نبض أرقام
18:30
توقيت مكة المكرمة

2024/05/17

"أندرو كارنيجي".. الرجل الذي فاق ثراؤه "جون روكفلر" وتبرع بكامل ثروته تقريباً

2019/04/07 أرقام - خاص

في عام 1889، كتب رجل الأعمال الصناعي "أندرو كارنيجي" مقالًا بعنوان "الثروة"، قال فيه إن هناك التزاما أخلاقيا مُلقى على عاتق الأثرياء لتوزيع أموالهم بطرق تعزز رفاهية وسعادة المواطن العادي، مضيفًا أن من يموت محتفظًا بثروته الهائلة يوصم بالعار.

 

 

ولعل هذه القناعة تبدو سببًا كافيًا لتقاعده عن العمل وتفرغه للأعمال الخيرية، وتبرعه بنحو 90% من ثروته، أو ما قدره 350 مليون دولار آنذاك (تساوي مئات مليارات الدولارات وفقًا لقيمة العملة الأمريكية اليوم بعد احتساب فروق التضخم)، لكن حياته المبكرة ربما تحمل سرًا آخر.

 

مصارعة الفقر
 

- وُلد "أندرو كارنيجي" في الخامس والعشرين من نوفمبر عام 1835 في دنفرملاين الأسكتلندية لأب يعمل في النسيج اليدوي وداعم لقضايا العمال والمهمشين، لكن ركود الاقتصاد في البلاد أفقر الوالد ودفع الأسرة للهجرة عام 1848 إلى الولايات المتحدة، بحسب "بريتانيكا".
 

- في أمريكا، انضمت أسرة "كارنيجي" إلى مجموعة من المهاجرين الاسكتلنديين والأقارب والأصدقاء في أليغيني، بنسلفانيا، ولمساعدة العائلة في كسب عيشها، بدأ الفتى ذو الثلاثة عشر عامًا العمل في مصنع للقطن، وسرعان ما اندمج في المجتمع وتعلم القراءة والكتابة والتحق بالمدرسة الليلية.
 

- أحوال الأسرة في اسكتلندا لم تكن أفضل، فقد كان الدخل محدودًا للغاية والسكن يتكون من غرفة واحدة، لكن الركود أضعف فرص الحصول على هذا الدخل البسيط، وفي الولايات المتحدة استأنف الوالد عمله واشتغلت الأم في إصلاح الأحذية وشكل عمل "أندرو" دعمًا لهما.



 

- أول راتب حصل عليه الصبي بلغ 1.20 دولار أسبوعيًا، علمًا بأن مدة الدوام اليومي بلغت 12 ساعة لستة أيام في الأسبوع، لكن بعد عامين انتقل للعمل في شركة البريد "أوهايو تلغراف" وحصل على 2.50 دولار أسبوعيًا، وفقًا لموقع "ساكسِس ستوري".
 

- بفضل عمله الأخير كان "أندرو" يعرف جميع المواقع التجارية في بيتسبرغ، ما ساعده على بناء علاقات مهمة، كما برع في تمييز الأصوات المختلفة التي تصدرها إشارات التلغراف الواردة، لذا تمت ترقيته بعد عام واحد من الالتحاق بـ"أوهايو تلغراف".

 

بداية متواضعة لنهاية عظيمة
 

- شهد عام 1855 (أي بعد 7 سنوات من العمل) أول استثمارات "أندرو"، والذي بلغت قيمته 500 دولار في قطار المراسلة "أدامز إكسبريس"، وتزامن ذلك مع الحقبة التي أصبحت فيها السكك الحديدية من أكبر الأنشطة التجارية في الولايات المتحدة.
 

- كان هذا المجال الذي عمل فيه "أندرو" لفترة طويلة وبدأ جمع ثروته الخاصة منه، وفي عام 1861، تم تعيينه مشرفا للسكك الحديدية العسكرية، وكان ذلك خلال الحرب الأهلية، لذا حصل على تقدير كبير لشجاعته ومهاراته الإدارية.
 

- بعد 3 سنوات، استثمر ما يقرب من 40 ألف دولار في "أويل كريك" بولاية بنسلفانيا، ومع اكتمال عقده الثالث أصبح دخله السنوي 50 ألف دولار (مقارنة بما يزيد قليلًا على 60 دولارًا سنويًا عندما بدأ العمل في عمر الثالثة عشرة).



 

- بحلول عام 1873، بدأ "أندرو" التركيز على الصلب وأسس شركة "جيه إدغر طومسون ستيل وركس" والتي تغير اسمها لاحقًا إلى "كارنيجي ستيل" وبنى بعد ذلك أول مصنع صلب في الولايات المتحدة يستخدم طريقة "بسمر" المعروفة آنذاك في بريطانيا.
 

- كانت هناك ابتكارات أخرى، بما في ذلك إجراءات محاسبة التكاليف والإنتاج التي مكنت الأعمال من تحقيق كفاءة أكبر مقارنة بالصناعات الأخرى في ذلك الوقت، وكان "أندرو" مهتمًا بأي تقنية جديدة يمكنها الحد من النفقات في صناعة الصلب.
 

- استعان "أندرو" لاحقًا بالأفران المفتوحة ورفع الكفاءة بشكل أكبر عن طريق شراء حقول فحم الكوك وخام الحديد التي وفرت لمصانعه الإمدادات اللازمة، علاوة على استثماره في السفن والسكك الحديدية التي تنقل هذه المواد.

 

الأغنى في أمريكا ومبدأ العطاء
 

- بفضل الابتكارات الصناعية والحلول الإدارية والمحاسبية المبدعة إضافة إلى التكامل الصناعي الذي حققته أعمال "كارنيجي"، استطاع "أندرو" بيع الصلب بأقل سعر ممكن، ونما النشاط التجاري سريعًا، وبحلول عام 1887 بلغ إنتاجه من حديد الزهر ألفي طن يوميًا.
 

- أصبح "كارنيكي" أكبر مصنّع لقضبان السكك الحديدية الصلبة، وفحم الكوك، وحديد الزهر في العالم، وبحلول عام 1888 اشترى منافسه "هومستيد ستيل وركس" قبل أن يجمع كل أعماله تحت غطاء شركة "كارنيجي ستيل كومباني" عام 1892.



 

- في هذا العام، تجاوز إنتاج الولايات المتحدة من الصلب المملكة المتحدة، وكان 75% من هذه الإمدادات تأتي عبر أعمال "كارنيجي" وحدها، التي توسعت بشكل كبير عقب سلسلة من الاستثمارات والاستحواذات.
 

- في عام 1900، بلغت أرباح "كارنيجي ستيل" 40 مليون دولار، نصيب "أندرو" منها 25 مليون دولار، لكنه قرر في العام التالي بيع إمبراطوريته الصناعية لمصرف "جيه بي مورجان" مقابل 480 مليون دولار، وهو ما كان يعادل 2.1% من اقتصاد أمريكا آنذاك.
 

- بحسب مجلة "التايم"، فإن "أندرو كارنيجي" الذي توفي عام 1919، هو واحد من أغنى عشر شخصيات في التاريخ، وتعادل ثروته نحو 372 مليار دولار وفقًا لقيمة العملة الأمريكية في عام 2014 مع احتساب فروق التضخم، ما يجعله يتفوق على "جون روكفلر" بـ31 مليار دولار.
 

- برهن "أندرو" على إيمانه الراسخ بوجهة النظر التي استعرضها في مقاله الشهير المنشور بمجلة "نورث أمريكا ريفيو"، حيث ذهبت 62 مليون دولار من ثروته إلى الأعمال الخيرية والخدمات المجتمعية والثقافية في بريطانيا و288 مليون دولار في أمريكا.

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة