نبض أرقام
17:10
توقيت مكة المكرمة

2024/05/17
10:10

"إديسون"..من بيع الصحف في القطارات والتضور جوعا إلى إضاءة العالم واختراعات باهرة

2018/11/03 أرقام

هناك الكثيرون يعرفون عن الأمريكي "توماس إديسون" أنه مخترع المصباح الكهربائي، ولكن الأمر لم يقتصر على ذلك فقط، بل هناك اختراعات أخرى قادته نحو العالمية، وتناول تقرير نشرته "أستروم بيبول" قصة نجاحه كمخترع وكرجل أعمال أيضا أطلق أنشطة تجارية مؤثرة.

 

وبلغ عدد براءات الاختراع التي سجلها "إديسون" باسمه ما يقرب من 1093، وعندما يضع أحدنا يده على مفتاح الكهرباء للإضاءة، فعليه تذكر أعمال هذا الرجل وبصماته الإبداعية التي لا تزال محفورة في عالمنا حتى اليوم.

 

 

نشأته

 

- ولد "توماس ألفا إديسون" في الحادي عشر من فبراير/شباط عام 1847 في مدينة "ميلان" بولاية "أوهايو" الأمريكية، وكان الابن السابع لـ"صمويل أوجدن إديسون" و"نانسي إديسون"، ثم انتقل مع أسرته لاحقا لـ"متشيجان".

 

- كان "إديسون" طفلا نشطا في تحركاته وفي شبابه أيضا، وكان دائم التساؤل عن العديد من الأغراض والأشياء في الكون، ولم تكن سلوكياته مع الأطفال الآخرين أو المدرسين أثناء التعليم على ما يرام.

 

- عندما بلغ "إديسون" 12 عاما، أقنعه والداه باستعداده للعمل، وبدأ جني الأموال من خلال بيع الصحف في القطارات والموانئ في "متشيجان"، ثم أضاف لاحقا بيع الخضراوات إلى قائمة السلع التي كان يبيعها.

 

- بعد جمع قدر من المال لا بأس به، أنفق الطفل "إديسون" وهو في الـ14 من عمره بعض المال في تكوين معمل كيميائي في منزل والديه رغم شكوى والدته من خطورته.

 

- نظرا لأن وسيلة إرسال البرقيات كانت مهمة للغاية وشكلت الاتصالات في أمريكا خلال ستينيات القرن الثامن عشر، ولأن "إديسون" كان قريبا من منظومة السكك الحديدية بسبب بيعه للصحف، كان الصبي الصغير على دراية بالتكنولوجيا.

 

- أثناء ما كان "إديسون" يبيع الصحف في القطارات، لاحظ وجود طفل يلهو قرب قطار كاد أن يصدمه، ولكن "إديسون" أنقذه، وظهر أن هذا الطفل هو ابن مدير محطة القطارات "جيمس ماكينزي" الذي لم يتردد في مكافأته على بطولته ومنحه وظيفة والتدريب على "شفرة مورس" والتلغراف  وكان عمره وقتها 15 عاما، وظل يواصل تجاربه الكيميائية.

 

- تسببت أنشطة "إديسون" في التجارب الكيميائية والكهربائية في فقدان العديد من الوظائف وتنقل من مدينة لأخرى بين أعمال مختلفة استغلها كورش للتجارب، وكانت تصرفاته وسلوكياته هي سبب فصله من عدد من الوظائف، واخترع عام 1864 جهازا لترجمة رسائل شفرة "مورس" سريعا.

 

- بحلول ذلك العام، تدهورت الحالة الصحية لوالدته، كما خسر والده وظيفته في أحد البنوك المحلية، وكانت الأسرة على شفا الفقر، وحصل بعد عودته إلى منزله بأيام على وظيفة في شركة "ويستيرن يونيون" كعامل تلغراف بمدينة "بوسطن".

 

الطريق نحو الاختراعات

 

- كانت "بوسطن" في ستينيات القرن التاسع عشر بمثابة محور للثقافة والعلوم، وعندما حل "إديسون" بها أثناء العمل بشركة "ويستيرن يونيون"، كان يزور مصنعا لإنتاج أجهزة التلغراف، وتعلم فيه تبادل الأفكار مع شخصيات اتسمت بالذكاء، وفي عام 1868، تمكن "إديسون" من تسجيل أول براءة اختراع باسمه وكانت عبارة عن جهاز لتسجيل الأصوات الانتخابية كهربائيا للإسراع من عملية التصويت بالضغط على أزرار.

 

- رفض الكونجرس الأمريكي اختراع "إديسون"، وتعلم من ذلك درسا مفاده: "لا تهدر وقتك في اختراع شيء لا يمكنك بيعه للناس"، وفي ضوء هذا السيناريو، كان في حاجة ماسة للمال.

 

- خلال تلك الفترة، حضر "إديسون" محاضرات في "بوسطن تك" الذي تأسس عام 1861، وتحول عام 1916 إلى معهد "ماساتشوستس" التكنولوجي، حيث تعلم أفكارا وتوسع في دراسة إمكانات التلغراف.

 

- في نفس الوقت، كان مخترع الهاتف "ألكساندر جراهام بل" يعيش في "بوسطن" ويعكف على ابتكار وسيلة للاتصالات أفضل من "التلغراف" بمساعدة أحد الساسة الكنديين ويدعى "بنجامين ريدينج" الذي عمل مع "جورج ستيرنز" مبتكر أول خط هاتفي مزدوج، وباعه مقابل 750 ألف دولار لـ"ويستيرن يونيون".

 

- بعد ذلك، أثقل "إديسون" بالديون وكان على حافة الطرد من وظيفته في "ويستيرن يونيون"، واقترض 35 دولارا من "ريدينج" لشراء تذكرة على بارجة بخارية للسفر إلى مدينة نيويورك.

 

- بعد الوصول إلى نيويورك، كان "إديسون" حرفيا على وشك الموت جوعا، ووقتها حدثت مصادفة رائعة بالنسبة له، حيث كان قريبا من المركز المالي للمدينة وكان أحد مدراء شركات الوساطة المالية يعاني من الهلع عندما تعطل أحد أجهزة رموز الأسهم، وسنحت الفرصة لـ"إديسون" لإصلاح الآلة، ونجح بالفعل في ذلك.

 

- بالطبع، كافأه مدير شركة الوساطة المالية وعرض عليه وظيفة إصلاح الآلات في شركته براتب 300 دولار شهريا – وهو ضعف ما كان يتقاضاه فني الكهرباء في المدينة حينها – ليخرج من تحت براثن الجوع والفقر إلى التعافي والرخاء.

 

- واصل "إديسون" أعماله وتجاربه، وأيضا إصلاحات آلات رموز الأسهم حتى أصلح إحداها الخاصة بشركة "جولد آند ستوك تليجراف" ليكافأ بمبلغ 40 ألف دولار – مكافأة سخية للغاية بالنسبة له، وحصل على المال ووضعه على فراشه وأخذ يحصيه مرة تلو الأخرى غير مصدق لما حدث.

 

- استمر المبتكر الأمريكي تجاربه وأعماله في إصلاح الأعطال من شركة وورشة لأخرى ثم بتعاقد مع شركة "جولد آند ستوك" حتى استحوذت على "ويستيرن يونيون" عام 1871.

 

- عام 1874، قدم "إديسون" للعالم نوعا جديدا من التلغراف الكهربائي تحت اسم "كوادروبليكس تلغراف" حيث يمكن الأشخاص من بث واستقبال إشارات منفصلة بسلك واحد تلقائيا، واتفق على بيع براءات اختراعه لـ"ويستيرن يونيون" مقابل مبلغ كبير من المال ساعده على تمويل أعماله وبناء معمل أبحاث كان يحلم به، وكان المعمل في "نيو جيرسي" عام 1876.

 

- أراد "إديسون" المنافسة مع "جراهام بل" – مخترع الهاتف" – الذي أبهر العالم بجهاز يحول الموجات الصوتية إلى إشارات كهربائية، وكان ولا يزال جهازا ثوريا بكل ما تحمله الكلمة من معنى وغير شكل الاتصالات على مستوى العالم، وعمل "إديسون" على ابتكار أجهزة لتيسير بث واستقبال الإشارات.

 

- في ذلك الوقت، استغل "إديسون" فكرة الهاتف وإرسال الموجات الصوتية وتحويلها إلى إشارات كهربائية في اختراع جهاز لتسجيل تلك الموجات الصوتية، وهو "الفونوغراف" عام 1877 الذي دفعه لتأسيس شركة "إديسون سبيكينج فونوغراف" لبيع الجهاز الجديد وتسويقه لأغراض مختلفة كتسجيل الموسيقى والكتب للمكفوفين ولأغراض التعليم والمحادثات المسجلة.

 

 

المصباح الكهربائي

 

- بنهاية صيف عام 1878، بدأ "إديسون" العمل على منظومة للإضاءة بالكهرباء، وعمل على فكرة اقترحها صديق له لاختراع المصباح الذي يمكن استخدامه في المنازل بديلا لمصابيح الغاز التي شكلت خطورة لنشوب الحرائق والعوادم السامة.

 

- كانت هناك براءة اختراع مسجلة باسم "أليساندرو فولتا" قبل ولادة "إديسون" بست سنوات ، ولكنه كان مبهرا لدرجة يمكن أن يسبب العمى للناظرين، ولكن التركيز كان على "إديسون".

 

- أعلن "إديسون" اختراعه للعالم وتصدر به عناوين الصحف الرئيسية بأنه ابتكر بديلا لمصابيح الغاز، وهبطت وقتها أسهم شركات الغاز واصطف مستثمرون  أمام معمله البحثي لشراء اختراعه بأي سعر.

 

- وفي عام 1879، طور "إديسون" مصباحه الكهربائي بفرق جهد منخفض قدره 110 فولتات ومقاومة مرتفعة واستمر عمله لمدة 13.5 ساعة، ثم عكف لاحقا على تطويره حتى سجله كعلامة تجارية عام 1883 في أمريكا.

 

- ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل ابتكر "إديسون" منظومة تعتمد على مصدر مركزي للطاقة ثم بحث بشكل مكثف تطوير أول مولد كهربائي وأطلق عليه اسم "لونج ويستد ماري آن" وقدرته 100 كيلوواط ساعة.

 

 

تنوع في الأنشطة التجارية

 

- في سبعينيات القرن التاسع عشر، اهتم "إديسون" بصناعة التعدين وأسس شركة تحت اسم "إديسون أور ميلينج" أثناء تطوير المصباح الكهربائي حيث اكتشف بقايا حديد خام في رمال في الأجزاء الشرقية من الولايات المتحدة وابتكر طريقة لفصلها كي تكون صالحة للصناعة.

 

- عام 1886، بنى "إديسون" منشأة في "بنسلفانيا" لتعدين خام الحديد وكانت الأكبر في العالم وقتها بقدرة معالجة تصل إلى 1200 طن من خام الحديد كل عشرين ساعة، ولكن بعد فترة قليلة، خسر ثلاثة ملايين دولار وانهارت صناعته لتعدين الخام.

 

- قرر "إديسون" أوائل القرن العشرين تحديدا عام 1904 تطوير فكرة صور متحركة التي أصبحت فيما بعدُ أساسا للصور المتحركة لاحقا، وابتكر جهازا يمكنه التقاط صور على إطار بشكل متتابع فيما يشبه فيلم صور متحركة.

 

 

السنوات الأخيرة

 

- بعد الكشف عن العديد من الاختراعات والابتكارات، بدأت صحة "إديسون" تتدهور شيئا فشيئا مع بداية القرن العشرين.

 

- في عشرينيات القرن العشرين، بدأ "إديسون" يخصص وقتا أطول لأسرته وأعد ابنه "تشارلز" لقيادة أعماله، وفي الثامن عشر من أكتوبر/تشرين الأول عام 1931، رحل "توماس ألفا إديسون" عن عالمنا تاركا إرثا لا يزال البشر يستفيدون منه.

 

- لا يمكن حساب إرث "إديسون" بـ1093 براءة اختراع فقط ولا بملايين الدولارات التي تركها وأنفقها في حياته، بل بمدى الفائدة التي لا تقدر بثمن التي تركها للبشرية.

 

- حضر جنازة "إديسون الآلاف الذين أرادوا توديعه وتقديم الشكر على إضاءة العالم كما تحدث الرئيس الأمريكي "هربرت هوفر" في ذلك الوقت عبر المذياع للإعراب عن تعازي البلاد في وفاته وحث المواطنين على إطفاء الأضواء حدادا على وفاته.

 

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة