نزاع حاكم فلوريدا مع "ديزني" يبقى بعيداً عن إعفائها الضريبي البالغ 578 مليون دولار

ربما يكون حاكم فلوريدا رون ديسانتيس قد أصاب عين الحقيقة في ما يخص الامتيازات الخاصة التي تتمتع بها شركة "والت ديزني" في الولاية منذ أكثر من 50 عاماً، لكنه يتجاهل ذكر مئات ملايين الدولارات في إعفاءات ضريبية أغدقها مؤخراً على عملاق الترفيه.

يوم الجمعة، وقع ديسانتيس قانوناً لإنهاء منطقة بلدية خاصة تعمل فيها "ديزني" في الولاية منذ أواخر الستينيات. يعد هذا جزءاً من حملة لمعاقبة الشركة لتحدثها علانية ضد القانون، الذي أيده الحاكم، والذي يحظر مناقشة التوجه الجنسي أو الهوية الجنسية في رياض الأطفال قبل الفصول الدراسية للصف الثالث.

لكن في الوقت الحالي، على الأقل، يترك ديسانتيس جانباً ميزة أخرى قيّمة: 578 مليون دولار من الائتمانات التي يمكن أن تستخدمها "ديزني" لخفض ضرائب الدخل الحكومية حتى عام 2040. وقالت كريستينا بوشو، المتحدثة باسم الحاكم، إن ديسانتيس لم يطلب من الهيئة التشريعية إلغاء الإعفاءات الضريبية، لأنها "ليست مقتطعة لشركة معينة". وقالت إنه يمكن لأي شركة التقدم للحصول على الحوافز، و"الاستثمارات الأكبر ستكون مؤهلة للحصول على ائتمانات ضريبية أكبر".

صادق مسؤولو التنمية الاقتصادية في فلوريدا على الاعتمادات في فبراير 2020، وفقاً لوثائق حصلت عليها "بلومبرغ نيوز" بموجب طلب السجلات العامة. في طلبها للحصول على الحوافز، استشهدت "ديزني" بخطط لنقل ما يصل إلى 2,000 موظف، بمعدل 120 ألف دولار سنوياً، إلى مقر جديد للشركة في الولاية. سيكون المقر الجديد في لايك نونا، على بعد حوالي 20 ميلاً جنوب شرق وسط مدينة أورلاندو.

استثمار ضخم

تستثمر الشركة، والتي تعد واحدة من أكبر أرباب العمل في الولاية بسبب حدائقها الترفيهية هناك، 864 مليون دولار في عملية النقل، بما يتضمن إنشاء المكاتب واللوازم وتحسينات البرامج. تدرس "ديزني" العمل في ولايات أخرى، ومنها كاليفورنيا ونيويورك وكونيكتيكت.

قالت الشركة في طلبها، إن الحوافز كانت "جزءاً لا يتجزأ من القرار العام في تحديد موقع هذا المشروع". ورفضت التعليق أكثر.

كان ديسانتيس، وهو جمهوري يسعى إلى إعادة انتخابه هذا العام، في حالة حرب مع "ديزني" منذ أن تعرضت الشركة لضغوط من جانب الموظفين للتحدث عن مشروع قانون المدرسة في أوائل مارس. قال الحاكم، الذي يعد مرشحاً محتملاً للرئاسة في عام 2024، إنه يأسف أيضاً للتوقيع على قانون 2021 الذي يعفي "ديزني" من الخضوع لقانون يمنع شركات التواصل الاجتماعي من حظر المرشحين من منصاتها. وأزال المشرعون هذا الإعفاء في الجلسة الخاصة هذا الأسبوع.

يدعو التشريع الذي تم توقيعه يوم الجمعة إلى حل منطقة تحسين الخور المعروفة باسم "ريدي كريك إمبروفمنت" (Reedy Creek Improvement) العائدة لـ"ديزني"، وهي السلطة القضائية ومنطقة الضرائب الخاصة على أرضع منتجع "وولت ديزني وورلد" (Walt Disney World)، لكنه ترك بعض الأسئلة الحاسمة دون إجابة، مثل ماذا سيحدث للسندات التي تبلغ قيمتها مليار دولار، والتي تدعمها المنطقة، ومن سيهتم بالخدمات التي تقدمها الشركة حالياً؟

من يدفع؟

إذا تم حل المنطقة، من المرجح أن يتحمل دافعو الضرائب في فلوريدا التكلفة، وفقاً لوكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني. ومن المرجح أن تحصل مقاطعتا أورانج وأوسيولا على حق ملكية جميع ممتلكات البلدية وديون المنطقة، التي توفر الطاقة والمياه والخدمات الأخرى لمجمع منتجع "والت ديزني وورلد".

قالت وكالة التصنيف في مذكرة بحثية يوم الجمعة: "تعتقد (فيتش) بأن آليات التنفيذ ستكون معقدة".

خلال حفل التوقيع على مشاريع القوانين يوم الجمعة، قال ديسانتيس إنه لا ينبغي على السكان أن يقلقوا بشأن الخدمات التي تقدمها منطقة "ريدي كريك إمبروفمنت". وقال: "سنهتم بكل ذلك. لا تقلقوا. لقد فكرنا في كل شيء".

قالت آنا إسكاماني، عضوة مجلس النواب الأمريكي الديمقراطية عن ولاية فلوريدا، في مقابلة، إنه لا يمكن لكل شركة أن تتأهل للحصول على الإعفاءات الضريبية التي تقدمها فلوريدا لشركة "ديزني"، لأن لديها متطلبات عالية للاستثمار وخلق فرص العمل. يمكن للحاكم أن يطلب من الهيئة التشريعية النظر في إلغائها، إذا أراد.

أضافت إسكاماني: "لم يعط الحاكم الأولوية قط لسد الثغرات الضريبية للشركات. إذا كان يريد حقاً إنشاء ساحة لعب متكافئة، فهذه هي القضايا التي كنت أتحدث عنها منذ أيامي الأولى في منصبي".

مخاطر فلوريدا

قد يؤدي تحدي الإعفاءات الضريبية إلى تخلي "ديزني" عن خطط نقل 2,000 عامل إلى الولاية. كانت عملية النقل مثيرة للجدل في الشركة، حيث يفضل العديد من مصممي المنتزهات حالياً في كاليفورنيا، عدم حزم أمتعتهم والذهاب إلى فلوريدا. كانت هذه المشكلة أحد العناصر الأساسية التي أدت إلى تأجيج المعارضة الداخلية لقانون المدارس في فلوريدا، من خلال موقع إنترنت أنشأه موظفون يطلبون من الشركة على وجه التحديد وقف هذه الخطوة.

في تلك الأثناء، يستغل الحكام الديمقراطيون المفارقة من قيام ديسانتيس بتوجيه ضربات إلى "ديزني" بشأن امتيازات الشركات، في الوقت الذي يحاولون فيه جذب وظائفها أيضاً. في هذا السياق، قال غافين نيوسوم من كاليفورنيا في تغريدة بعد أن طلب ديسانتيس من الهيئة التشريعية حل "ريدي كريك": "هل هذا ما تعنيه كلمة صديقة للأعمال؟".

قال حاكم ولاية كولورادو، جاريد بوليس، على "تويتر": "في كولورادو، لا نتدخل في شؤون شركات مثل (ديزني) أو (تويتر). مرحباً يا (ديزني)، نحن مستعدون لـ(ماونتن ديزني لاند)".