أباطرة التقنية في حفل التنصيب .. تودد وتقرب للسلطة أم رهان على دعم غير محدود من ترامب؟

في حفل تنصيب "دونالد ترامب"، خُصصت بعض المقاعد الأكثر تميزًا لرؤساء تنفيذيين بارزين في مجال التكنولوجيا على رأسهم أغنى ثلاثة أشخاص في العالم: "إيلون ماسك" و"جيف بيزوس"، و"مارك زوكربيرج"، في علامة غير مسبوقة على قوتهم ومدى تأثيرهم على الساحة السياسية.

ورغم المقاعد المحدودة للغاية بعد نقل الحفل إلى داخل مبنى الكابيتول بدلاً من خارجه بسبب سوء الأحوال الجوية، لكن كان بين الحضور "تيم كوك"، و"ساندر بيتشاي" و"شو تشيو" المدير التنفيذي لـ "تيك توك" رغم أن مصير منصته في أمريكا لا يزال غير مؤكد، وكذلك سام ألتمان من "أوبن إيه آي" و"دارا خسروشاهي" من "أوبر".

كان المشهد مثيراً  للدهشة، لأن آخر حدث عام في واشنطن جمع العديد من قادة شركات التكنولوجيا هو جلسة استماع في الكونجرس عام 2020، ولأنه عادة ما يتم تخصيص المقاعد المقربة من الرئيس لعائلته والرؤساء السابقين.

وذلك على الرغم من أن العديد من هؤلاء القادة كانوا من بين أول منتقدي "ترامب" في عالم الأعمال خلال ولايته الأولى، وتحدثوا عن قضايا مثل تغير المناخ والهجرة، لكن لا تزال لدى معظم تلك الشركات قضايا خطيرة معلقة أمام الحكومة الأمريكية تتراوح بين دعاوى محافحة الاحتكار وتحقيقات ومعارك تنظيمية وغيرها.

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

حذر "بايدن" في خطاب من أن الولايات المتحدة أصبحت عبارة عن مجموعة من مليارديرات التكنولوجيا الذين يمارسون مستويات خطيرة من القوة والنفوذ، وهو ما انتقده "ترامب" بعد ذلك قائلاً: لن يحصلوا على أي شيء مني، أنا لست بحاجة للمال، لكنني أريد نجاح الأمة وهم أذكياء ويضيفون الكثير من الوظائف.

وعلق السيناتور الأمريكي "بيرنس ساندرز" على ذلك في منشور قائلاً: عندما يجلس أغنى 3 رجال في أمريكا خلف "ترامب" في حفل تنصيبه، يفهم الجميع أن طبقة المليارديرات تسيطر حاليًا على حكومتنا.

وهو ما يدعو لتقديم نظرة على أبرز الحضور من قطاع التكنولوجيا في فعاليات تنصيب "ترامب".

إيلون ماسك

خطف الأضواء في الحفل المدير التنفيذي لـ "تسلا" و"سبيس إكس" الذي اصطحب معه ابنه "إكس" البالغ من العمر أربع سنوات إلى المسرح ووصفه بأنه "مؤيد أو داعم متحمس".

وبالطبع "ماسك" هو الحليف الأبرز للرئيس -الذي أنفق حوالي 300 مليون دولار لمساعدة حملته الانتخابية- والذي سيلعب دورًا في الإدارة القادمة من خلال قيادة ما يسمى بوزارة كفاءة الحكومة لتقديم المشورة للبيت الأبيض بشأن الإنفاق العام.

مارك زوكربيرج

تم رصد المدير التنفيذي لـ "ميتا بلاتفورمز" في الحفل مع زوجته "بريسيلا تشان" وذلك بعدما أعلنت شركته مؤخرًا أنها ستخفض 5% من إجمالي قوتها العاملة، وألغت برنامج تدقيق الحقائق في أمريكا وخففت القيود المفروضة على المناقشات المثيرة للجدل مثل الهجرة.

كما عين "زوكربيرج" حليف "ترامب" "دانا وايت" في مجلس إدارة "ميتا"، واختار الجمهوري "جويل كابلان" لقيادة عمليات الشؤون العالمية.

وبعد فوز الرئيس بالانتخابات، التقى به "زوكربيرج"، وفقًا لعدة تقارير، وذلك رغم التاريخ المتوتر بينها، وتهديدات "ترامب" له بالسجن مدى الحياة إذا تدخل في انتخابات 2024.

جيف بيزوس

حضر "بيزوس" وهو المدير التنفيذي لـ "أمازون" ومالك صحيفة "واشنطن بوست" التي فوجئ القراء والعاملون بها  بقرار امتناعها عن تأييد أي مرشح في انتخابات 2024.

وكان "بيزوس" – مثل "زوكربيرج" وغيره من قادة الأعمال – زار "ترامب" في منتجع "مار إيه لاجو" في فلوريدا قبل التنصيب.

شو زي تشو

كان حضور المدير التنفيذي لـ "تيك توك" لافتًا للنظر بسبب حالة عدم اليقين واحتمالية حظر المنصة، مع سعي الولايات المتحدة لبيعها إلى كيان أمريكي، لكن أمر "ترامب" بوقف مؤقت للحظر لمدة 75 يومًا.

تيم كوك

جلس المدير التنفيذي لـ "آبل" في مقعد مميز بقاعة روتوندا، رغم أن "ترامب" وجه في الماضي انتقادات لصانعة الآيفون التي دعاها لبذل المزيد من الجهد للمساعدة في الوصول للأجهزة المشفرة.

ساندر بيتشاي

حضر المدير التنفيذي لشركة "ألفابت" الحفل ووقف بجانب "ماسك"، وسبق أن تبرعت الشركة الأم لـ "جوجل" بمبلغ مليون دولار لصندوق تنصيب "ترامب".

الخلاصة
رغم محاولات التقرب أو الدعم من قادة التكنولوجيا أو ربما محاولة بداية مرحلة جديدة، يبرز التساؤل: كيف يمكن أن تستمر علاقة رجال الأعمال البارزين بالرئيس؟ وكيف ستتعامل إدارته مع العديد من القضايا الخاصة بأعمالهم التي لا تزال قائمة؟

المصادر: أرقام -  أسوشيتيد برس – بي بي سي – نيويورك تايمز – يو إس إيه توداي – بيزنس إنسايدر – يورو نيوز