة.

 

- في حالة "أمازون"، يمكن تأسيس عمل يستخدم خدماتها للحوسبة السحابية، ورغم ذلك، تتيح الشركة هذه الخدمات لعملائها بشكل محدود فقط، وليس جميعها، فخدمات "أمازون ويب" والتجزئة غير متاحة لشركات أخرى.

 

- طورت "وول مارت" نظاما لوجيستيا بشفرات معينة تتفوق به على منافسي التجزئة الآخرين (الأصغر حجما) لكنها لم تبع هذه التكنولوجيا مطلقا لأية منافسين.

 

- لا يشكل الإنفاق على التكنولوجيا "مربط الفرس" فقط من جانب الشركات الكبرى المتوقع استمرار نمو أنشطتها وتوسعها عالميا، بل إن الفكرة في أن هذه التكنولوجيا نفسها تتفوق على نظيراتها، وبالتالي، أصبح هناك سباق ليس في الإنفاق بل في التطوير.

 

- يمثل الإنفاق على تقنيات فريدة أفضل من نظيراتها ميزة تنافسية للشركات الكبرى، وربما يكون ذلك بمثابة تفسير لحالة الهوس في أنشطة الدمج والاستحواذ التي تنتاب البعض منها.

 

- أشار "بيسن" إلى أنه مع زيادة إنتاجية الشركات الكبرى في دول عديدة لا سيما أمريكا وأوروبا، من الممكن أن يفسر ذلك جهود المفوضية الأوروبية مؤخرا لفرض غرامات ضخمة على "جوجل" وشركات تكنولوجية أخرى.

 

- من غير الواضح الفترة التي ستتواصل فيها هذه الظاهرة التي تدفع الشركات الكبرى في كل قطاع للنمو سريعا عن منافساتها لتثار تساؤلات حول الاحتكار بين لاعبين بعينهم في الأسواق.

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة