نبض أرقام
22:03
توقيت مكة المكرمة

2024/05/17

لا طائل من تعليمه.. كيف تحدى "كين لانجون" معلمه وضيق الظروف ليصبح مليارديرًا؟

2018/11/04 أرقام - خاص

قبل أن يصبح مليارديرًا وأحد أشهر رجال الأعمال الجمهوريين في الولايات المتحدة ومؤسسا لواحدة من أبرز شركات مستلزمات المنازل وأدوات البناء، كانت حياة "كينث لانجون" متواضعة للغاية ومليئة بالمعوقات، فبين ضائقة مادية وعدم إيمان بقدرته على التعلم واكتساب المهارات بدا الركون للإخفاق أكبر من مواصلة المسير.

 

ولد "كين" في سبتمبر/ أيلول من عام 1935 بنيويورك لأبوين من الطبقة العاملة من أصول إيطالية، حيث كان يعمل الأب في السباكة والأم نادلة في أحد المقاهي، وفيما كانت تناضل الأسرة مع النفقات وتكاليف التعليم، فاجأ مدير مدرسته الأبوين بقوله إن مستقبل ابنهما ليس واعدًا ولا ينبغي لهما تمويل دراسته الجامعية.

 

 

قرر الأبوان تجاهل انتقادات مدير المدرسة وعدم الاكتراث بنصحيته، وإرسال "كين" إلى جامعة باكنيل في بنسلفانيا، وأثناء دراسته الاقتصاد، عمل "كين" في عدد من الوظائف المتواضعة وغير الاعتيادية لتغطية نفقات التعليم، فعمل كمساعد جزار واشتغل بالحفر، وفوق ذلك استطاع الحصول على الشهادة في ثلاث سنوات ونصف السنة.

 

 ولعل هذه البداية التي جعلته ضمن اختيارات موقع "ساكسِس ستوري" لقائمة المليارديرات الذين استهلوا مشوارهم بالعقبات واستطاعوا التغلب على واقعهم والمنتقدين وتحولوا في النهاية من الفقر المدقع إلى الثراء الفاحش، بجوار "أوبرا وينفري" و"هوارد شولتز".

 

مشوار طويل
 

- بعد تخرجه من جامعة باكنيل، عاد "كين" إلى نيويورك، والتحق بكلية ستيرن للأعمال بجامعة الولاية، حيث كان يدرس ليلًا ويعمل في النهار بدوام كامل، وتكريمًا له، أطلقت الجامعة اسم "لانجون" على برنامج الدراسة لعدد ساعات محدد ليلًا.
 

- بدأ "كين" في الستينيات رحلته في وول ستريت بالعمل لدى مقدم الخدمات المالية "آر دبليو بريسبريك" والتي ساعدها كثيرًا في تطوير عملياتها، وفي عام 1968 التقى رجل الأعمال "روس بيرو" ونجح في إقناعه بتولي "بريسبريك" مهام إجراء الطرح العام الأولي لشركة الإلكترونيات الشهيرة آنذاك "إلكترونيك داتا سيستمز".
 

- في عام 1969 تم تعيينه رئيسًا للشركة، لكنه رحل بعد خمس سنوات ليؤسس شركته للاستثمار المغامر "إنفميد"، وحينها بدأ دراسة أعمال مستلزمات المنازل، قبل أن يشتري حصة في شركة "هاندي دان" المختصة بهذه الأعمال.



 

- بعد ذلك قادته الأقدار للقاء "آرثر بلانك" و"برنارد ماركوس"، حيث أقنعهما بتأسيس متاجر "هوم ديبوت" وتطوير مفهوم عمل لا منافس له بالاستعانة بخبرات "بات فارا" الذي  شاركهم المشروع وتولى جزءًا كبيرًا من المهام التنفيذية.
 

- في أتلانتا عام 1979، افتتحوا أول متجرين من المتاجر الأربعة الأصلية للشركة، وتراوحت مساحة المخازن شاهقة الارتفاع بين 5100 متر مربع إلى 7000 متر مربع، ما يفوق مساحة أي من مخازن الشركات العاملة في مجال المستلزمات المنزلية حينها.
 

- وفقًا لكتابه "أحب الرأسمالية" فإن "ماركوس" اقترح عليه في بداية مشوار "هوم ديبوت" جعل المتاجر تبدو فوضوية بعض الشيء ومزدحمة لمنح العملاء شعورا بالإثارة تجاه البضائع المعروضة، ويضيف "كين": هذه الاستراتيجية مع الحجم الهائل للمتاجر والمجموعة الواسعة من الخيارات المعروضة، خلقت متسعًا للنمو كانت فيه المخازن مكدسة بالبضائع.



 

- النهج المراوغ للشركاء الثلاثة لم يقف عند هذا الحد، حيث قال "كين" في تصريحات لـ"سي إن بي سي": فتحنا متجرين في البداية رغم أننا خططنا لفتح أربعة، لأننا لم نملك المال، بل إننا لم نملك المال الكافي لإتمام فتح هذين المتجرين، واضطررنا لوضع العبوات الفارغة على الأرفف، بعدما نجح "فارا" في إقناع الموردين بمنحهم عبوات تحمل علاماتهم التجارية.
 

- يضيف "كين": وضعنا هذه العبوات على كل الأرفف المرتفعة، وكان الجميع يتعجب ويعتقد أن المتاجر مليئة بالسلع، ولم يتوقف الأمر عند ذلك، تبرع "ماركوس" ببعض المال، الذي استخدمناه في تشجيع العملاء على الدخول، حيث كنا نمنح كل شخص دولارًا إذا دخل للتجول داخل المتجر فقط.



 

- طرحت أسهم "هوم ديبوت" للاكتتاب عام 1981، ومنذ ذلك الحين قفز سهمها 1400%، وتقدر قيمتها السوقية الآن بنحو 206 مليارات دولار، وهي إحدى أكبر جهات التوظيف في الولايات المتحدة، إذ يعمل لديها ما يزيد على 400 ألف موظف، وتتجاوز مبيعاتها 100 مليار دولار سنويًا.
 

- تقدر ثروة "كين" حاليًا بنحو 3.4 مليار دولار، و"بلانك" بنحو 4.6 مليار دولار، و"ماركوس" بنحو 5.1 مليار دولار، وفقًا لـ"فوربس".

 

لمحة من فلسفته
 

- ما واجهه "كين" في صغره، ربما أثر في رأيه حيال التعليم في الولايات المتحدة، حيث يرى أن المنظومة التعليمية الأمريكية باتت تمثل أكبر مشكلات البلاد، ويقول إنه رغم تصدر أمريكا للإنفاق على التعليم عالميًا إلا أنها ما زالت متراجعة من حيث النتائج.
 

- رغم الانتقاد الذي تعرض له في صغره، يرى "كين" أن الجامعات ليست طريقًا مناسبًا للجميع، قائلًا: تظل الأسر تلقن أطفالها بضرورة التعليم والالتحاق بالجامعات لكن الأمر لا يجري بهذه الطريقة، ويجب توفير بدائل للمؤسسات التعليمية المختلفة.

 

- في مقابلة مع موقع "إنك 42"، لخص "كين" مجموعة مبادئه في 4 عناصر أساسية، هي الاستثمار في الأشخاص الجيدين، والإصرار على إنجاز ما يريد، والفضول، ومحاسبة النفس.
 

- يقول "كين" في كتابه أيضًا: لن أقول أبدًا إنني شخص عصامي، فمثل هذا الادعاء سيكون بمثابة خطيئة جسيمة في حق الذين ساعدوني ويفوق عددهم ملء الطاقة الاستيعابية لاستاد ضخم، ومنهم على سبيل المثال والداي وأخي وزوجتي ووالداها وأصدقائي وشركائي، وطبعًا لا أنسى أكثر من 400 موظف في "هوم ديبوت".
 

- يضيف "كين": هكذا أصبحت غنيا، ليس بنفسي، أنا رجل واحد فقط، أعتقد أن لدي المهارة لتجميع الأشخاص المميزين، لكن الحقيقة هي أنني صاحبت مجموعة من أصحاب الجهود العظيمة.



 

عطاؤه
 

- في أغسطس/ آب الماضي، أعلن "كين" وزوجته "إيلين" تبرعهما بمبلغ 100 مليون دولار للمساعدة في تمويل نفقات دراسة الطلاب للطب بجامعة نيويورك، وذلك في إطار برنامج يهدف لتقديم منح كاملة مجانية للدارسين، مؤكدًا أنه بذلك يشارك "حلم الثراء الأمريكي" الذي حققه مع الآخرين.
 

- قبل عشرة أعوام، تبرع "كين" أيضًا بمبلغ 200 مليون دولار لمستشفى جامعة نيويورك، وفي عام 1999 تبرع بعشرة ملايين دولار لصالح برنامج الدوام الجزئي لدراسة ماجستر إدارة الأعمال.
 

- حتى الآن، وصل إجمالي تبرعات "كين" البالغ من العمر 83 عامًا خلال مسيرته، 500 مليون دولار تشكل 12% من صافي ثروته، بحسب "فوربس".

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة