نبض أرقام
10:53
توقيت مكة المكرمة

2024/05/20
2024/05/19

بأي مرحلة تمر شركتك أو مشروعك الصغير من هذه المراحل الخمس؟ وكيف تتصرف لدعمها؟

2018/08/10 أرقام - خاص

لا تستطيع إلا شركة واحدة من كل 10 شركات صغيرة البقاء في السوق بعد مرور 5 أعوام على إنشائها، وفقًا لدراسة نشرتها "رويترز"، بما يعكس الصعوبات الكبيرة التي تمر بها هذه الشركات، وتؤدي إلى فشل الغالبية الكاسحة منها.

 

 

وتظهر أهمية "ماذا يجب على الشركة فعله للبقاء والازدهار" بسبب ذلك، فإذا كانت احتمالات الفشل تفوق النجاح فإن الحرص يصبح لازمًا وليس رفاهية، ولذا يجب على الشركة التكيف مع كل مرحلة من مراحل حياتها لتحقق أكبر درجة من النجاح، وهو ما نستعرضه فيما يلي:

 

الوجود

 

في هذه المرحلة يكون التحدي الرئيسي أمام الشركة الوليدة هو إيصال المنتجات للمستهلكين المستهدفين، ويكون مالك الشركة، وربما معه بعض المعاونين، المنفذ الرئيسي لكل ما عليها من مهام، بمعنى أنه من يقوم بالتخطيط، إن كان هناك من تخطيط واضح وهو ما لا يحدث في غالبية حالات الشركات الصغيرة، والبحث عن العملاء والاتصال بهم لعرض السلعة أو الخدمة، ثم إيصال المنتج النهائي.

 

وفي هذه المرحلة يجب أن يكون الهدف الرئيسي هو "الصمود"، لذا فالاهتمام بمستوى المنتج المقدم وأن يكون مرضيًا هو الأساس وجوهر الاهتمام، قبل الانتقال لتفاصيل أخرى مثل التسعير المنافس وغير ذلك، فالشركات الصغيرة سواء كانت محل بقالة أو مطعما أو حتى شركة توريد صغيرة لن يكون بوسعها تحمل فقدان العملاء المحتملين في هذه المرحلة.

 

البقاء

 

إن أثبتت الشركة الصغيرة قدرتها على "الحياة" واستحوذت على قدر مناسب من العملاء ونجحت في الإبقاء عليهم من خلال تقديم منتج مرغوب ومنافس، تأتي أهمية الانتقال إلى محاولة تحقيق المكاسب –التي لا تتحقق في المرحلة الأولى بحال في ظل ارتفاع تكاليف التشغيل وقلة العائد في معظم الحالات.

 

وجوهر الاهتمام هنا ينصب على ملاءمة الأموال التي تحصل عليها الشركة مع ما تستهلكه من رؤوس الأموال، أو تنفقه من مصروفات نثرية، مع تبقي نسبة ملائمة من الربح لكي يتم التوسع في مجال عمل الشركة لتبدأ في الاستفادة من اقتصادات الحجم بما يعود بالربح على رأس المال والعاملين في الشركة على حد سواء.

 

ومن أجل ضمان البقاء على المالك والمسيطر على الإدارة أن يفوض بعض المهام إلى موظفي الشركة، بحيث لا يصبح هو المتحكم في كل شيء كما هو في المرحلة الأولى، وإن بقي بطبيعة الحالة مسيطرًا على اتخاذ القرارات ذات الأهمية في الشركة، غير أن القرارات الأقل أهمية يمكن أن يتخذها الموظفون. وأهمية ذلك ترجع إلى وضع لبنة للنظام الرسمي للشركة.

 

 

النجاح

 

القرار الأهم بعد بقاء الشركة هو حسم ما إذا كانت الشركة ستظل صغيرة ومستقرة ومحققة للأرباح أم تقرر التوسع وزيادة حصتها من السوق؟ وهذا القرار استراتيجي، فإذا قررت الشركة البقاء على وضعها مع تطوير الآخرين لنسبهم من السوق، فهذا قد يعرضها لخسائر لاحقة لضعف القدرات التنافسية، بينما التوسع في ظل عدم القدرة على استيعاب التوسع لأسباب متعلقة بضعف التمويل أو عدم توافر الكوادر أو غياب القدرات الإدارية قد يطيح بالشركة أيضًا.

 

وبعد استقرار الشركة وتحقيقها للأرباح، وتمتعها بهيكل إداري واضح تأتي تلك المرحلة، التي ينتقل الهيكل الإداري إلى مرحلة المؤسسية لتوضع قواعد العمل داخل الشركة، وليعرف كل شخص دوره فيها ويصبح تدخل المالك أو المدير في حده الأدنى في التفاصيل ويكون دوره في رسم الخطوط العريضة للشركة وليس الاهتمام بمتابعة التطورات اليومية.

 

وتبرز العديد من التحديات في هذه المرحلة، لعل أبرزها ألا يكون الموظفون الأوائل، الذين انضموا للشركة في مراحلها المبكرة، يهيمنون على الشركة التي خرجت عن كونها صغيرة، لتكون القواعد الإدارية واللوائح هي الحكم بين الجميع بلا تمييز وفقًا للأقدمية فحسب، فضلًا عن متابعة مدى تكيف الموظفين القدامى مع التطور في طبيعة الشركة وما إذا كانوا بحاجة لبرامج تدريبية أم لا.

 

الانطلاق

 

وأهم ما فيها هو مراقبة التدفقات المالية بشكل دقيق، بما يسمح للشركة بالتوسع في أنشطتها بالشكل وفي الوقت المطلوب، ولكن بدون تشكيل عبء زائد من خلال الفوائد البنكية على القروض التي تحصل عليها الشركة.

 

وتزداد أهمية السيطرة على المواد وتوجيهها بشكل سليم وفي توقيت مناسب، مع توسع قاعدة اتخاذ القرار بما يجعل على الشركة ضرورة الانتباه لتدفق وحركة الأموال السائلة، والموارد المختلفة، هامة للغاية بما يضمن وجود نظام للرقابة وآخر لضمان الفاعلية ولخدمة نفقات الشركة لأهدافها.

 

كما يجب مراعاة السيطرة على نمو عدد العاملين بحيث يكون "منطقيًا" فلا يزيد على الحاجة ولا يجعل الشركة تعمل تحت ضغوط كبيرة. وبأهمية السيطرة على التدفقات المالية وشكل ونوعية العمالة فإنه يمكن اعتبار تك المرحلة بمثابة "توجيه" الموارد.

 

 

النضج

 

وفي هذه المرحلة يكون الاهتمام الرئيسي بكيفية الاستفادة من العائدات الاستثنائية التي ترافقها، بعد استقرار الشركة وتراجع التكلفة مع استقرار التشغيل، فضلًا عن كيفية الاستفادة من حجم الشركة الصغير في السوق، بما يعكسه ذلك من مرونة وقدرات أكبر على التغيير من الشركات الأكبر.

 

وتوظف الشركة في هذه المرحلة الأدوات التي تستخدمها الشركات الكبيرة، مثل التخطيط الاستراتيجي، وترصد تقديرًا للأرباح والعام المالي، مع تفعيل دور إدارة للموارد البشرية. ولكن يبقى الأمر الأهم في هذه المرحلة الحرص على إبقاء الشركة "في مرحلة الشباب" بوضع نظام يضمن التجديد ووصول الاقتراحات للإدارة فضلًا عن تجديد الدماء بعناصر جديدة من آن لآخر حتى لا تتصلب شرايينها.

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة