أصحاب المحال التجارية: نعاني من وجع الجمود وهبوط المبيعات

اتفق عدد من اصحاب المحلات التجارية في الاسواق الشعبية مرورا بالمتوسطة وانتهاء بالعلامات التجارية العالمية على ان الكساد بات عنوان الفترة الحالية, مشيرين الى ان الاسواق تئن تحت وطأة القوة الشرائية للمستهلكين وتراجع حجم المبيعات بشكل وصفوه بالمقلق والمخيف “السياسة ” التقت مجموعة من التجار والعاملين في سوق المحاميد وسوق السالمية القديم والافنيوز للوقوف على ارائهم حول حركة البيع والشراء والتعرف عن كثب عن الاسباب وراء تراجع مبيعاتهم التي تصل في بعض الاحيان الى صفر يوميا.

أجمع اصحاب المحلات التجارية والباعة في سوق السالمية التجاري على ان حركة البيع والشراء اصيبت بالشلل التام، مشيرين الى ان الاوضاع في تراجع منذ 3 سنوات منصرمة, لافتين الى ان القوانين والقرارات التي صدرت مؤخرا بشأن ارتفاع اسعار السلع ومنها البنزين اثرت بشكل كبير على القوة الشرائية لغالبية الوافدين الذين اصبحوا اكثر تحفظا حيال عمليات الشراء واكثر حرصا على تقليص نفقاتهم والى تفاصيل اللقاءات :

قال احد البائعين في احد محلات بيع الملابس بالسوق نزير الاسلام ان حركة البيع والشراء تكاد تكون معدومة حاليا، مشيرا الى ان التراجع بدأ منذ 3 سنوات تقريبا حيث كانت المحلات في السابق مكتظة بالمتسوقين والزبائن من جميع الجنسيات الاجنبية والعربية, مشيرا الى ان الدخل اليومي خلال فترة الرواج كان يتعدى الـ400 دينار اما الان فلا يتعدى الـ100 دينار .

في السياق ذاته اكد ان الاوضاع تتجة الى الأسوأ والزبائن اصبحوا اكثر مجادلة حول الاسعار حيث ان بعضهم يحاول الحصول على السلعة بأقل سعر ممكن وهذا ما لم يكن يحدث في السابق.

تراجعات حادة

من جانبه اتفق احد الباعة من الجنسية اللبنانية على ان حركة البيع والشراء بطيئة ولم تعد مثل السابق حيث رأى ان الزبائن اصبحت تكتفي بزيارة السوق مرة واحدة بدلا من التردد الدائم كالسابق، مشيرا الى ان حركة السوق تراجعت تقريبا بنسبة 70% منذ رمضان الماضي وحتى الان، لافتا الى ان بعض المحلات التجارية منيت بخسائر فادحة بسبب عجزها عن دفع رواتب العاملين وتسديد الايجارات حيث بات الدخل غير كاف للاستيفاء بالالتزامات والمصاريف، مضيفا لا أحد يحب أن يجد نفسه مطلوبا للاجهزة الامنية نتيجة عدم قدرته على تسديد التزاماته ولهذا الانسحاب هو الحل الامثل، متوقعا ان تتدهور الاوضاع اكثر خلال الفترة المقبلة لاسيما مع ارتفاع اسعار السلع والبنزين واتجاه بعض الوافدين الى تسفير اسرهم على خلفية عجزهم عن توفير متطلبات الحياة.

اما (ر.ن) صاحب احد محلات الاحذية والشنط قال: ان الوضع مزر والزبائن لم يعد لديها قدرة مالية على الشراء كالسابق فالكل متحفظ ويتطلع الى السلعة الاقل سعريا، مشيرا الى ان البعض اصبح يكتفي بشراء الضروريات دون الكماليات حيث رأى ان هناك نوعية من الزبائن باتت تنتظر موسم التخفيضات املا في الحصول على سلع اقل سعرا لافتا الى ان بعض المحلات تضطر الى عمل تخفيضات تصل الى 90% في بعض الاحيان حتى تستطيع تصريف ما لديها من سلع ومنتجات مخزنة، مشيرا الى ان الملاحظ حاليا اختفاء الزبائن من سوق السالمية الذي لم يكن في السابق يخلو من الحركة .

في السياق ذاته قال المواطن (ط.م) صاحب محل ألبسة ” ان ضعف القدرة الشرائية لدى المواطنين والضغوط الكبيرة التي يواجهونها وعدم ثقتهم بالمستقبل تجعلهم يحجمون عن الشراء، لافتا إلى أهمية تقديم حلول منطقية من قبل الحكومة للنهوض بالاقتصاد الوطني في ظل الظروف الاقليمية المحيطة بنا التي دفعت البعض الى تجميد نشاطة والبحث عن مشاريع اكثر جدوى، مؤكدا ان الوضع الحالي بحاجة الى تدخل سريع وحلول ناجعة والا فإن كرة الثلج ستضخم وستقضي على السوق مخلفة ورائها تداعيات كبيرة وعميقة ستؤثر في النهاية على الاقتصاد الوطني.

لم تكن اوضاع المحلات التجارية الراقية وارباب العلامات التجارية الشهيرة في مول الافنيوز افضل حالا من سوق السالمية حيث اعرب عدد كبير من العاملين في المحلات عن استيائهم من تباطؤ البيع والشراء التي وصفوها بالبطيئة حيث رأى اغلبيتهم ان ارتفاع اسعار الايجارات في المول وتكلفة العمالة تعد اكبر العوائق التي يعاني منها اصحاب المحلات الذين باتوا اكثر توترا من ذي قبل بسبب خوفهم من عدم القدرة على الاستمرار على هذا المنوال، واشار بعضهم الى ان بعض المحلات ارغمت على اغلاق ابوابها وانهاء نشاطها بشكل نهائي لانها منيت بخسائر كبيرة جراء تواضع المبيعات في مقابل ارتفاع المصروفات والى التفاصيل في السطور التالية :

غياب الزبائن

بداية قال (أ. د) احد الموظفين في احدى محلات بيع علامة تجارية معروفة ان هناك عزوف كبير على شراء العلامات التجارية العالمية بسبب ارتفاع الاسعار مقابل ضعف القوة الشرائية للمستهلكين حيث بات الكساد عنوانا للعديد من المحلات، لافتا الى ان زبائن الماركات العالمية اصبحوا يتوجهون الى خارج البلاد لشراء احتياجتهم لاسيما مع انخفاض اسعار البراندات العالمية الموجودة بالدول الاوربية مقارنه بالموجودة محليا، اضاف ” التاجر لا يمكنه أن يصمد كثيرا عند ارتفاع النفقات وتاكل رأس المال نتيجة انخفاض المبيعات وعدم وجود ارباح، وفي هذه الحالة يكون الأفضل والخيار الأسلم له هو الخروج من السوق .

تغير السلوك الاستهلاكي

من جانبه قال (م. م) موظف في احد محلات بيع الملابس ان الاوضاع تتجة الى الاسوء لاسيما في ظل ضعف الزبائن على الشراء حيث رأى ان البعض اضطر الى تغير سلوكة الاستهلاكي وتغير نمط حياتة الشرائي بسبب ارتفاع الاسعار الجنوني الذي اجتاح الاسواق خلال السنولات المنصرمة، مؤكدا ان بعض الزبائن اصبحوا يبحثون عن البديل للماركات المعروفة المرتفعه الاسعار، مشيرا الى ان الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد جعلت التاجر غير قادر على تحديد مستقبل أعماله التجارية بسبب الضبابية وعدم الوضوح في الرؤية الاقتصادية، وبالتالي قد يتورط أحدهم ببدء مشروع يعتقد أنه رابح ويصطدم بالواقع ليترك مشروعه كي لا تتعاظم الخسائر.

ورأى (ت.ر) مدير مبيعات في احد محلات الملابس ان حجم المبيعات تراجع بشكل مخيف ومقلق وصل الى 80%، مؤكدا ان الاوضاع متردية ولم تعد تطاق لاسيما في ظل ارتفاع اسعار الايجارات والسلع والبنزين وغيرها من السلع ما يشكل عبئا على كاهل المستهلك، لافتا الى ضرورة خفض كلف الحياة على المواطن من بنزين وسلع وايجار سكن وذلك حتى تتحسن قدرته الشرائية وتعود الأسواق للانتعاش، مجددا، مشيرا إلى أن الايجارات بمفردها تقف كالسيف على رقبة الوافدين فما بالكم بباقي الالتزامات الاخرى التي قسمت الظهور وارهقت الجيوب، وطالب المسؤولين بضرورة الاسراع لانقاذ اصحاب الاعمال التجارية التي تعد جزء هام من الاقتصاد الوطني، لافتا الى ان الجميع عليهم تحمل مسؤولية تذليل العقبات وتحسين اوضاع السوق والا فإن الاضرار ستنعكس على الجميع.

التخفيضات لا تطفئ الخسائر

اما (ك.ر ) بائع في احد محال البسة اطفال قال ” الموسم يكاد يخلو من المبيعات حتى في فترة التخفيضات، ويرجع هذا إلى الارتفاع في الاسعار المعيشية الذي أثر بشكل كبير على حجم المبيعات، مشيرا إلى أن غالبية المستهلكين يفضلون الان شراء الملابس وبعض الأولويات الهامة لها خلال فترة التخفيضات ليس الا، مضيفا ” أن الشراء في فترة التخفيضات يشكل نسبة بيع كبيرة مقارن بالأيام العادية بنسبة 25 %, لافتا الى أن نسبة الخسائر في هذا الموسم كبيرة جدا لاسباب غير معلومة، واضاف ” كان لدينا أمل في فترة التخفيض تعويض هذه الخسائر الا ان هذا الامر لم يحدث حيث انه بالرغم من ارتفاع نسبة التخفيضات التي تبدأ من 50% – 90% الا انه لا يوجد إقبال من المستهلكين على الشراء بالشكل المتوقع.

الأسواق الشعبية

بدا الوضع مختلفا الى حد ما داخل سوق المحاميد الذي يشهد في غالبية الوقت اقبالا واسعا من قبل الوافدين الباحثين عن اسعار ذهيدة ومناسبة لدخولهم التي لم تعد تقوى على تلبية متطلباتهم الاساسية، في البداية قالت م.ن بائعه في احد اقسام السوق ان الحركة جيدة الى حد ما والاوضاع مستقرة ولكنها رأت ان السوق يشهد في بعض الاوقات ركودا نسبيا وضعف اقبال، لافتة الى ان الزبائن يقبلون بشكل كبير على السلع التي تتراوح اسعارها من دينار الى 5 دنانير .

من جانبه قال محمد على بائع ان حركة البيع لم تعد كالسابق والدليل زيادة حجم البضائع الموجودة في المخازن وهو ما لم يكن يحدث في الماضي، مشيرا الى ان التخفيضات لم تعد تجدي نفعا وان الاوضاع بحاجة الى تغيير جذري والا فإن السوق سينهار.