حققت الأوروبية "إيرباص" تقدمًا واضحًا في المبيعات على منافستها "بوينج"، حتى قبل أن تواجه الأمريكية المزيد من التداعيات الناجمة عن مشاكل التصنيع والمخاوف المستمرة المتعلقة بالسلامة.
وبمجرد أن بدأت "بوينج" التعافي من حادثتي تحطم طائرتين من طراز "ماكس" في 2018 و2019 في إندونيسيا وإثيوبيا، وقعت حادثة طائرة "737 ماكس 9" تابعة لشركة "ألاسكا إيرلاينز" في الخامس من يناير.
واضطرت "بوينج" منذ ذلك الحين لإبطاء وتيرة التصنيع بأمر من إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية، وخسرت 355 مليون دولار في الربع الأول من هذا العام، بسبب تراجع تسليمات الطائرات والتعويضات التي دفعتها لشركات الطيران مقابل التوقف المؤقت لطائرات "ماكس".
وعلى مدار خمس سنوات متتالية، تفوقت "إيرباص" على منافستها الأمريكية من حيث طلبيات الطائرات وتسليماتها، وفي فبراير من هذا العام، سلمت "بوينج" 27 طائرة فقط لعملائها، وبلغ عدد التسليمات المسجلة خلال أول شهرين من العام 54 طائرة، بينما وسعت "إيرباص" تقدمها وسلمت 79 طائرة في تلك الفترة.
مقارنة بين تسليمات وطلبات بوينج وإيرباص في 2023 |
||
الشركة |
الطلبات (طائرة) |
التسليمات (طائرة) |
إيرباص |
2094 |
735 |
بوينج |
1314 |
528 |
لكن قد لا تستطيع "إيرباص" توسيع هيمنتها بصورة أكبر على الرغم من مطالبة العملاء بمزيد من الطائرات التجارية، ويرجع المحللون السبب وراء ذلك إلى أن الشركة تقوم حاليًا بتصنيع الطائرات بأسرع ما يمكن، ولديها أكثر من 8600 طلب متراكم للتنفيذ، وبالتالي فإن قدرتها على الاستفادة من المشكلات التي تواجهها "بوينج" محدودة.
وذكر "جوناثان بيرجر" المدير الإداري لدى شركة استشارات الطيران "ألتون" : بين ضغوط سلاسل التوريد والفارق بين أوقات الطلبات وأوقات التسليم لمنتج معقد للغاية ويخضع لقيود تنظيمية شديدة، فإن العميل قد لا يتسلم الطائرة التي يطلبها اليوم من "إيرباص" حتى نهاية هذا العقد.
بينما تتخذ "إيرباص" – التي يقع مقرها الرئيسي في فرنسا – موقفًا حذرًا بشكل واضح بشأن المشاكل التي تواجهها منافستها، وأوضح "غيوم فوري" المدير التنفيذي للشركة أنه ليس سعيدًا بشأن مشاكل "بوينج"، وأنها ليست في صالح الصناعة ككل.
وكان "فوري" خلال تصريحاته في أواخر أبريل متحفظًا بشأن قدرة الشركة على تسريع الإنتاج ، موضحًا أن "إيرباص" تواجه مجموعة من التحديات في الحصول على الأجزاء التي تحتاجها، ويجب أن نتأكد من أننا نكثف العمل بوتيرة تتوافق مع قدرة أضعف الموردين.
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
كما أكد "فوري" على أن أي تحركات لتوسيع الإنتاج ستتم مع مراعاة الركائز الأساسية المتمثلة في السلامة والجودة والنزاهة والامتثال والأمن.
وبشكل عام، تواجه الشركتان قيودًا في مجال التصنيع وهو ما يرجع جزئيا إلى اعتمادهما على آلاف الأجزاء التي تصنعها شركات أخرى من جسم الطائرة والمحركات الإلكترونية والديكورات الداخلية، وذلك حسبما ذكر "بيرجر".
وعلى الرغم من أن صناعة الطائرات العالمية تضم العديد من اللاعبين، إلا أن أغلبها لا يزال محصورًا في الشركتين فقط، ولم تستطع شركة أخرى زعزعة الهيمنة الثنائية.
وعلى سبيل المثال تصنع "إمبراير" البرازيلية طائرات إقليمية أصغر حجمًا ولم تتحرك بعد لمنافسة "بوينج" و"إيرباص"، كما أن "كوماك الصينية على بعد عقد أو عقدين على الأقل من تقديم طراز منافس قوي، وذلك حسبما ذكره "بيرجر"، وهو ما يعني استمرار السباق بين الشركتين في الوقت الحالي حتى لو كانت إحداهما تواجه أزمة.
كما أن العالم لا يزال بحاجة إلى "بوينج" لأن احتكار أي قطاع ليس بالأمر الجيد، كما أن المشاكل الأخيرة التي تواجهها الشركة تعد مثال بين على حاجة الصناعة إلى شركتين أو أكثر متنافسة حتى تظل حية ومزدهرة.
ورغم المشاكل التي تواجهها الشركة الأمريكية، إلا أن شركات الطيران لا تزال تأمل في عودة "بوينج" لأنها لا يمكنها الاعتماد على "إيرباص" وحدها لتلبية جميع متطلبات أسطولها المستقبلي.
وتلجأ شركات الطيران لاستخدام طائرات قديمة بسبب نقص الطائرات الجديدة، وتنفق الكثير على الصيانة للحفاظ على أساطيلها.
المصادر: أسوشيتيد برس – سي إن بي سي
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}