نبض أرقام
09:09
توقيت مكة المكرمة

2024/05/21
2024/05/20

"هيونداي".. أكثر من مجرد شركة لإنتاج السيارات

2019/01/25 أرقام - خاص

بالنسبة لبلد استطاع النهوض سريعًا من بين غبار حربين طاحنتين، إحداهما عالمية والثانية أهلية، وتغلب على تحديات الإعمار والتأهيل وتحقيق التنمية المرجوة، كان من الطبيعي ظهور إمبراطوريات صناعية على غرار "سامسونج" والتي استفادت من طفرة التعمير والنمو خلال حقبة ما بعد الحرب في كوريا الجنوبية.

 

وبالتوازي مع صعود نجم شركة الإلكترونيات التي باتت تمتلك سمعة عالمية، كان هناك لاعبون صناعيون آخرون يشقون طريقهم نحو القمة، ولعل أبرز هؤلاء؛ مجموعة "هيونداي" التي تمتلك أنشطة متنوعة في الوقت الراهن، منها الخدمي ومنها صناعة السيارات وقطع الغيار والأخشاب والهندسة الكهربائية.
 

 

ويعود تأسيس شبكة الأعمال الصناعية الكورية الجنوبية "هيونداي"، إلى العام 1947 على يد "تشونغ جو يونغ"، الذي أطلق في هذا العام شركة "هيونداي إنجنيرينج آند كونستركشن" للإنشاءات.

 

رحلة المؤسس
 

- ولد "تشونغ" عام 1915 لأسرة فقيرة في الشمال الكوري (أثناء الاحتلال الياباني)، وبدأ مسيرته المهنية كعامل بناء، فبائع بأحد متاجر الأرز في البلاد، فموظف بشركة لتجارة الحبوب، وقبل إطلاق "هيونداي" حاول تأسيس مشروعه الخاص على مدار سنوات لكنه استقر على صانعة السيارات في نهاية المطاف، بحسب "إنفستوبيديا".
 

- خلال مسيرته، حاز "تشونغ" على وسام شرف من الملكة "إليزابيث" الثانية، وشهادة فخرية من جامعة "جورج واشنطن" وميداليات أولمبية، بالإضافة للعديد من الجوائز الشرفية المحلية واعتباره ضمن أعظم 10 أشخاص في آسيا خلال القرن العشرين.
 


- في عام 1987، استقال "تشونغ" من إدارة أعماله، وتفرغ للسياسة طيلة خمس سنوات، وحاول جاهدًا لم شمل الكوريتين وتعزيز النمو الاقتصادي في كلا البلدين، لكن مع فشل حملته الرئاسية قرر التركيز على السياحة لتحقيق ما لم تنجزه السياسة.
 

- خلال رحلته، أنشأ "تشونغ" مؤسسة "أسان فوندشن" الخيرية، والتي قدمت خدمات الرعاية الطبية المجانية والمنح الدراسية، كما اختارته مجلة "التايم" عام 2006 (بعد رحيله عن عالمنا بخمس سنوات) ضمن قائمة "60 عامًا من الأبطال الآسيويين".

 

شراكة وتوسع
 

- تعد "هيونداي" التي تتخذ من سيول مقرًا لها، واحدة من أكبر المجموعات التجارية في كوريا الجنوبية وتنتج السيارات والسفن والأنظمة الصوتية، بحسب موسوعة المعلومات البريطانية "بريتانيكا" وبدأت أعمالها كما أشرنا في السابق كشركة إنشاءات.
 

- ركزت الشركة عملياتها داخل كوريا الجنوبية حتى عام 1965 عندما بدأت مشروعا لتدشين الطرق في تايلاند، والذي يعد محطة تحول "هيونداي" إلى تكتل شركات متعددة الجنسيات، أعقبه تأسيس "هيونداي موتورز" عام 1967، والتي نمت لتصبح أكبر صانعة سيارات في البلاد وواحدة من بين الأكبر في العالم.
 


- دخلت الشركة في شراكة مع "فورد موتور" عام 1968 لمساعدتها في إنتاج مركبة "كورتيانا"، وعندما أحست "هيونداي" بأنها قادرة على إطلاق سيارتها الأولى، استعانت بعدد من الخبراء البريطانيين لتصميم وتصنيع مركبتها، وبالفعل في عام 1975 أطلقت "بوني"، وهي أول سيارة كورية.
 

- في عام 1973 أطلقت المجموعة شركة "هيونداي هيفي إندستريز" للصناعات الثقيلة، والتي تتولى إنتاج مجموعة متنوعة من السفن، بدءًا من اليخوت الفاخرة المصممة حسب الطلب إلى الناقلات العملاقة.

 

التنوع والتصدي للأزمات
 

- بجانب السيارات وقطع الغيار والسفن والإنشاءات، تضم مجموعة "هيونداي" وحدات لتصنيع وتصدير القطارات التي تعمل بالديزل والكهرباء، ومركبات الشحن، وحافلات الركاب، ومعدات الحفر والتنقيب عن النفط، علاوة على عدد من المنتجات الاستهلاكية والأسمنت والآلات الموسيقية والأزياء العسكرية.
 

- الجدير بالذكر هنا أن شركة "هيونداي هيفي إندستريز" للصناعات الثقيلة، التي يقودها "تشونغ مونغ جون" الابن السادس لـ"تشونغ" (أنجب 9 أبناء)، أصبحت أكبر منتج للسفن التجارية في العالم.

 

- يعتقد السيد "تشونغ" الذي ينحدر من أسرة مزارعة ولم يتجاوز مرحلة التعليم الابتدائي، أن نجاح أعماله في مجال الإنشاءات شجعه على الدخول إلى صناعة السيارات والسفن والإلكترونيات، حسبما أفادت "نيويورك تايمز" في تقرير لها.
 

- من بين عوامل النجاح في مسيرة المجموعة الكورية، كان تأسيس الذراع التجارية عام 1976 تحت اسم "هيونداي كورب"، وأعقب ذلك سلسلة من التوسع في أعمال التكتل، قبل تأسيس "هيونداي إلكترونيكس" للإلكترونيات الاستهلاكية.
 

- خلال المسيرة الناجحة للأعمال التي دشنها "تشونغ" شهدت المجموعة عدة عثرات، كان أبرزها عام 1998 خلال الأزمة المالية الآسيوية التي أربكت اقتصاد البلاد بشدة، وأجبرت "هيونداي" على إعادة هيكلة أعمالها، بما في ذلك تصفية بعض المشاريع والتركيز على العمليات الأساسية.

 

أعمال سيارات فريدة من نوعها
 

- بالعودة إلى "هيونداي موتور"، فإنها بدأت تصدير سيارة "بوني" إلى الخارج (الإكوادور) عام 1976 ثم إلى كندا في عام 1984، ثم شرعت في تصنيع سياراتها باستخدام تقنياتها الخاصة وكان ذلك من خلال الموديل "سوناتا"، وفي نفس العام استحوذت على منافستها "كيا موتورز".
 

- بحلول عام 1985 تجاوز إنتاج الشركة المليون سيارة، وفي العام التالي دخلت "هيونداي موتور" إلى السوق الأمريكي بفضل سيارتها الجديدة "إكسل" والتي استحوذت على قدر هائل من إعجاب الأمريكيين بسبب سعرها المنخفض، وبيع منها أكثر من 160 ألف وحدة في عامها الأول ونحو 260 ألف وحدة في 1987، بحسب موقع "ساكسِس ستوري".
 


- في منتصف التسعينيات كانت صادرات الشركة وصلت إلى بلدان في كافة أرجاء العالم مثل أستراليا ونيوزيلندا واليابان ومصر، وبدأت إصدار نماذج تناسب كل بلد، وبحلول الألفية الجديدة امتلكت الشركة مصانع في الهند والصين وباكستان وتركيا والتشيك، وفي عام 2004 بلغت إيراداتها 56 مليار دولار من مبيعات تصل إلى 2.5 مليون سيارة.
 

- بحلول عام 2011 أصبحت الشركة رابع أكبر منتج في العالم بمبيعات تجاوزت 4 ملايين وحدة سنويًا، وفي 2012، بلغت مبيعات "هيونداي" و"كيا" معًا 7 ملايين سيارة، وفي 2013 قفزت الإيرادات إلى أكثر من 82 مليار دولار.
 

- توظف المجموعة إجمالًا مئات الآلاف من الموظفين والعاملين حول العالم، ووفقًا لـ"فوربس" فإن القيمة السوقية لـ"هيونداي موتور" تبلغ نحو 32 مليار دولار تجني إيرادات قدرها 85 مليار دولار سنويًا، فيما تبلغ القيمة السوقية لأعمال الصلب 8 مليارات وإيراداتها تصل إلى 17 مليار دولار، كما تبلغ قيمة وحدة السفن 8 مليارات دولار أيضًا وتحقق إيرادات سنوية تصل إلى 12.3 مليار دولار.

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة