نبض أرقام
04:54
توقيت مكة المكرمة

2024/05/21
2024/05/20

قصص نجاح قادة تمكنوا من الموازنة بين العمل والحياة الشخصية

2019/01/10 أرقام

نشر "إيلون ماسك" المدير التنفيذي لشركة "تسلا" و"سبيس إكس" تغريدة قال بها: "لا أحد يغير العالم يعمل 40 ساعة أسبوعيًا"، وكان نادرًا ما ينام أو يرى أطفاله، وحسب ما نشر موقع "هارفارد بيزنس ريفيو"، فإن "ماسك" لا يعد القائد الوحيد الذي يقوم بذلك فهناك الكثير من القادة الذين يضحون بحياتهم الشخصية لصالح العمل مثل الملياردير "مارك كوبان" الذي كان يعمل حتى الثانية صباحًا، ولم يأخذ إجازة طوال سبع سنوات.

 

وعادة ما يتم الاحتفاء بهذه الطريقة من العمل الشاق باعتبارها الطريقة الوحيدة لجعل الأشخاص قادة منتجين ومهمين، حيث أظهرت الدراسات الاستقصائية أن المديرين والمديرين التنفيذيين يصفون "العامل المثالي" بأنه شخص ليست لديه حياة شخصية.

 

ويعتقد أغلب القادة- الذين يحددون السلوك المتبع في المنظمات- أن التوازن بين العمل والحياة أمر مثالي يصعب تحقيقه.

 

 

هل يصعب تحقيق التوازن بين العمل والحياة فعلاً؟

 

- حاولت "جيسيكا ديجروت" الإجابة عن هذا السؤال منذ نحو 20 عامًا عندما أنشأت معهد " ThirdPath" غير الهادف للربح، وهي منظمة تهدف إلى مساعدة الأشخاص على إيجاد وقت للعمل والأسرة والحياة.

 

- كوّنت "ديجروت" مجموعة مكونة من نحو 20 رجلاً وامرأة، ممن يشغلون مناصب في الإدارة العليا في شركات مختلفة.

 

- أرادت هذه المجموعة تحدي الفكرة القائلة بأن التوازن بين العمل والحياة أمر مستحيل للقادة.

 

- حرصت هذه المجموعة على إجراء المكالمات الهاتفية والاجتماعات بشكل منتظم.

 

- استهدفت أفراد المجموعة بذلك مساعدة بعضهم البعض على اكتشاف كيفية العمل بفاعلية أكبر حتى يتبقى وقت لديهم لحياتهم الشخصية، ومشاركة بعضهم البعض التجارب الناجحة والتعلم من التجارب الفاشلة.

 

- اكتشفت "ديجروت" من هذه التجربة أن القادة لكي يتمكنوا من التغلب على التحديات ويستطيعون تحقيق التوازن بين العمل والحياة عليهم اكتساب مهارات خاصة بثلاثة أنواع من العلاقات.

 

- يتضمن ذلك تعلم العمل بطريقة مختلفة مع فريقهم، ووضع خطة مع الأسرة لجعل العائلة والمنزل في المقام الأول، وتغيير طريقة تفكيرهم لكي يؤمنوا بأن التغيير ممكن.

 

 

قادة تمكنوا من الموازنة بين العمل والحياة الشخصية

الدرس المستفاد

التوضيح

1- تعلم العمل بشكل مختلف

 


أمضى "إيفان أكسلرود" الذي يبلغ عمره 72 عامًا ويعمل مديرًا إداريًّا في إحدى شركات الخدمات المالية في لوس أنجلوس معظم حياته يترقى في المناصب، حيث كان العمل بالنسبة له الأولوية الأولى في حياته.

ظل أكسلرود يعمل بهذه الطريقة حتى أصبح جدًا ثم قرر أن يغير نمط حياته، لأن والديه ماتا حينما كان أبناؤه أطفالاً ولم يعرف أبناؤه جديهما، ولم يرغب أن يحدث نفس الأمر مع أحفاده.
 

وعندما انتهت إجازة الوضع التي حصلت عليها ابنته وكانت على وشك العودة للعمل، عرضت جدتا الطفل أن يرعيا الطفل أربعة أيام في الأسبوع، بينما قرر أكسلرود أن يرعى الطفل في اليوم الخامس.

ونجح "أكسلرود" في إقناع المديرين الآخرين بذلك حيث منحهم المزيد من المهام والمسؤوليات مما يمكنهم من التطور بشكل أسرع، وقد نجح الأمر وأصبح أكسلرود يقوم بذلك منذ عام 2008 وحتى الآن.

وبسبب ذلك عمل "أكسلرود" على خلق ثقافة يمكن من خلالها لكل شخص تحقيق التوازن بين العمل والحياة، وتشجيع المرونة في العمل وفتح مكاتب أقرب لمناطق سكن الموظفين لتقليل الوقت الذي يقضونه في الطريق، وقد أسهمت هذه الجهود في خفض معدل دوران العمالة وارتفاع معنويات الموظفين وزيادة إنتاجيتهم.
 

2- الإيمان بإمكانية تحقيق الأمر

 


في عام 2004 كانت "ميشيل هيكوكس" تعمل محاسبة قانونية في تكساس وكانت تحب عملها لكنها أرادت أن تصبح زوجة، إلا أن النماذج التي كانت أمامها في ذلك الوقت تمثلت في رجال ناجحين لديهم زوجات ربات منزل، وامرأة واحدة يعمل لديها مربيات، وكان هؤلاء جميعًا يعملون طوال الوقت ونادرًا ما يرون عائلاتهم، ولم تكن هيكوكس ترغب في حياة مماثلة لحياتهم.

 

عندما بلغت ابنتها الكبيرة عمر الخمس سنوات فكرت "هيكوكس" بشكل جاد حول كيفية رعاية أطفالها خلال شهور الصيف وكيفية تحقيق التوازن بين العمل والحياة، خاصة أنها كانت معتادة على قضاء أشهر الصيف مع أسرتها لأن والديها كانا يعملان معلمين.

 

وفي سبيل تحقيق ذلك تخيلت "هيكوكس" خطة للحصول على إجازة خلال أشهر الصيف، وتمكنت من التفاوض للحصول على إجازة لأحد عشر صيفًا على التوالي، ولم تكن "هيكوكس" متأكدة من نجاح الأمر إلا أنها تعلمت من هذه التجربة أن تتحدث عما تريده.

 

وتمثل "هيكوكس" - التي تشغل الآن منصب المدير المالي لـ " إندبندنت بنك" في مدينة " McKinney" بولاية تكساس- مثالاً للقدوة التي كانت تبحث عنها ذات يوم حين اتخذت قرارها، وقد أصبحت المبادئ الرئيسية التي تطبقها في البنك هي المرونة في العمل والعمل عن بعد، والاهتمام بالأداء أكثر من حضور الأشخاص إلى مكاتبهم.
 

3- العائلة أولاً

 


تبني طريقة مختلفة للعمل والحياة يعني أيضًا تبني طريقة تفكير تعطي أهمية للعمل والأسرة على حد سواء، وهو ما قام به "ويل رو" الذي يبلغ من العمر 59 عامًا ويعمل مديرًا في شركة الاستشارات " Booz Allen Hamilton" في واشنطن دي سي.

 

وكان "رو" قد اتفق مع زوجته في بداية حياتهما الزوجية على أن تأتي العائلة والصداقة كأولوية في حياتهما، وقد التزم الاثنان بقضاء الكثير من الوقت قدر الإمكان مع العائلة، حيث عمل رو أربعة أيام في الأسبوع، بينما عملت زوجته ثلاثة أيام، وكانا يتركان لجارهما مهمة رعاية طفليهما ليوم واحد في الأسبوع.

 

وقد أتاح هذا الجدول المرن لـ"رو" أن يكون عضوًا نشطًا في حيه ومنحه الشجاعة ليطلب من مديره إجازة لمدة ستة أشهر للسفر مع عائلته، وظل "رو" ملتزمًا بهذا الجدول المرن بينما كان أطفاله يكبرون حيث كان يقوم بمكالمات العمل بينما يحضر أطفاله من المدرسة، وكان يقوم بتغيير الوقت حسب الحاجة لتلبية حاجات عملائه وأسرته.

 

ويرى "رو" أن مفتاح تحقيق التوازن بين العمل والحياة يتمثل في التخطيط لذلك بشكل واضح وصريح مع الأسرة حتى تصبح العائلة أولوية وتأتي في المقام الأول.
 

 

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة