نبض أرقام
07:41
توقيت مكة المكرمة

2024/05/14
2024/05/13

كيف يمكن لمدن أمريكا اللاتينية أن تحول الأفكار الكبيرة إلى حقيقة؟

2018/10/26 أرقام

رغم التطور الذي شهده العالم، فسوف تكون هناك حاجة لاستثمارات بقيمة 59 تريليون دولار في البنية التحتية عالميًا – أي ما يعادل ضعف الناتج المحلي السنوي للبرازيل بـ 30 مرة- خلال الخمسة عشر عامًا القادمة، من أجل مواكبة الزيادة السكانية واستبدال المنشآت القديمة والوفاء بمعايير التنمية الاقتصادية، وفقًا لتقرير "Americas Quarterly".

 

فهناك أكثر من 1.5 مليار شخص يعيشون دون كهرباء، وأقل من مليار شخص يعيشون دون مياه شرب آمنة، وأكثر من 2.5 مليار شخص ليس لديهم مرافق صرف صحي.

 

وتشير الأبحاث إلى أن المناطق الحضرية ستحتاج إلى معظم هذه الاستثمارات، نظرًا لأن أغلبية سكان العالم يعيشون في المدن.

 

 

أمريكا اللاتينية

 

هناك الكثير من الابتكارات الحضرية التي يمكن تطبيقها على نطاق واسع في أمريكا اللاتينية خاصة في مجال النقل.

 

- لا تزال هناك حاجة للتمويل من أجل الحفاظ على البنية التحتية الحضرية وتوسعها.

 

يتمثل التحدي الأساسي في هذا الأمر في عدم توافق العرض مع الطلب.

 

- لا ينظر المستثمرون (الذين يمثلون جانب العرض) إلى مشروعات البنية التحتية المستدامة في المدن (جانب الطلب) على أنها فرص استثمارية.

 

يرجع ذلك إلى عدة أسباب من بينها النظر إلى بعض هذه المشروعات على أنها صغيرة جدًا أو تنطوي على مخاطر كبيرة مقارنة بالعوائد المتوقعة المحتملة.

 

هذا بالإضافة أن المشروعات المستدامة الناجحة قد تكون معقدة وتستغرق وقتًا طويلاً.

 

على سبيل المثال تعد تكلفة تشغيل الحافلات الكهربائية أقل (تحتاج إلى وقود وصيانة أقل) من الحافلات التقليدية.

 

رغم ذلك يفوق سعر شرائها سعر الحافلات التقليدية بنسبة تتجاوز الـ 50%.

 

ونظرًا لكون هذه التقنية جديدة نسبيًا فلا تزال هناك شكوك حول مدى جدواها للبنية التحتية، وكيفية أدائها على المدى الطويل.

 

ورغم أن هذه التقنية تنطوي على العديد من المزايا للبيئة، إلا أن العديد من المدن لا تزال مترددة في التحول إلى استخدام الحافلات الكهربائية بدلاً من حافلات الديزل.

 

- يعد ذلك المثال نموذجًا واحدًا على عدم التوافق بين الطلب والعرض، الذي يتسبب في قلة عدد المشروعات الجاذبة للمستثمرين أو التي يمكن للمصارف أن تمولها.

 

 

ترجع الفجوة بين العرض والطلب إلى ثلاثة عوامل أساسية هي:

 

- تنطوي مثل هذه المشروعات المستدامة مثل الحافلات الكهربائية على أصول بنية تحتية غير تقليدية وبالتالي فإنها تحتاج إلى استثمارات تنطوي على مخاطر أكبر.

 

- قد لا يكون أصحاب الأسهم الرئيسيون على دراية بالبنية التحتية البديلة وحلول الخدمات، وتكون أمامهم فرص قليلة لمعرفة النماذج الجديدة أو إجراء حوار مع نظرائهم في المدن الأخرى حول أفضل الحلول بالنسبة لهم.

 

- عدم تكيف بيئات الاستثمار في الأسواق الناشئة- خاصة السياسات والأطر التنظيمية- مع المشروعات المستدامة.

 

 

كيفية تقليل الفجوة بين العرض والطلب

 

من الممكن تقليل الفجوة بين العرض (المشروعات التي تحتاج إلى تمويل) والطلب (التمويل) من خلال الائتلافات.

 

يتضمن ذلك الشراكة العالمية للتنمية المستدامة " SDIP" التي يديرها المنتدى الاقتصادي العالمي ومنظمة التعاون الاقتصادي.

 

تشجع هذه الشراكة على استخدام التمويل المختلط في الاستثمار في المشروعات المستدامة في الدول النامية، ويتكون هذا الائتلاف من الحكومة والقطاع الخاص والقطاع المدني.

 

لا تزال وتيرة وحجم مشروعات البنية التحتية المستدامة بعيدة عن الأهداف المرجو تحقيقها وفقًا لأهداف خطة التنمية المستدامة لعام 2030.

 

يأتي ذلك رغم الجهود التي يبذلها هذا الائتلاف في تحفيز استثمارات القطاع الخاص في المشروعات.

 

لهذا السبب أطلقت مؤسسة "ٍسيتي" مبادرة تمويل المدن المستدامة " FSCI" والتي تستهدف حل التحديات السابقة.

 

يتم ذلك من خلال العمل مع الحكومات المحلية لمساعدة المدن على تطوير مشروعاتها عن طريق ورش عمل حول خيارات التمويل المبتكرة، وتقديم الدعم خلال عملية التنفيذ.

 

تساعد هذه المبادرة حكومات المدن على التعلم من بعضها البعض من أجل تطوير خطط عمل تساعد على تنفيذ المشروعات المستدامة بسرعة.

 

يتضمن ذلك في نظم مشاركة الدراجات وتشييد المباني ذات الكفاءة في استهلاك الطاقة.

 

- إلى جانب ذلك، توفر هذه المبادرة منصة عبر الإنترنت تحتوي على دراسات حالة وأدوات تفاعلية لمساعدة المدن على البدء في تصميم مشروعاتها الخاصة ومعرفة طرق تمويل تلك المشروعات.

 

 

مزايا مبادرة " FSCI" لدول أمريكا اللاتينية

 

دعمت هذه المبادرة مدنا عديدة داخل أمريكا اللاتينية، حيث قدمت خدمات استشارية إلى العاصمة الكولومبية بوغوتا في تطوير نظم مشاركة الدراجات.

 

كما ساعدت مدينة كالي في كولومبيا في تطوير أول مشروع لتنمية قطاع النقل في الممر الأخضر للمدينة.

 

وفي العاصمة التشيلية سانتياغو كان التحدي الأكبر أمام تحول المدينة إلى الحافلات الكهربائية يتمثل في عدم الثقة في هذه التكنولوجيا الجديدة ومتطلبات الاستثمار الضخم.

 

ساعدت المبادرة المدينة على امتلاك أسطول من الحافلات الكهربائية من خلال عقد ورشة عمل للاعبين الأساسيين في الصناعة ومساعدتهم على استكشاف خيارات التمويل.

 

كشفت ورشة عمل عقدتها المبادرة مع المسؤولين ومقدمي التقنيات الموفرة للطاقة في مكسيكو سيتي عاصمة المكسيك عن أن قوانين وضع الميزانية والمشتريات العامة في المدينة تمثل قيودًا رئيسية أمام تطبيق تكنولوجيات البناء الفعالة.

 

يرجع ذلك إلى أن الإجراءات الحالية في المدينة تُصعب المشاركة في عقود طويلة الأجل، وهي الحل الأفضل لمثل هذه التكنولوجيات.

 

جمعت المبادرة أصحاب الأسهم معًا لإجراء الحوار الذي كان خطوة مهمة في الإقرار بهذا التحدي، واتخاذ الخطوات اللازمة لتسريع تطبيق الحكومة المحلية لسياسات كفاءة البناء.

 

على الصعيد العالمي دعمت هذه المبادرة خلال العامين الماضيين أكثر من 100 مدينة في تنفيذ مشروعات النقل والطاقة النظيفة.

 

تحتاج المدن إلى أشياء أكثر من التمويل مثل خدمة احتياجات المواطنين وتحسين حياتهم.

 

لذلك فإن منظمات مثل معهد النقل وسياسات التنمية " ITDP" تقوم بذلك من خلال تقديم المشورة للحكومات حول كيفية جعل المدن أكثر أمنًا وعدلاً وقابلية للعيش.

 

 تعاون هذا المعهد مع مكتب عمدة مدينة ساو باولو في البرازيل من أجل إجراء تحسينات خاصة بتصميم الشوارع فيما يتعلق بالمناطق منخفضة السرعة، من أجل توفير مناطق مشاة آمنة.

 

نجحت هذه الشراكة بشكل كبير حتى أن ساو باولو تعمل على تطبيق هذا النموذج في 10 أحياء أخرى، وتحويل تقاطع الطرق المؤقتة إلى مناطق دائمة.

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة